انتقادات إيرانية لخطة دي ميستورا: للأسد دور أساسي

المدن - عرب وعالم
الخميس   2015/09/03
أردوغان: الدول الأوروبية شريكة في تحمل وزر كل لاجئ يفقد حياته في البحر (سانا)

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسن أمير عبداللهيان، إن بلاده تعتبر أن للرئيس السوري بشار الأسد دوراً أساسياً في مكافحة الإرهاب، ولذلك يجب أن يشمل أي حديث عن حل سياسي للأزمة السورية، إشراك الأسد فيه.

كلام عبداللهيان جاء خلال لقائه مع الأسد في دمشق، الخميس، استكمالاً للنقاش الإيراني-السوري حول مجموعة من المقترحات التي تقدمها طهران لحل الأزمة السورية.


وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، قال عبداللهيان إن "إيران تثمن وتقدر عاليا الدور المحوري والمركزي والمفصلي للرئيس بشار الأسد لحفظ الوحدة الوطنية في سوريا، ومكافحة الإرهاب وإدارته الحكيمة لضمان خروج سوريا من الأزمات المتعددة التي عصفت بها خلال السنوات الماضية"، وأكد على ضرورة أن يكون للأسد دور في أساسي، ومحوري، في أي حل سياسي. وأشار إلى أن موقف طهران وموسكو ثابت ومتوافق حيال الأزمة السورية، معتبراً أنه في حال طرح إيران أي "مشروع سياسي (..) لإيجاد حل للأزمة فيها فإنه سيلقى مؤازرة من قبل موسكو".


وعن المقترحات الإيرانية التي قدمتها طهران لدمشق، خلال الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى سوريا، قال عبداللهيان إن "الرئيس الأسد وكل المسؤولين في سورية عبروا عن رغبتهم بنقاش الأفكار الإيرانية وإيصالها إلى النتائج المرجوة". ولفت إلى أن "اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الأسد كان فرصة للاستماع إلى وجهة نظر سيادته وأفكاره القيمة حول إيجاد حلول سياسية ناجعة للأزمة في سوريا". وأكد أن إيران تحرص على "الأخذ بعين الاعتبار جميع هذه الأفكار والتوجيهات والإرشادات في مجال الرؤى المشتركة بين سوريا وإيران، التي يتم تداولها حاليا لإيجاد مخارج سياسية للأزمة في سوريا".


وأضاف "المباحثات مع المسؤولين السوريين كانت معمقة وشملت جميع التفاصيل والنقاط الواردة في الورقة الإيرانية المقترحة"، وأشار إلى أن "جميع هذه الأفكار المطروحة ما زالت خاضعة للنقاش والتشاور وتبادل وجهات النظر، وعند التوصل إلى صيغة نهائية لها ستكون هناك مجموعة التزامات مطلوبة من جميع الأطراف المعنية بها".


وعن خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، قال عبداللهيان إنها "تحتوي على نقاط جيدة"، لكن لطهران بعض الانتقادات عليها، وقد وجهتها إلى دي ميستورا، الذي وعد "أن يأخذ هذه الانتقادات بعين الاعتبار ويجري التعديلات المناسبة بشأنها".


من جهته، كرر المقداد اتهام دمشق للمبعوث الدولي بعدم الحيادية، وقال إن أي مبعوث يمثل الأمم المتحدة عليه أن "يتحلى بالموضوعية والحيادية عند طرحه أي مبادرة لحل الأزمة". وأشار إلى أن المسؤولين السوريين "عندما ناقشوا أفكار دي ميستورا الأخيرة خلال زيارة نائبه إلى سوريا طرحوا عدداً من الأسئلة عليه، وما زلنا بانتظار الإجابة، وفور توضيح هذه الاستفسارات وورود الأجوبة عليها سنحدد موقفنا النهائي منها".


على صعيد آخر، طالب المقداد المجتمع الدولي بمساعدة سوريا في "محاربتها للإرهاب" من أجل وقف هجرة السوريين إلى الخارج. وشدد على "ضرورة أن تعي الدول الغربية، التي تشجع الأزمات في الدول النامية، مخاطر ما تقوم به وتتحمل مسؤولياتها، وبشكل خاص التوقف عن دعم الإرهاب المتصاعد ووقف تآمر بعض الحكومات على سوريا، بما فيها القيادة التركية الحالية، والسعودية، وقطر، ودول أخرى في المنطقة".


في السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "اللاجئين ليسوا وحدهم الغارقين في البحر الأبيض المتوسط، بل إنسانيتنا أيضاً". واعتبر أن"الدول الأوروبية شريكة في تحمل وزر كل لاجئ يفقد حياته في البحر الأبيض الذي يعد مهداً لأقدم الحضارات في العالم"، وأشار إلى أن كل لاجىء يموت "يفتح جرحاً عميقاً في قلوبناً، لكن لم نسمع أو نرَ أدنى مؤشر على الندم وتأنيب الضمير لدى الذين يتركون هؤلاء الناس عرضة للموت في البحر الأبيض و(بحر) إيجه".