الغوطة الشرقية: هل تسقط إدارة المركبات العسكرية بيد المعارضة؟

المدن - عرب وعالم
السبت   2017/11/18
أكثر من 240 غارة جوية استهدفت المنطقة (Getty)
مضت خمسة أيام على إطلاق "حركة أحرار الشام الإسلامية" معركة لتحرير إدارة المركبات العسكرية بالقرب من مدينة حرستا في غوطة دمشق الشرقية المُحاصرة. واستطاعت المعارضة إحراز تقدم واضح في عمق الإدارة، وتحرير عدد كبير من المباني العسكرية، واغتنام صواريخ مضادة للطيران، ومضادات أرضية وكميات كبيرة من الذخائر.

واستطاعت "أحرار الشام" تثبيت النقاط التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، وسط عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدم، على الرغم من المؤازرات الكبيرة التي دفع بها النظام إلى المنطقة. الطيران الحربي الروسي واصل غاراته على المنطقة، وعموم الغوطة الشرقية، ليل نهار.

وقال مصدر عسكري في مدينة حرستا، لـ"المدن"، إن تقدم المعارضة لا زال قائماً، ولكن بوتيرة أبطأ، نظراً للقصف المكثف في محيط المناطق التي بقيت تحت سيطرة مليشيات النظام في عمق إدارة المركبات.


(المصدر: LM)

وتزامنت الاشتباكات مع قصف مكثف من أسراب الطائرات الروسية وتلك التابعة للنظام، وتناوبت على قصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية محدثة مجازر في دوما ومديرا وحمورية. وبحسب مصادر إعلامية في الغوطة الشرقية فأن أكثر من 240 غارة جوية استهدفت المنطقة خلال الأيام الأربعة الماضية، إضافة لأكثر من 1200 قذيفة صاروخية وهاون وعشرات الصواريخ أرض–أرض. وتسبب ذلك بسقوط العشرات بين قتيل وجريح، إضافة إلى مقتل ثلاثة متطوعين في الدفاع المدني وإصابة آخرين.

وأصدرت "أحرار الشام"، الجمعة، بياناً قالت فيه إنها ستتوقف عن ذكر اسمها في المعارك، مكتفية بذكر "ثوار الغوطة الشرقية"، في دعوة منها لمن يريد قتال النظام بعيداً عن الفصائلية. ويأتي ذلك بعد يوم من إصدار الحركة لبيان المعركة الذي دعت فيه كافة فصائل الغوطة الشرقية إلى مؤازرتها وفتح صفحة جديدة في الغوطة.

مصادر أهلية في الغوطة الشرقية أكدت لـ"المدن" أن العشرات من الشباب الذين سبق واعتزلوا العمل المسلح نتيجة الصراعات الداخلية وخمول جبهات النظام، التحقوا خلال اليومين الماضيين بجبهة إدارة المركبات العسكرية.

"جيش الإسلام" لم يحرك ساكناً في تلك المعارك، ولم يشارك بأي عنصر حتى اللحظة، فيما اقتصرت مشاركة "فيلق الرحمن" على اسناد الجبهة بآليات ومدرعات عسكرية، مساء الخيس، لساعات قبل سحبها، نتيجة تعرض إحدى دباباته للعطب على يد ميليشيات النظام. وقُتل على جبهة إدارة المركبات قائد "اللواء العاشر" في "فيلق الرحمن" ثائر قويدر.

ويستنزف النظام قواته على تلك الجبهة، في محاولة جاهدة لاستعادتها قبل سقوطها كاملة بيد المعارضة. وبحسب مصادر "المدن" فإن مجموعات من "اللواء 104" و"اللواء 105" من "الحرس الجمهوري" سُحِبَت من جبهات جوبر وعين ترما، إلى إدارة المركبات العسكرية، وعلى رأسها مجموعة "أبو الفضل العباس" ومجموعة "ذو الفقار". فيما قالت مصادر موالية للنظام إن القيادي في "الحرس الجمهوري "خالد العلي، والإعلامي وسيم عيسى، أُصيبا في معركة إدارة المركبات.

وقال مصدر خاص لـ"المدن"، إن النظام "ينوي" نقل مجموعات من "الفرقة الرابعة" التي تقاتل على محاور جوبر وعين ترما، إلى إدارة المركبات، مع منصات صواريخ قصيرة المدى وكاسحة الألغام الروسية UR-77 في حال استمرت المعارك من دون تقدم.

وتتساقط قذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع على مدينة دمشق، والتي مصدرها، بحسب إعلام النظام، فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وتسببت تلك القذائف بمقتل ما يزيد عن 15 شخصاً وإصابة العشرات في أحياء دمشق الشرقية، ومنطقة السبع بحرات وشارع خالد بن الوليد وحي السويقة. فيما تقوم الحواجز العسكرية والأمنية بالتشديد على حركة الدخول والخروج، خوفاً من دخول مفخخات أو تسلل عناصر لتنفيذ عمليات عسكرية داخل دمشق.