"سي.أي.إيه": روسيا ساعدت ترامب على الفوز بالرئاسة

المدن - عرب وعالم
السبت   2016/12/10
أوياما أمر بإعادة التحقيق في الهجمات الالكترونية التي طالت الحملات الانتخابية الرئاسية (Getty)
نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي كبير، مساء الجمعة، قوله إن "المخابرات المركزية الأميركية" (سي.آي.إيه) خلصت إلى أن "روسيا تدخلت في الانتخابات" الأخيرة لمساعدة دونالد ترامب على الوصول إلى البيت الأبيض، وليس لإضعاف الثقة في النظام الانتخابي الأميركي وحسب.

وقال المسؤول إن وكالات المخابرات وجدت أن مسؤولين من الحكومة الروسية وجهوا المزيد من الاهتمام لتعزيز جهود ترامب للفوز بالانتخابات مع احتدام المنافسة في الحملة الانتخابية، مشيراً إلى إن كل رسائل البريد الإلكتروني التي سُرّبت أضرّت بكلينتون وبالديموقراطيين. وأضاف "كانت هذه دلالة كبيرة على نيتهم.. إذا كان كل هدفهم هو التشكيك في مصداقية نظامنا السياسي فلم ينشرون سقطات حزب واحد؟ خاصة إن كان لديك هدف مثل ترامب؟".

مسؤول ثان مطلع على التقرير، قال من جهته، إن النتائج التي توصل إليها محللو المخابرات بشأن دوافع روسيا "لا تعني بالضرورة أن أجهزة المخابرات تعتقد أن جهود موسكو تسببت في تغيير أو نتيجة الانتخابات أو كان لها أثر كبير عليها". وأضاف إن "الروس على ما يبدو خلصوا إلى أن ترامب لديه فرصة للفوز وإنه سيكون أكثر وداً حيال روسيا من كلينتون"، خاصة بما يتعلق بمسألة تمديد العقوبات الاقتصادية على موسكو وفرض المزيد منها. 

وتابع المسؤول قوله، إن "موسكو تبذل جهوداً مشابهة للتأثير على الانتخابات الألمانية المقبلة"، في إطار حملة مستمرّة لدعم اليمين المتطرّف والأحزاب السياسية القومية في أوروبا، بدأت قبل أكثر من عشر سنوات. واعتبر أنه "في الحالتين تهدف حملات بوتين في أوروبا والولايات المتحدة إلى عرقلة ونزع مصداقية المفاهيم الغربية عن الديموقراطية من خلال دعم المرشحين والأحزاب والشخصيات السياسية المتطرفة".

في المقابل، شنّ فريق ترامب الانتقالي هجوماً لاذعاً على "سي.آي"إيه"، وعقّب على التقارير الأخيرة ببيان مقضب، جاء فيه إن "هؤلاء (سي اي ايه) هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن صدام حسين كان لديه أسلحة دمار شامل". وأضاف "الانتخابات انتهت منذ فترة طويلة بواحدة من أكبر انتصارات المجمع الانتخابي في التاريخ. حان الوقت للمضي قدماً وجعل أميركا عظيمة مجدداً".

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قدر أمر أجهزة المخابرات بمراجعة الهجمات الإلكترونية التي طالت الحملات الانتخابية الرئاسية، واحتمال وجود تدخل روسي في هذه الانتخابات لصالح المرشح الجمهوري الفائز دونالد ترامب، ورفع تقرير نهائي حول هذا الموضول قبل تسلّم الرئيس المنتخب ترامب منصبه رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وقالت مستشارة أوباما لشؤون الأمن الداخلي ليزا موناكو، الجمعة، إن نتائج المراجعة ستُسلّم إلى الكونغرس وهيئات أخرى، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض إيريك شولتز إن المراجعة ستكون "عميقة"، وستبحث عن نمط لمثل هذا السلوك على مدى بضعة أعوام، بما يرجع إلى الانتخابات الرئاسية في 2008.

في السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن وكالات المخابرات حددت أفراداً لهم صلات بالحكومة الروسية، سربوا الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني لموقع "ويكيليكس"، عن طريق التسلل الإلكتروني إلى اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي ومصادر أخرى تشمل مسؤول حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.

وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت روسيا رسمياً، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بشنّ هجمات قرصنة عبر الإنترنت على مؤسسات الحزب الديموقراطي، قبيل انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر.