هل تعترف أميركا بـ"الاتحاد الديموقراطي" سياسياً؟

جوان أحمد
الأربعاء   2016/09/28
دخلت عبر سيمالكا، 15 شاحنة، سبع منها تحمل سيارات "دفع رباعي" وثمان تنقل معدات عسكرية أميركية (المدن)
ذكر الموقع الرسمي لحزب "الاتحاد الديموقراطي" (الفرع السوري لحزب "العمال الكردستاني") الإثنين، نقلاً عن مصدر قيادي في قوات "الأسايش" الأمنية التابعة للحزب، أن وفداً من "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأميركي سيقوم قريباً بزيارة إلى القيادة العامة لـ"أسايش روج آفا" في مدينة القامشلي شرقي الحسكة. وبحسب المصدر، فالوفد الأميركي، سيضم ضباطاً رفيعي المستوى بالإضافة إلى خبراء أمنيين سيقومون بافتتاح مكتب في القامشلي، بهدف تبادل المعلومات.

وشهدت محافظة الحسكة منذ زيارة مبعوث الرئيس الأميركي بريت ماكريغ، أواخر كانون الثاني/يناير، ولقاءه مسؤولين أمنيين وعسكريين من "الإتحاد الديموقراطي" في كوباني ورميلان، تطورات هامة بالنسبة للتواجد الأميركي في شمال شرق سوريا. وباتت الرميلان وكوباني أهم مراكز الوجود الأميركي، من حيث المطارات/القواعد الأميركية وقوات "المارينز".

وشهد معبر سيمالكا الحدودي، بين إقليم كردستان العراق وبين مناطق سيطرة حزب "الاتحاد الديموقراطي" في سوريا، خلال الفترة الماضية، دخول مجموعات عسكرية أميركية متعددة، اعترفت الولايات المتحدة بثلاث منها فقط. كما يشهد المعبر دخول قوافل دعم عسكرية أميركية موجهة للقوات الكردية في سوريا، بين الحين والآخر، وأهمها كانت نهاية آب/أغسطس، عندما وصلت عبر المعبر قافلة عسكرية ضمت 50 شاحنة عسكرية، تحمل لوحات هولير في إقليم كردستان، وتوجهت إلى معسكر تل بيدر على طريق القامشلي–الدرباسية. وتبع تلك القافلة، في اليوم التالي، دخول ثماني سيارات "دفع رباعي" تُقلُّ خبراء عسكريين أميركيين.

ولم تتوقف المساعدات العسكرية الأميركية لـ"وحدات حماية الشعب" "الذراع العسكرية لحزب "الاتحاد الديموقراطي") منذ اعتمادها من قبل "التحالف الدولي" كقوة مشاة رئيسية. ومؤخراً دخلت عبر سيمالكا، 15 شاحنة، سبع منها تحمل سيارات "دفع رباعي" وثمان تنقل معدات عسكرية أميركية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقلص كبير للنفوذ الروسي في الحسكة، بعدما توقفت أعمال البناء في القاعدة الروسية على جبل كراتشوك منذ شباط/فبراير.

الولايات المتحدة لم تتعامل حتى الآن مع "الاتحاد الديموقراطي" خارج نطاق التعاون العسكري، ولم تنجح جهود "الاتحاد الديموقراطي" في فتح ممثليات له في أميركا ودول "التحالف". إلا أن عناصر الـ"مارينز" المتواجدين في رميلان وريف المالكية، يتكلمون اللغة الكردية، ما يؤشر على أن مهامهم قد لا تكون مؤقتة.

وعلى الرغم من تقديم "الاتحاد الديموقراطي" أكثر من 4 آلاف قتيل من مقاتليه في المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب تصريحات قيادييه، إلا أنه لم يحقق أي إنجاز سياسي خارج نطاق اعتراف النظام السوري به كإدارة محلية، كما انتهت صلاحية ممثليته السياسية في موسكو بعد التفاهمات الروسية-التركية. وبات الإعلان عن البدء بتطبيق "النظام الفيدرالي" المرجح مطلع تشرين الأول/أوكتوبر 2016، خالياً من معناه السياسي، إذ لا يبدو "الاتحاد الديموقرطي" قد تمكن من إقناع أي دولة إقليمية أو كبرى بالاستمرار في دعم مشروعه السياسي.

ولعل هذه هي العقبة الرئيسة التي تقف في وجه العلاقة الأميركية-الكردية، إذ إن الولايات المتحدة لا تستطيع إغضاب تركيا باعترافها سياسياً بإقليم "روج آفا الفيدرالي"، على الرغم من الوعود الأميركية بذلك أثناء زيارة وفد "الإدارة الذاتية" إلى واشنطن في أيار/مايو 2016. وهذا الاعتراف السياسي هو ما تحاول قيادات "الاتحاد الديموقراطي" الحصول عليه قبل دخول "وحدات حماية الشعب" ومظلتها الأوسع "قوات سوريا الديموقراطية" في معارك جديدة ضد تنظيم "الدولة".

وكشفت القيادية في "الاتحاد الديموقراطي" حنيفة حسين، في لقاء متلفز مع وسائل إعلام مؤيدة للحزب، مساء الإثنين، عن شروط "وحدات الحماية" الكردية للمشاركة في عملية "تحرير" الرقة: القبول بمشروع الفيدرالية والمشاركة في مفاوضات جنيف والتسليح الكامل لـ"الوحدات". وأعربت حسين عن جاهزية "الوحدات" للمشاركة في "تحرير" الرقة مشترطة لذلك الاعتراف بهم أميركياً كـ"إدارة سياسية".

ويعتزم "الاتحاد الديموقراطي" مطلع تشرين الأول، إعلان "فيدرالية روج آفا–شمالي سوريا"، بعد اشاعات عن حصوله على ضوء أخضر روسي خلال اللقاء السري الذي جرى في 19 أيلول/سبتمبر بين ضباط روس ووفد من "المقاطعات الثلاث" لـ"الإدارة الذاتية" برئاسة "الحاكم المشترك" لـ"فيدرالية روج آفا–شمالي سوريا" هدية يوسف، في قاعدة حميميم العسكرية الروسية.

وفعلياً لا توجد مؤشرات على اعتراف أميركي أو روسي، بالفيدرالية، خارج نطاق الاجتماعات السرية، لأسباب أهمها عدم  قدرة "الاتحاد الديموقراطي" على الخروج من عباءة "العمال الكردستاني" وصياغة علاقات دولية خارج التوصيف الدولي لـ"العمال الكردستاني" كمنظمة إرهابية. وبالتالي، هل يكون فتح مكتب لـ"مكتب التحقيقات الفيدرالي" في القامشلي، محاولة لاقناع "الاتحاد الديموقراطي" بالتعاون العسكري مع "التحالف الدولي"، من دون إرضائه سياسياً؟