درعا: "داعش" يغتال وزير الإدارة المحلية في الحكومة المؤقتة

مهند الحوراني
الخميس   2016/09/22
وزير الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة يعقوب العمار يسار الصورة عند تحريره من أسر "حركة المثنى" (ارشيف)
قضى وزير الإدارة المحلية في الحكومة السورية المؤقتة، رئيس "مجلس محافظة درعا الحرة" سابقاً، الدكتور يعقوب العمار، و12 آخرين، بينهم 8 من مقاتلي "فرقة الحمزة" التابعة للجبهة الجنوبية، إثر تفجير انتحاري -تبناه "داعش" لاحقاً- استهدف اجتماعاً لقيادات من المعارضة في مخفر مدينة انخل في ريف درعا الشمالي الغربي، بحضور بارز من شخصيات المعارضة من بينهم رئيس دار العدل في حوران الشيخ عصمت العبسي الذي أصيب بجراح طفيفة جراء الانفجار.


وفي التفاصيل، تحدث نشطاء عن أن الانتحاري لا يتجاوز عمره الـ15 عاماً، واستطاع التسلل الى المخفر، متنكراً بزي متسول، الى ان دخل الى الطابق السفلي وفجر نفسه هناك، مما أدى لمقتل العمار وتسعة أخرين وعدد كبير من الجرحى، لا تزال فرق الدفاع المدني في انخل تنتشلهم من تحت الأنقاض التي ملأت مكان الانفجار.


الناشط الإعلامي من انخل، أبوالمجد، يروي ما جرى لـ"المدن" قائلاً إن "حفلاً تكريمياً للطلاب المتفوقين من حملة شهادة الثانوية التابعة للائتلاف على مستوى محافظة درعا (أقيم) بحضور العمار، ورئيس مكتب التربية وشخصيات ثورية أخرى كعصمت العبسي وعدد اخر من القيادات العسكرية، وبعد انتهاء الحفل توجهت الوفود الى حفل تدشين مخفر انخل، حيث كان بانتظارهم الانتحاري الذي فجر نفسه داخل المخفر". وأضاف "عدد ضحايا المجزرة فاق 12 شهيداً والعدد مرشح للزيادة بسبب الإصابات الخطيرة".


ويوجه نشطاء، أصابع الاتهام، نحو تنظيم الدولة في الريف الغربي لدرعا، كونه صاحب الأسلوب الوحيد في تجنيد الأطفال وسوقهم لعمليات تفجير، تخدم مصالحه، وتروي جشعه الانتقامي من تشكيلات المعارضة في درعا، التي تخوض معارك ضده وتحاصره في اخر منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي.


المتحدث باسم "جيش العشائر" محمد عدنان، قال لـ"المدن"، إن "جميع ملابسات التفجير تشير الى تنظيم داعش الارهابي الذي لا يحمل أي مراعاة للإنسان والانسانية"، فهو "يستهدف الجميع؛ مدنيين اطفالاً شيوخاً ورجالاً. همه الوحيد القتل والتبشيع في الدين وايصال رسالة حقد لكل العالم لنصبح بذريعته إرهابيين وقتلى". وأضاف "اليوم، حسابات تنظيم داعش تتغنى بعملها القذر باستهداف أناس مدنيين حملوا هم الجميع".


ولفت عدنان الى "أن تنظيم داعش لا يزال يستهدف جميع الشخصيات البارزة والفاعلة في المجتمع، فهو يحاول إجهاض أي دور ينتشل الشعب السوري من المأساة التي نعيشها (..) وقام بقتل شخصيات بارزة عجز النظام على مر سنين الثورة عن الوصول اليها، محاولاً اغتيالها"، وبهذه الطريقة يؤدي دور "مليشيات النظام القاتل برداء الدين والضحك على العقول".


ويرى عدنان "أن الحل الوحيد هو القضاء على هذا التنظيم بكل قوة، (من خلال) عمل عسكري تقوم به قوى الثورة العسكرية مجتمعة"، وذلك عبر "معركة مصيرية ومفتوحة تقضي على منابع داعش على جميع المستويات، ترافقها حملة اعلامية من ناشطي الثورة توعي الناس على الخطر الذي شكله هذا التنظيم على مدى سنين الثورة (..) لتعيد روح الثورة الى سابق أوانها".


يذكر أن العمار حاصل على شهادة في الماجستير في الارشاد النفسي، وهو من مواليد بلدة نامر 1981 الواقعة في الريف الشمالي الغربي لدرعا، وكان قد عمل في مجالات انسانية متعددة لحماية الطفولة ومعالجة الحالات النفسية عند الأطفال والكبار، اضافة إلى دوره البارز في الفعاليات الاجتماعية كمشروع الاتحاد العام لمنظمات المجتمع المدني.


وتعرّض العمار إلى الاختطاف نهاية العام 2015، أثناء تأديته لعمله في منطقة المزيريب في ريف درعا الغربي. وكانت المفاجأة عندما عُثر عليه أسيراً لدى حركة "المثنى الإسلامية". وتم اكتشاف ذلك بعدما نفّذ الجهاز الأمني لـ"جيش اليرموك" بالتعاون مع خلية الازمة المشكلة تحت مظلة "دار العدل"، عملية ضد الحركة. وكانت عملية تحرير العمار الشرارة التي أججت المعارك بين المعارضة وخلايا تنظيم "الدولة الإسلامية"، والأطراف التي بايعته سراً.


وتزداد وتيرة وحوادث الاغتيالات في درعا، نتيجة الفوضى الأمنية واتساع الرقعة التي تسيطر عليها المعارضة، وضعف قدراتها وإمكانياتها على ضبطها، مما يضاعف في عدد الاختراقات الأمنية التي باتت تهدد قيادات كثيرة في درعا والقنيطرة، من دون التوصل إلى أي ترتيبات وقائية فعالة، بعد مضي أكثر من ثلاثة سنوات على خروج هذه المناطق عن سيطرة النظام.