ديرالزور:"التحالف الدولي" أفشل هجوم النظام على حقل العمر

محمد حسان
الإثنين   2017/10/23
طيران "التحالف الدولي" استهدف قوات النظام بعدد من الغارات (Getty)
تمكنت "قوات سوريا الديموقراطية" و"مجلس ديرالزور العسكري"، الأحد، من السيطرة على حقل العمر النفطي، الواقع شمالي بلدتي ذيبان والشحيل من ريف ديرالزور الشرقي، الذي يُعتبر أكبر حقول النفط في سوريا.

سيطرة قوات "قسد" و"مدع"، جاءت بعد تقدمها من محور معمل غاز كونيكو غرباً باتجاه حقل العمر، بمشاركة "قوات خاصة" أميركية، ودعم جوي من طيران "التحالف الدولي" الذي لازم تحرك القوات المهاجمة وأمّن مرورها لمسافة تقارب 20 كيلومتراً، بمحاذاة البادية الشمالية الشرقية لبلدات جديد عكيدات والبصيرة والشحيل، من دون مقاومة تذكر من تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يُسيطر على المنطقة.



(المصدر: طوران)

وأجبر هجوم "قسد" العنيف، ووجود الغطاء الجوي من "التحالف الدولي"، عناصر تنظيم "الدولة" على الانسحاب من الحقل بعد أقل من نصف ساعة من بدء الهجوم. وشهدت "مساكن العمال" التي حاول التنظيم التمركز داخلها أعنف المواجهات، قبل أن تتمكن قوات "قسد" من السيطرة عليها بشكل كامل.

وخسر التنظيم أكثر من 33 عنصراً، في تلك المعارك، بينما بلغت خسائر "قسد" ما لا يقل عن 20 مقاتلاً بين قتيل وجريح، وما تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين شرقي وشمالي الحقل. أما جنوباً، فقد تمكنت "قسد" من الوصول إلى أطراف بلدتي الشحيل وذيبان المجاورتين لحقل العمر.

هجوم "قسد" المفاجئ، كان بهدف قطع الطريق على قوات النظام التي عبرت إلى الضفة الشمالية لنهر الفرات من جهة مدينة الميادين، ومنعها من التقدم والسيطرة على الحقل عبر محور بلدة ذيبان.

مدير "شبكة ديرالزور 24" الإعلامية عمر أبو ليلى، قال لـ"المدن"، إن مليشيات النظام عبرت إلى الضفة الشمالية لنهر الفرات من جهة مدينة الميادين، منذ ليل السبت/الأحد. ومع صباح الأحد حاولت التقدم إلى أطراف بلدة ذيبان ثم حقل العمر النفطي، لكن طيران "التحالف الدولي" استهدفها بعدد من الغارات، ما أجبرها على التراجع إلى الضفة الجنوبية باتجاه مدينة الميادين.

وأضاف أبو ليلى أن قصف "التحالف الدولي" تسبب بمقتل عنصرين من مليشيات النظام وجرح أخرين، بالأضافة إلى تدمير عدد من الآليات وجسراً كان معداً لتنقل القوى المهاجمة بين ضفتي نهر الفرات.

وتهدف "قسد" و"مدع" من تحركاتها العسكرية الآن، إلى تأمين محيط حقل العمر ثم التقدم من ثلاثة محاور؛ الأول باتجاه حقل سيجان النفطي شمالي حقل العمر، والثاني باتجاه سرير الفرات بهدف طرد تنظيم "الدولة" من بلدات ذيبان والشحيل والبصيرة وجديد عكيدات، أما المحور الثالث فسيكون شرقاً بموازاة النهر للسيطرة على حقل التنك النفطي، وبقية قرى الريف الشرقي الواقعة شمالي الفرات.

المعارك الدائرة تترافق مع الحديث عن وجود مفاوضات، بين "قسد" و"مدع" من جهة، وتنظيم "الدولة" من جهة أخرى، حول تسليم الأخير قرى ريف ديرالزور الشرقية حتى بلدة هجين للقوات المهاجمة من دون قتال.

