أول إختبار إنتخابي منذ فوز ترامب..ينذر بعاصفة ديموقراطية

محمد العزير
الأربعاء   2017/11/08
لم تكن إعادة انتخاب إعادة انتخاب عمدة نيويورك الديموقراطي بيل دبلازيو مفاجئة (Getty)
حقق الحزب الديموقراطي في أول انتخابات واسعة على مستوى الولايات الأميركية، بعد انتخابات الرئاسة التي أوصلت الجمهوري الشعبوي دونالد ترامب، إلى الرئاسة العام الماضي، أول فوز انتخابي له، يبشر بتعديل موازين القوى في السلطات الأميركية. وتمكن الحزب الديموقراطي من الإحتفاظ بحاكمية ولاية فرجينيا، التي صوتت لترامب، وأقصى الجمهوريين عن حاكمية ولاية نيوجيرسي الذي كانت بعهدة المرشح الرئاسي الجمهوري السابق كريس كريستي، الذي كان أول المؤيدين لترشيح ترامب. ولم يقتصر الفوز على المراكز الأولى، بل تعداها إلى مناصب نائب الحاكم والنائب العام.

وإذا كان الفوز بمقعد الحاكمية في نيوجيرسي أكثر توقعاً، إذ فاز الديموقراطي فيل مورفي، على منافسته الجمهورية كيم غوداغنو، بحسابات الأرقام، وزاد عدد حكام الولايات من الحزب الديموقراطي بواحد، فإن السباق الذي استقطب الإنتباه كان ولاية فرجينيا. فقد سبق ومنحت فرجينيا أصواتها لترامب العام الماضي، واختارها اليمين المحافظ منطلقاً للتعبئة من خلال التظاهرات التي شهدت مصادمات بين أنصار الكونفيدرالية التي اختارت مدينة تشالرستون فيها في آب/أغسطس، للتظاهر المسلح ضد قرار إزالة تمثال لأحد رموز الحرب الأهلية، من أجل شد العصب الإنتخابي المحافظ.

وتمكن حاكم الولاية الديموقراطي رالف نورثام، من الإحتفاظ بمنصبه، مضيفاً إلى فريقه نائب الحاكم الديموقراطي ذي الأصل الأفريقي جوستن فيرفاكس، مطيحاً بمنافسه الجمهوري بيل غلاسبي، بفارق عشر نقاط، وهو رقم لم يحصل منذ تحول الجنوب الأميركي ذي الميول العنصرية من الإنتماء الديموقراطي الجنوبي إلى الإنتماء الجمهوري العنصري، بوضوح منذ رئاسة رونالد ريغان مطلع ثمانينات القرن الماضي. واللافت أن استطلاعات الرأي عشية الانتخابات كانت تعكس الأثر الذي تركته التظاهرات العنصرية البيضاء في الولاية، إذ عبّر حوالي 60 في المائة من الناخبين عن عدم اعتراضهم على إبقاء تماثيل شخصيات الحرب الأهلية من الإنفصاليين في الولاية.

لم تكن إعادة انتخاب إعادة انتخاب عمدة نيويورك الديموقراطي بيل دبلازيو، مفاجئة في مدينة ليبرالية لا تكن الكثير من الود لترامب، لكن الفارق الهائل في الأصوات بينه وبين منافسته الجمهورية نيكول ماليوتاكينس، والتي ناهزت الأربعين نقطة مئوية، يؤشر إلى تراجع جمهوري في كل الولايات المتنازع عليها. فيما لم ينجح الجمهوريون الّا في الولايات الصافية الولاء لهم مثل يوتاه، حيث فاز جون كورتيس بمقعد الكونغرس عن الدائرة الثالثة، ومقاعد مفتوحة لإنتخابات فرعية في فلوريدا وكولورادو.

ولم يقتصر الاهتمام العربي الأميركي على ولايتي نيوجرسي وفرجينيا، بل تركز على ولاية ميشيغن، المعقل الأكبر للعرب الأميركيين في أميركا. ففي مدينة ديربورن ذات الغالبية الأميركية لم ينجح المرشحون الذين حاولوا ركوب الموجة العنصرية المعادية للمهاجرين التي دشنها ترامب في انتخابات العام الماضي، في تحجيم الصوت العربي الأميركي، فلم يخسر أي من المُنتَخَبين العرب الأميركيين السابقين مقاعدهم في الانتخابات للمجلس البلدي في ديربورن، وحافظت سوزان دباجة ومعها مايك سرعيني ودايفيد بزي وروبرت إبراهيم بمقاعدهم في المجلس، وانضمت إليهم المرشحتان ارين بايرنز، وليزلي هاريك والمرشح بريان اودونول، فيما لم ينجح المرشح "الترامبي" ريغان فورد، الذي استعان بلغة الرئيس ومفرداته ضد المهاجرين. ويلاحظ أن المرشحين الذين عاونوه مثل كن باريس وشارون دولماج وشون غرين، حلوا في مواقع متقدمة على بقية المرشحين العرب الأميركيين.

أما في مدينة ديربورن هايتس ومع إعادة انتخاب عمدتها دانيال باليتكو، فقد نجح المرشح العربي الأميركي بيل بزي في الإنضمام الى المجلس البلدي، فيما خسر منافسه مو بيضون. وفي مدينة هامترامك، الضاحية المترنحة ديموغرافياً ومالياً في ديترويت، والتي اعادت انتخاب رئيسة بلديتها كارين ماجويسكي، فقد دخل إلى عضوية مجلسها البلدي، العربي الأميركي فاضل المنصوري، الذي اعتبره ناشر صحيفة "صدى الوطن" ومدير العلاقات العامة في لجنة العمل السياسي العربية الأميركية أسامة السبلاني، فوزاً واضحاً للجهود العربية الأميركية. اما الناشط والإعلامي العربي الأميركي عدنان بيضون، فيرى في انتخاب العمدة جان اورايلي على خلفية مناهضته للعنصرية ومعاداة المهاجرين نقطة مضيئة في سجل العرب الأميركيين.