"الموك" تضغط لتوحيد فصائل "الجبهة الجنوبية"

المدن - عرب وعالم
الأحد   2016/04/17
ويهدف قرار الضم، إلى تحقيق اندماج كامل، في البنية العسكرية والتنظيمية لفصائل المعارضة المسلحة، (انترنت)
تسعى فصائل "الجبهة الجنوبية" لتوحيد جهودها، بعد تزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليها، مستغلة "وقف الأعمال العدائية" مع قوات النظام. والهدف من وراء الضغوط، هو أن تصبح المعارضة فاعلة بشكل أكبر في مواجهة قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية".

وتهدف خطة جديدة، الى جمع كافة الفصائل التابعة للجيش السوري الحر، في أربعة تشكيلات أساسية، موزعة على قطاعات درعا الأربعة؛ الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية. وقوبلت الخطة الجديدة بالرفض من بعض الفصائل، والقبول من فصائل أخرى.

قيادي في الجيش الحر، من "الجبهة الجنوبية"، قال لـ"المدن"، إن قراراً اتخذ الخميس، من قبل مجموعة "أصدقاء الشعب السوري"، وغرفة عملياتها المعرفة باسم "غرفة الموك"، لتوحيد المعارضة في الجنوب السوري، ودمجها تحت أربعة فصائل أساسية؛ "فرقة شباب السنّة" و"جيش اليرموك" و"الفرقة 24 مشاة" و"فرقة عمود حوران". ويأتي ذلك، باعتبار أن تلك الفصائل هي الأكثر تنظيماً في الجنوب السوري، بحسب غرفة عمليات "الموك". ويهدف قرار الضم، إلى تحقيق إندماج كامل، في البنية العسكرية والتنظيمية لفصائل المعارضة المسلحة، وهو غير قابل للتراجع أو الإنفصال.

المصدر في الجيش الحر، قال إن "فرقة المغاوير الأولى" و"لواء أحباب عمر"، العاملين في ريف درعا الشرقي، رفضا الانضمام إلى "فرقة شباب السنّة" المتواجدة في القطاع الشرقي. وجرت اجتماعات متعددة لهذا الغرض، إلا أن "المغاوير الأولى" و"أحباب عمر" أبلغا "غرفة العمليات" رفضهم المطلق للاندماج. وكانت "غرفة العمليات" بدورها، قد أبلغت جميع الفصائل أن رفض أي فصيل للاندماج سيتسبب في قطع جميع الإمدادات من أموال وإغاثة عنه. وبحسب المصدر فلم يطبق أي قرار بتوقيف المساعدات المالية، حتى الآن، علماً بأن المساعدات الإغاثية متوقفة منذ خمسة أشهر.

وفي السياق، أعلنت فصائل عسكرية تابعة للجيش الحر اندماجها تحت مسمى "الفرقة 46 مشاة" بقيادة العقيد الركن يوسف المرعي، المختص في مجال الدفاع الجوي، ومنظومة "أس 300". وكان العقيد المرعي قد انشق عن قوات النظام في العام 2013 وأعلن عن تشكيل "الفرقة 24 مشاة"، قبل أن تتحول مؤخراً إلى "الفرقة 46" بعد انضمام فصائل عسكرية جديدة إليها.

العقيد المرعي قال لـ"المدن"، إن قرار التوحيد والاندماج، هو هدف للجميع، ومن دونه "لا يمكن أن نستمر ونكون قادرين على تحقيق الأمن والأمان لبلدنا ونحرره من الطغاة وأذنابهم". ولذلك جاء قرار الاندماج ضمن تشكيل "الفرقة 46 مشاة"، التي باتت تضم بين صفوفها "الفرقة 69 قوات خاصة" و"اللواء الأول مهام خاصة" و"الفرقة 24 مشاة"، مندمجين بشكل كامل.

ونفى المراعي وجود أي ضغوط خارجية وراء عملية الاندماج وتشكيل "الفرقة 46 مشاة"، قائلاً إن "هذه الوحدة هي مطلب ثوري وشعبي لمواجهة التحديات التي تعصف بالثورة السورية". وأضاف أن "الفرقة 46 مشاة" باتت تضم 2000 مقاتل، يعملون في منطقة الجيدور ونوى في ريف درعا الغربي وبعض المناطق في ريف القنيطرة، وأن اسم "الفرقة" جاء تعبيراً عن الرغبة في تشكيل نواة جديدة، تنضوي تحتها فصائل أخرى.

المرعي قال إن هناك خلافات في وجهات النظر بين الفصائل حول الطريقة التي تتم بها عمليات الاندماج، ولكن لا يوجد أحد من الفصائل العسكرية ضد التوحد، وتوقع أن تزول الخلافات والمعوقات قريباً. المرعي أشار إلى أن توحد الفصائل، هو تسهيل لعمل الجيش الحر في "الجبهة الجنوبية"، لكنه أضاف أن ما يتعلق بحصول الجيش الحر على أسلحة نوعية "مضادات طيران" هو شيء غير ملموس على الأرض، حتى اللحظة.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها "غرفة عمليات الموك"، بالضغط بشكل جدّي على فصائل "الجبهة الجنوبية" للتوحد بهذا الشكل، ما يدّل على أن الأيام القادمة تحمل في طياتها الكثير؛ فإما حرباً ضروساً مع قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية"، وإما هدوءاً طويل الأمد وتشكيلاً لـ"جيش سوريا الجديد" تحضيراً لـ"سوريا الجديدة".