نتنياهو في لندن: إسرائيل "درع ضد الإسلام المتطرف"

المدن - عرب وعالم
الخميس   2015/09/10
نتنياهو يدعو أوروبا إلى اعتبار حكومته شريكاً في مواجهة "الإسلام المتطرف السني والشيعي". (أف ب)

استقبل رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، الخميس، نظيره الإسرائيلي بنينامين نتنياهو، متجاهلاً عريضة وقعها الآلاف من البريطانيين تطالب باعتقال نتنياهو فور وصوله إلى لندن، لارتكابه جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني.


وقبيل الاجتماع، صرّح نتنياهو إن اللقاء مع كاميرون سيتطرق إلى 3 مواضيع، أولهما "سبل العمل المشترك ضد قوات الإسلام المتطرف السني بقيادة تنظيم الدولة الاسلامية والشيعي بقيادة ايران في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". أما المحور الثاني فسيكون عملية السلام مع الفلسطينيين، مؤكداً في السياق استعداده لاستئناف "المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة وبشكل فوري". كما سيتطرق البحث إلى مجال التعاون التكنولوجي بين اسرائيل وبريطانيا.


وبحسب القوانين البريطانية، فإن البرلمان يبحث كل الالتماسات التي يتعدّى عدد موقعيها المئة ألف، إلا أن العريضة التي وقعها أكثر من 108 آلاف شخص على الموقع الاكتروني لوزارة الخارجية، والتي تطالب باعتقال نتنياهو ومحاكمته، بقيت حبراً على ورق مع إعلان الحكومة البريطانية إن رؤساء الدول الزائرين يتمتعون "بحصانة من الإجراءات القانونية"، وإنه "لا يجوز اعتقالهم".


وكانت العريضة قد لفتت إلى إنه "بموجب القانون الدولي يجب أن يعتقل نظير جرائم الحرب لدى وصوله إلى المملكة المتحدة بسبب المذبحة التي قتل فيها أكثر من 2000 مدني في عام 2014 "، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في الصيف الماضي. وبينما اعترفت الحكومة البريطانية بأن ما أسمته "الصراع في غزة"، العام الماضي، "أسفر عن محصلة مرعبة من القتلى"، أكدت في المقابل على اعترافها "بحق إسرائيل في اتخاذ الإجراء المناسب للدفاع عن نفسها في إطار القانون الإنساني الدولي".


وكان قد تظاهر المئات من مناصري القضية الفلسطينية، أمام مقرّ الحكومة البريطانية الأربعاء، احتجاحاً على لقاء كاميرون ونتنياهو، مرددين هتافات مثل "اقبضوا على نتنياهو"، ورافعين لافتات كُتب عليها "مجرم حرب"، قابلتها تظاهرة أخرى نظمها مؤيدون لإسرائيل، في الشارع نفسه، مما اضطرت الشرطة البريطانية للفصل بين المتظاهرين. وقالت الشرطة في بيان " توجه عدد من المتظاهرين من المجموعتين إلى شارع وايتهول وقاموا بسد الطريق لفترة قصيرة"، وأعلنت عن "توقيف عدد صغير من المحتجين لارتكابهم تعديات مختلفة بما فيها سد الطريق ومهاجمة وإصابة سيارة بأضرار".


في المقابل، دعا نتنياهو قبيل وصوله إلى لندن، أوروبا إلى "اعتبار إسرائيل شريكاً في التصدي للمتشددين الإسلاميين الذين ينتمون "للعصور الوسطى"، بدلًا من انتقاد سياستها تجاه الفلسطينيين، وذلك في محاولة منه لحرف النقاش عن أزمة المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعوة 16 دولة أوروبية، بينها بريطانيا، إلى تطبيق قانون ينص على "وضع ملصقات على المنتجات المصنعة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية".


وقال نتنياهو "ينبغي لأوروبا أن تدعم إسرائيل -لا أن تضغط على إسرائيل -لا أن تهاجم إسرائيل لكن تدعم إسرائيل وهي الدرع الحقيقي الوحيد لأوروبا والشرق الأوسط ضد الإسلام المتطرف الذي يتزايد"، معلناً استعداده "للعمل مع أوروبا في إفريقيا وفي أماكن أخرى من أجل محاربة الإسلام المتطرف".

في المقابل، حذّر زعيم المعارضة الإسرائيلية، اسحاق هرتسوغ، من أن "مكانة إسرائيل الدولية في تدهور مستمر"، وشنّ الخميس هجوماً على نتنياهو، متهماً إياه بالتصرّف "كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل "، مجدداً اعتباره إن الاتفاق النووي مع إيران سيخلق فرصة "لإرساء تعاون إقليمي" ضد الخطر الذي تشكله طهران"، ولفت إلى أن هذا الأمر يتطلب حل الملف الفلسطيني، لكن نتنياهو "لا يملك الجرأة الكافية للقيام بذلك"، على حدّ تعبيره.