الأسد على الشاشات الاميركية والروسية:غاز الكلور لا يستخدم عسكرياً

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2015/03/27
الأسد: نرحب بأي توسع للتواجد الروسي في شرق المتوسط وتحديداً على الشواطئ وفي المرافئ السورية

مجدداً، حصل الرئيس السوري، بشار الأسد، على فرصة للظهور على شاشة تلفزيونية غربية مهمة، وكانت هذه المرة قناة "سي.بي.إس" الأميركية، حيث أجرت معه لقاءاً مطولاً سيذاع كاملاً يوم الأحد المقبل في برنامج "60 دقيقة".

وبثّت القناة مقطعين من المقابلة، أذيع الأول الليلة الماضية، أعلن فيه الأسد أنه على استعداد للحوار مع الولايات المتحدة، فيما رفض في المقطع الثاني الذي بثّته القناة، الجمعة، اتهام نظامه باستخدام غاز الكلور، معتبراً أن تلك الاتهامات "جزء من الدعاية الخبيثة ضد سوريا"، ومبرراً أن "غاز الكلور لا يستخدم عسكرياً. تستطيع شراءه من أي مكان". وأضاف "إنه غير فعال. لا يستخدم كغاز عسكري. هذا واضح جداً. الأسلحة التقليدية أكثر أهمية من الكلور" واعتبر أنه "لو كان شديد الفعالية لاستخدمه الإرهابيون على نطاق واسع".

من جهة ثانية، أجرت وسائل إعلام روسية، من بينها قناة "روسيا اليوم" لقاءاً مع الأسد، تحدث فيه عن مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا، ستفان دي ميستورا، إلى جانب المصالحات والهدن التي حصلت في سوريا وجولة المباحثات المقبلة في موسكو، المزمع عقدها خلال الشهر المقبل.


وأجاب الأسد في سؤال وجهته وكالة أنباء "تاس"، عن تقييمه للجولة المقبلة من المباحثات في موسكو، قائلاً "المبادرة الروسية هامة لأنها أكدت على الحل السياسي، وبالتالي قطعت الطريق على دعاة الحرب في الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا كما فعلت في أوكرانيا". وأضاف "لكي ينجح (مؤتمر موسكو) لابد أن يكون سورياً فقط بمعنى ألاّ يكون هناك تأثير خارجي على المتحاورين، المشكلة هنا أن عددا من الأطراف التي ستشارك في الحوار هي أطراف مدعومة من قبل دول أجنبية غربية أو دول إقليمية في منطقتنا، وهي التي تؤثر على قرارها".


وفي ما يخص خطة تجميد القتال في حلب، قال الأسد مجيباً على سؤال قناة "روسيا اليوم" العربية "منذ اللقاءات الأولى بيننا وبين السيد دي ميستورا دعمنا الأفكار التي طرحها وعندما اتفقنا على العناوين الأساسية للمبادرة التي تم إعلانها لاحقاً من قبله وبدأ فريق السيد دي ميستورا العمل في سوريا من أجل تطبيق هذه المبادرة، تابعنا هذا الدعم وتابعنا النقاش معه من أجل التفاصيل التي تخص هذه المبادرة". وأضاف "المبادرة من حيث المبدأ صحيحة لأنها تتعامل مع الواقع على الأرض بشيء يشبه المصالحات التي تحصل في سوريا والهدف هو تخفيف الضغط والخطر عن المدنيين في مدينة حلب تحديداً كمقدمة لهذه المهمة التي بدأ بها، لكن مبادرة دي ميستورا تعتمد على أكثر من طرف، تعتمد طبعاً على تعاون الدولة بشكل أساسي وهي طرف رئيسي ومع مؤسساتها لكنها من جانب آخر تعتمد على استجابة الإرهابيين أو المسلحين الذين يتواجدون في أحياء مختلفة من حلب، والمشكلة أيضاً في نفس هذا الموضوع هي كالمشكلة في الحوار السوري – السوري، أن بعض هؤلاء المسلحين يخضعون لدول أخرى وفي هذه الموضوع تحديداً في مدينة حلب فكل المسلحين أو القوى الإرهابية الموجودة هي حقيقةً مدعومة من تركيا بشكل مباشر".


وعن تصريحات وزير الخارجية الأميركية جون كيري لشبكة "سي إن إن" مؤخراً، حول التفاوض مع النظام من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وإن كان هناك من تواصل فعلي مباشر أو غير مباشر بين دمشق وواشنطن، قال الأسد مجيباً على سؤال لصحيفة "روسيسكايا غازيتا": "بالنسبة للتصريحات الأمريكية، أو تصريحات المسؤولين الأمريكيين أعتقد أن العالم اعتاد أن يقول المسؤول الأمريكي شيئا اليوم، ويقول عكسه في اليوم التالي وهذا نراه بشكل مستمر، لكن هناك ظاهرة أخرى وهي أن يقول مسؤول شيئا ويأتي مسؤول آخر بنفس الإدارة ليقول شيئا معاكسا، هذا يعبّر عن صراعات موجودة داخل الإدارة الأمريكية، وداخل اللوبيات الموجودة على الساحة الأمريكية، لكن هذه اللوبيات لديها تصورات مختلفة حول قضايا مختلفة، نستطيع أن نقول إن أهم صراع اليوم بالنسبة لسوريا وأوكرانيا هو بين معسكرين، معسكر يريد الحرب والتدخل العسكري المباشر في سوريا والعراق، وربما يتحدث عن إرسال جيوش إلى أوكرانيا، أو إرسال سلاح إلى الطرف الانقلابي داخل أوكرانيا، وهناك معسكر آخر يعارض التدخل لأنه استفاد من دروس الحروب السابقة". وأضاف "لا يوجد حوار مباشر بيننا وبين الأمريكيين، هناك بعض الأفكار التي تنقل عبر دولة ثالثة أو طرف ثالث لكنها لا تعتبر حواراً جدياً ولا نستطيع أن نأخذها على محمل الجد. علينا أن ننتظر حتى نرى تحولاً في السياسة الأمريكية على الأرض عندها نستطيع أن نقول إن هناك تبدلا في هذه السياسة وهناك مطالب واضحة، أما الآن فمطالب الولايات المتحدة هي ما تحدثت عنه قبل قليل، رغبتهم بإسقاط الدولة السورية واستبدالها بدولة دمية تنفذ ما تريده".


ووجه مراسل قناة "زفيزدا" إلى الأسد سؤالاً عن الأسطول الروسي في طرطوس، وما إذا كان يتوقع أن يصبح هذا الأسطول قاعدة عسكرية لروسيا، فأجاب "بالنسبة للتواجد الروسي في أماكن مختلفة من العالم بما فيها شرق المتوسط ومرفأ طرطوس السوري فهو ضروري جداً لخلق نوع من التوازن الذي فقده العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي منذ أكثر من 20 عاماً". وأضاف "أستطيع أن أقول إننا بكل تأكيد نرحب بأي توسع للتواجد الروسي في شرق المتوسط وتحديداً على الشواطئ وفي المرافئ السورية لنفس الهدف الذي ذكرته، لكن هذا طبعاً يعتمد على الخطة الروسية، خطة القيادة الروسية السياسية والعسكرية لنشر القوات في المناطق المختلفة وفي البحار المختلفة وخطة التوسع بالنسبة لهذه القوات. إن كان هناك توجه لدى القيادة الروسية للتوسع في شرق المتوسط وفي سوريا فنحن بكل تأكيد نرحب بمثل هذا التوسع".