موسكو تنتقد جرائم"التحالف" في الرقة..وتنسى جرائمها في حلب

المدن - عرب وعالم
الأحد   2017/10/22
روسيا سبق ودمّرت نهاية العام 2016، أحياء حلب الشرقية، عن بكرة أبيها (Getty)
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف، في بيان باسم الوزارة، إن نحو 200 ألف شخص كانوا يعيشون في الرقة قبل اندلاع الصراع في سوريا ولم يتبقَ هناك حالياً أكثر من 45 ألفاً. وذكر كوناشينكوف: "ورثت الرقة مصير درسدن في 1945.. التي محاها القصف البريطاني الأميركي، عن وجه الأرض".

هنا تناسى الميجور جنرال المقولة الألمانية المشهورة: "الأميركي فوق رأسك، أرحم من الروسي فوق بطنك". فالقصف الأميركي للمدن الألمانية، كان يترك للناس فرصة للهرب، في حين كان الجنود السوفيات يحتجزون الجميع، ويمارسون كل أنواع التنكيل والبطش بالسكان، خاصة النساء. فالاتحاد السوفياتي كان قد غزا شرقي ألمانيا، ودمر جنوده كل ما وجدوه على الأرض، ونهبوا مخازن الطعام، وحرموا السكان منه. فظاعات الجيش الأحمر في ألمانيا، لا تقل بأي حال عن فظاعات قصف "التحالف" للمدن الألمانية من الجو، في الحرب العالمية الثانية.

ورغم أن كوناشينكوف، قال إن روسيا ترحب بتعهدات الغرب بتقديم مساعدات مالية لـ"إعادة إعمار" الرقة، فقد شكا رفض الغرب لعدد كبير من المطالب الروسية خلال السنوات السابقة لتقديم مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين في أجزاء أخرى من البلاد. وتابع: "ما هو السبب وراء اندفاع العواصم الغربية لتقديم مساعدة مالية للرقة فقط؟"، ومضى قائلاً: "هناك تفسير واحد فقط.. الرغبة في التستر على أي دليل على القصف الهمجي من جانب سلاح الجو الأميركي والتحالف بأسرع ما يمكن ودفن آلاف المدنيين المحررين من الدولة الإسلامية تحت الأنقاض".

مرة أخرى، تناسى الميجور جنرال كوناشينكوف، إن روسيا سبق ودمّرت نهاية العام 2016، أحياء حلب الشرقية، عن بكرة أبيها، مستخدمة كل ما في جعبتها من أسلحة. ولم يبق من الأحياء الشرقية سوى الأطلال، بعدما تمّ تهجير من تبقى من سكانها قسراً. تباكي كوشينكوف على الرقة، هو لمجرد ذر الرماد في عيون "التحالف الدولي" الذي ارتكب من الجرائم ضد الإنسانية ما ارتكب. لكن ذلك لن يعطِي السيد كوناشيكوف صك براءة على جرائم موسكو في سوريا منذ بدء تدخلها العسكري المباشر، دفاعاً عن نظام بشار الأسد، نهاية العام 2015.