تيلرسون من الدوحة يستبعد حلاً وشيكاً للأزمة الخليجية

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2017/10/23
لم تصل إلى الدوحة رسائل رسمية عن تأجيل القمة الخليجية المرتقب استضافتها في الكويت (Getty)
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، الذي وصل الدوحة مساء الأحد قادماً من الرياض، التي ناقش فيها التهديدات الإيرانية وطُرقَ احتواء الوضع في العراق عقب هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبحث أمير قطر خلال اللقاء مع تيلرسون الأزمة الخليجية، كما تم استعراض المساعي الأميركية والدولية الداعمة لوساطة دولة الكويت لحل الأزمة عبر الحوار والطرق الديبلوماسية.

وقبل ذلك، التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نظيره الأميركي، وأكد في مؤتمر صحافي عقب المباحثات أنه لا يجوز تطبيع أوضاع إنسانية، وشدد على أهمية أن تكون المبادرة الكويتية المظلة لأي وساطة لحل الأزمة. وقال إن أمير قطر يتشارك مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أن الأزمة الخليجية طالت أكثر من اللازم، وأنها تؤثر في التحديات المشتركة، بحسب ما نقلته قناة "الجزيرة".

وأكد الوزير القطري التزام بلاده بالحوار القائم على أسس واضحة وسليمة، لا تتعدى على سيادة الدول ولا تخالف القانون الدولي. وأشاد بجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح التي يقوم بها لرأب الصدع، مؤكداً أن الحل يكون بتغليب صوت الحكمة على اللغة السائدة غير المسؤولة الصادرة عن دول الحصار في هذه الفترة.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركية إنه لم يلحظ بعد اجتماعاته في الرياض وجود أي مؤشر قوي على أن الأطراف مستعدة للدخول في حوار لحل الأزمة الخليجية. وأضاف أن واشنطن لا يمكنها فرض حوار على أشخاص ليسوا مستعدين له.

وأكد تيلرسون الدور الذي تلعبه قطر في مكافحة الإرهاب، وقال إنه "جرى إحراز تقدم بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم بهذا الشأن التي وقعناها في يوليو/تموز"، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستستمر في العمل عن كثب مع قطر لمكافحة الإرهاب.

وعبّر تيلرسون عن قلق بلاده إزاء استمرار الأزمة، وقال إنه من المهم على الدول الخليجية السعي لإعادة الوحدة، وإن أحداً لا يرضى باستمرار هذه الأزمة. وأكد استمرار دعم بلاده لجهود أمير الكويت والحوار مع جميع الأطراف للمساهمة في وجود حل للأزمة، ودعا جميع الأطراف إلى تخفيف حدة الخطاب وممارسة ضبط النفس.

وكالة "الأناضول" نقلت عن تيلرسون قوله: إن "الوقت قد حان لحل الأزمة الخليجية"، معرباً عن "استعداد بلاده لتيسير الحوار واستضافته". وأضاف: "نحن نبقى على اتصال مع جميع الأطراف، والرئيس ترامب تواصل مع قادة الدول المعنية وأبلغهم أنهم يؤمن أن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذا النزاع". وأعرب عن استعداد بلاده "لتيسير الحوار، إما من خلال تيسير المفاوضات، أو وضع خارطة حل". وأردف: "ولكن في الأساس على الأطراف أن تصل لنقطة أن تكون مستعدة لحل هذا النزاع".

وزير خارجية قطر أوضح خلال المؤتمر، إن بلاده لم تصلها رسائل رسمية عن تأجيل القمة الخليجية المرتقب استضافتها في الكويت ديسمبر/كانون الأول المقبل. وحمّل آل ثاني، الدول المقاطعة لبلاده المسؤولية إن حصل التأجيل بسبب "تعنتها".

ووصل وزير الخارجية الأميركي إلى الدوحة بعد جولة قادته إلى الرياض، دعا فيها أطراف الأزمة الخليجية إلى اعتماد الحوار مساراً لحلها. وكان تيلرسون قد قال، الأحد، في أعقاب اجتماع مشترك مع الملك السعودي ورئيس الوزراء العراقي، إن الوقت قد حان كي تعود الفصائل المدعومة من إيران إلى "ديارها" وكذلك مستشاروها الإيرانيون، بعد أن ساعدوا العراق على هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير: "يجب أن تعود الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق إلى ديارها مع اقتراب الحرب على داعش من نهايتها. يجب أن يعود المقاتلون الأجانب في العراق إلى ديارهم ويسمحوا للشعب العراقي باستعادة السيطرة".

وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، انتقد تصريحات تيلرسون، قائلاً إنها متأثرة بالسعودية. وقال ظريف في "تويتر": "أي بلد بالضبط يعود إليها العراقيون الذين انتفضوا للدفاع عن ديارهم ضد داعش؟". وأضاف: "السياسة الخارجية الأميركية المخجلة تمليها دولارات النفط".

وناقش الجبير وتيلرسون، أيضاً، سياسة واشنطن الجديدة الصارمة تجاه إيران، بما في ذلك احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني المبرم في العام 2015، وفرض عقوبات جديدة على "الحرس الثوري". وقال تيلرسون: "يرى بلدانا أن من يقومون بنشاط تجاري مع الحرس الثوري الإيراني أو أي من كياناته... سواء كانت شركات أوروبية أو غيرها فإن الأمر ينطوي على مجازفة كبيرة".