غارتان إسرائيليتان على القنيطرة وقوسايا..تخرقان الجبهات السورية

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2015/07/29
"جيش الفتح" أحكم السيطرة على أجزاء من الطريق الدولي الواصل بين محافطتي حلب شمالاً واللاذقية غرباً (أ ف ب)
قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن الطيران الإسرائيلي نفّذ الأربعاء، غارة قرب بلدة حضر ذات الأغلبية الدرزية بريف القنيطرة، بمحاذاة الجزء الذي تحتلّه إسرائيل من هضبة الجولان. الغارة الجوية "استهدفت سيارة، ما تسبّب بمقتل عنصرين من حزب الله اللبناني"، وثلاثة عناصر مما يعرف بـ"المقاومة السورية التي يقودها ويشرف عليها سمير القنطار".

وقالت وكالة "مسار برس" أن الغارة استهدفت موكباً مؤلفاً من 3 سيارات، إحداها تقل 3 عناصر من مليشيا "حزب الله"، بينهم قيادي كان في جولة تفقدية لمدينة خان أرنبة وبلدة حضر. وأوضحت الوكالة أن "الغارة الإسرائيلية تتزامن مع حشود عسكرية للمليشيات الإيرانية وحزب الله في مدينة خان أرنبة مركز محافظة القنيطرة، والتي يبدو أنها تجهز لعمل عسكري لاستعادة السيطرة على قرى، سيطر عليها الثوار مؤخراً في ريف القنيطرة الشمالي".
من جهة أخرى، قتل 4 مقاتلين من "جبهة النصرة" نتيجة استهداف سيارتهم في كفرهند جنوبي سلقين بريف إدلب الشمالي الغربي، من قبل طائرة يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، بحسب "المرصد السوري"، وأسفرت الضربة كذلك عن مقتل 3 مدنيين بينهم طفلان.

وفي ريف إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين مليشيا "الدفاع الوطني" ومسلحي بلدة الفوعة الموالين للنظام والذين يُشرف على تدريبهم قادة من مليشيا "حزب الله" من طرف، وبين المعارضة المسلحة من طرف آخر، في محيط بلدة الفوعة. مسلحو الفوعة حاولوا استعادة نقاط كانوا قد خسروها في الأيام الماضية خلال هجمات المعارضة على الفوعة وكفريا.

وقال عضو المكتب الإعلامي في "حركة أحرار الشام الإسلامية" أبو اليزيد، الأربعاء، لوكالة "سمارت"، إنهم أفشلوا محاولة قوات النظام التقدم من بلدة الفوعة بريف إدلب، وأوقعوا خسائر في صفوفها. وأضاف أبو اليزيد أنّ قوات النظام حاولت التقدم من بلدة الفوعة نحو مدينة بنش، غير أن مقاتلي "أحرار الشام" تصدّوا للمحاولة، وأوقعوا خمسة قتلى في صفوفها. كما أشار إلى أنّ قوات النظام حاولت التقدم إلى بلدة الفوعة، مستغلةً انشغال الفصائل العسكرية على جبهات سهل الغاب في حماة، إضافة إلى ازدياد حالة اليأس في صفوفها بعد خسارتها أخر معاقلها في ريف إدلب الغربي.

وأحكمت فصائل المعارضة السورية المنضوية تحت غرفة عمليات "جيش الفتح" سيطرتها على الطريق الدولي الواصل بين محافطتي حلب شمالاً واللاذقية غرباً، في إطار معاركها جنوب غربي إدلب، وشمالي سهل الغاب، غرب محافظة حماة. والطريق يمتد من كازية الإهرام في مدخل حلب الغربي وحتى جسر الشغور، ويبلغ طوله 125 كيلومتراً. المعارضة كانت قد سيطرت بشكل كامل على ريف إدلب الغربي، الثلاثاء، وعدد من البلدات والحواجز التابعة لقوات النظام، في سهل الغاب بريف حماة، ومن أهمها محطة زيزون الحرارية.
واستمرت الاشتباكات العنيفة إلى ما بعد منتصف ليل الثلاثاء–الأربعاء بين المعارضة المسلحة وقوات النظام في محيط قرية القرقور عند الحدود الإدارية بين إدلب حماة، ومحيط بلدة الزيارة ومنطقة تل واسط بسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.

وقال القائد العسكري في لواء "صقور الجبل" النقيب أبو الليث، لوكالة "السورية-نت" إن "السيطرة على الطريق بشكل كامل سيسهل وصول الإمدادات من شمال حلب وإدلب باتجاه الساحل السوري، ونقل المعركة بشكل مباشر إلى جبل التركمان وجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي". وأضاف أبو الليث أن هذا التقدم سيسهم كذلك في حسم المعركة في سهل الغاب بريف حماه لصالح المعارضة، والتقدم باتجاه معاقل النظام في بلدتي القرور وجورين، إلى جانب تمكين فصائل المعارضة من قصف القرى الموالية للنظام في الساحل. ولم يتبق للنظام في إدلب سوى مواقع قليلة أهمها مطار أبو الظهور العسكري بريف المحافظة الشرقي وبلدتا الفوعة وكفريا المواليتان والمحاصرتان.
ويشارك في هجوم المعارضة كل من "لواء الحق"، و"جند الأقصى"، و"جبهة النصرة"، و"جيش السنة"، و"جبهة أنصار الدين"، و"الحزب الإسلامي التركستاني"، و"أنصار الشام"، و"أجناد الشام"، و"فيلق الشام"، و"الفرقة 111 مشاة"، و"الفرقة 101 مشاة"، و"لواء صقور الجبل"، و"صقور الغاب"، و"جنود الشام الشيشان"، و"حركة أحرار الشام الإسلامية". وأسفرت الاشتباكات منذ انطلاقها في 27 تمز/يوليو الجاري وحتى الآن، بحسب "المرصد السوري" عن مقتل وجرح 90 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، في حين قُتل 22 مقاتلاً من المعارضة المسلحة.

وفي الزبداني بريف دمشق، نفذ طيران النظام الحربي ما لا يقل عن 10 غارات منذ صباح الأربعاء، مع استمرار الاشتباكات العنيفة، بين "الفرقة الرابعة" ومليشيا "حزب الله" اللبناني من جهة، والمعارضة المسلحة من جهة آخرى. وحذّر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، الأربعاء، من ارتكاب قوات النظام "مجزرة" بحق المدنيين والمحاصرين في مدينة الزبداني والبلدات المجاورة لها في ريف دمشق. وجاء في بيان الناطق باسم الائتلاف سالم المسلط، أنه يحذّر من ارتكاب قوات النظام "مجزرة بحق المدنيين" في الزبداني والبلدات المجاورة، ويحمّل المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤوليتها في حماية السكان قبل فوات الأوان.

وكانت وكالة "الأناضول" قد نقلت عن مصدر في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة" الموالية للنظام السوري، خبر تعرض موقع تابع للجبهة في الأراضي اللبنانية، على مقربة من الحدود السورية ظهر الأربعاء، إلى قصف جوي. وقال المصدر إن "الطيران الحربي الإسرائيلي شن اليوم غارة على موقع عسكري تابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في محيط بلدة قوسايا، في منطقة زحلة"، فيما قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" إن "6 عناصر أصيبوا بجروح مختلفة"، جراء استهداف موقع عسكري للجبهة الشعبية في قوسايا، بواسطة طائرة من دون طيار.