تقدم "قسد" في ريف ديرالزور الشرقي، يتزامن مع تقدم آخر تحرزه شمالي المحافظة على محور نهر الخابور، حيث تمكنت من السيطرة على قرية طيب الفال والبادية الواقعة شرقي طريق الروضة، والمعارك الآن على أطراف بلدتي النملية والحريجي.

وتواصل قوات النظام عملياتها العسكرية في مدن وبلدات الريف الشرقي، جنوبي نهر الفرات، انطلاقاً من محور الطريق الدولي، وتمكنت الإثنين من التقدم والسيطرة على تلال عين علي المطلة على مدينتي القرية والعشارة وبلدة محكان، بالإضافة لمزارع الدبوس وحاوي الحكنة. وما تزال المعارك مستمرة على الطرف الجنوبي لتلك المناطق، في ظل قصف جوي ومدفعي مكثف يستهدف مدينتي القرية والعشارة.


(المصدر: LM)

وتهدف مليشيات النظام من تحركاتها العسكرية، إلى السيطرة على مدينتي القرية والعشارة وبلدة محكان التي يعتبر سقوطها مسألة وقت فقط، خاصة بعد سيطرة القوات المهاجمة نارياً عليها، إضافة لاحتمال انسحاب التنظيم منها في أي لحظة.

سيطرة مليشيات النظام على مدينتي القرية والعشارة وبلدة محكان، تعني انتهاء المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي، التي تليها المرحلة الثالثة والأهم تستهدف مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية.

كما تمكنت مليشيات النظام، وبغطاء جوي من الطيران الروسي، من استعادة السيطرة على بلدة خشام تحتاني في ريف ديرالزور الشرقي شمالي نهر الفرات، بعد أقل من 48 ساعة من سيطرة تنظيم "الدولة" عليها.


(المصدر: LM)

تقدم مليشيات النظام شمالي وجنوبي نهر الفرات في الجهة الشرقية من المحافظة، يقابله عجز عن إحراز أي تقدم في محور حويجة صكر في مدينة ديرالزور، الذي تكبدت فيه مليشيات النظام خسائر فادحة بالأرواح والعتاد. ويعود سبب فشل مليشيات النظام بالتقدم عبر محور حويجة صكر، إلى أسلوب تنظيم "الدولة" القتالي هناك والمعتمد على حقول مكثفة من الألغام بهدف إعاقة تقدم القوات المهاجمة، وعمليات القنص والقصف المركزين، مستفيداً من المساحات المفتوحة داخل الحويجة، وعدم وجود الكتل السكنية أو التضاريس الكفيلة بحماية القوات المعادية.

المعارك والقصف الجوي شرقي وشمالي المحافظة، يترافق مع موجة نزوح مستمرة باتجاه المناطق الأقل تعرضاً للقصف، خاصة مناطق سيطرة "قسد" في الريف الغربي وريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة الشرقي. وتصل مئات العائلات يومياً إلى المخيمات المخصصة للنازحين في تلك المناطق، وسط أوضاع مأساوية  يعيشها النازحين نتيجة عدم توافر خيام كافية لاستيعاب تلك الأعداد، وغياب شبه تام للرعاية الطبية والخدمات داخل تلك المخيمات.
أحمد، أحد المدنيين في مخيم السد في ريف الحسكة الجنوبي، قال لـ"المدن"، إن الكثير من الأمراض تنتشر بين النازحين في تلك المخيمات، مثل الجرب واللشمانيا والتهاب السحايا والتهاب الجروح لدى بعض المصابين، نتيجة غياب الرعاية الصحية والخدمات في تلك المخيمات، وعدم سماح قوات "قسد" المشرفة على تلك المخيمات للمرضى بالخروج منها إلى المشافي لتلقي العلاج".