المعارضة تتقدم جنوبي حلب..وتتصدى للوحدات الكردية شمالاً

خالد الخطيب
الخميس   2015/11/26
المعارضة مصممة على دحر النظام والميليشيات متعددة الجنسيات التي تعمل لصالح إيران (خالد الخطيب)
واصلت المعارضة المسلحة، الممثلة في "جيش الفتح" و"جيش النصر" و"فتح حلب"، عملياتها العسكرية الهجومية في ريف حلب الجنوبي، لليوم الثالث على التوالي، محققة المزيد من التقدم على حساب قوات النظام وحشد الميليشيات الشيعية. وتمكنت المعارضة من السيطرة على أجزاء واسعة من بلدة بانص والمزارع المحيطة بها، بالإضافة إلى بلدة طام الكوسا إلى الجنوب من الحاضر، بعد معارك عنيفة دارت على محاور بالقرب من بلدة العيس وتلتها الاستراتيجية. وفي الجبهات الجنوبية الشرقية استخدمت المعارضة غطاءاً نارياً مكثفاً بالأسلحة الثقيلة، طال مواقع قوات النظام والميليشيات.

عضو المكتب الإعلامي في "جيش المجاهدين" عبدالفتاح الحسين، أكد لـ"المدن"، مقتل عدد كبير من عناصر قوات النظام والميليشيات العراقية والأفغانية واللبنانية، خلال معارك الأربعاء، في محيط بلدة العيس وتل ممو، ومن بينهم عناصر من مليشيا "حزب الله" اللبناني، ومن ميليشيات عراقية أبرزهم القيادي في "حركة النجباء" علي جبارة. كما تمكنت المعارضة من تدمير أربع آليات ثقيلة بينها مدرعات وناقلات جند على جبهات العيس وبرنة.

من جانبها، استقدمت ميليشيات النظام، المزيد من التعزيزات العسكرية إلى جبهات ريف حلب الجنوبي، في الوقت الذي كثفت فيه قوات النظام من قصفها الصاروخي والمدفعي لمواقع المعارضة في الخطوط الأمامية والقرى والبلدات التي تمثل خطوط اشتباكات مباشرة. بينما تولت المقاتلات الحربية الروسية مهمة ضرب الأهداف المتحركة والثابتة للمعارضة، على طرفي الطريق الدولي حلب-دمشق، بالإضافة لعدد من القرى والبلدات التي خسرها النظام مؤخراً، ومنها تل باجر وتل حدية وكفر حداد.

عضو "المكتب الإعلامي" في "حركة أحرار الشام الإسلامية" ياسر عبداللطيف، قال لـ"المدن"، إن المعارضة مصممة على دحر النظام والميليشيات متعددة الجنسيات التي تعمل لصالح إيران، جنوبي حلب، والتي تستميت للحفاظ على مكاسبها العسكرية التي حققتها خلال الفترة الماضية مستعينة بغطاء جوي روسي. ووفق عبداللطيف فقد باتت معركة جنوبي حلب مصيرية للمعارضة في الشمال السوري، ولا يمكن تجاهلها أو التقصير فيها.

وكانت المعارضة المسلحة قد عرضت صوراً ومقاطع مصورة، تظهر كتابات وعبارات طائفية، كتبها عناصر الميليشيات في بلدة تل ممو التي كانت تعتبر مقر عمليات متقدم للمليشيات، قبل أن تستردها المعارضة المسلحة مؤخراً. وأبرز الشعارات التي كتبت: "دولة الحسين باقية" و"يا زينب"، بالإضافة إلى شعارات كتبت باللغة الفارسية.

في سياق آخر، دارت اشتباكات متقطعة في ريف حلب الشمالي، على جبهات باشكوي والملاح، بين المعارضة وقوات النظام وميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، تبادل خلالها الطرفان القصف بالأسلحة الثقيلة والرشاشات المتوسطة. كما تمكنت المعارضة من اسقاط طائرة استطلاع كانت تحلق في المنطقة، بالتزامن مع الاشتباكات الجارية على الأرض.

وفي تطور لافت عن تصاعد العمليات الروسية، قصفت المقاتلات الحربية الروسية، ولأول مرة، رتلاً لسيارات نقل تجاري وإغاثي، كانت في طريقها إلى الداخل السوري، في المنطقة الواقعة بين مدينة أعزاز ومعبر باب السلامة على الحدود السورية-التركية. وتسبب القصف في مقتل سبعة أشخاص، وجرح عشرة آخرين، جميعهم من سائقي الشاحنات، كما أدى إلى احتراق عشر سيارات على الأقل، من أصل عشرين، كانت تؤلف الرتل. كما طال القصف الجوي للمقاتلات الروسية، كلاً من حيان وعندان وحريتان، وعدداً من القرى والبلدات في ريف حلب الغربي، ومن بينها بلدة الشيخ سليمان، ما أدى إلى مقتل مدنيين، ووقوع خسائر كبيرة في البنى السكنية.

من ناحيتها، عززت حركة "أحرار الشام الإسلامية" من وجودها في حلب، بعدما ضمت "لواء الفتح" أحد أقدم الفصائل المعارضة إلى صفوفها، والذي يعتبر ثاني لواء يتم تشكيله بعد "لواء التوحيد" إبان تحول الحراك السلمي إلى مسلح. ويبلغ تعداد عناصر اللواء المنضم إلى صفوف الحركة حوالي 600 مقاتل، وهم ينحدرون بشكل أساسي من ريف حلب الشمالي. وبذلك تصبح "أحرار الشام الإسلامية" في حلب، قوة لا يستهان بها، رغم أن "الجبهة الشامية" ستبقى المسيطرة من حيث العدد والعتاد والانتشار على أهم جبهات المحافظة ضد النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية".

من جانب آخر، لا يزال طريق عفرين-حلب، الواصل بين المناطق الخاضعة لسيطرة "وحدات الحماية الكردية" في عفرين ومناطق المعارضة في ريف حلب الشمالي، مغلقاً حتى الآن، على خلفية انتهاكات قالت المعارضة إن "الوحدات" ارتكبتها مؤخراً بحق الفصائل المقاتلة والمدنيين. واختطفت "وحدات الحماية" الكردية عدداً من مقاتلي المعارضة واشتبكت معهم في أكثر من محور، بالقرب من دارة عزة والطريق الدولي حلب-أعزاز. وكان آخر تلك التعديات هي محاولة الـ"وحدات" الكردية السيطرة على مطحنة الفيصل المحاذية لطريق حلب-أعزاز، والقريبة من مطار منغ العسكري.

عضو "المكتب الإعلامي" في مدينة دارة عزة، رضا حاج بكري، أكد لـ"المدن"، بأن المساعي لحلحلة المشاكل العالقة بين "وحدات الحماية" في عفرين والمعارضة لم تنجح، حتى اللحظة، لا بل إن الميدان يشهد تصعيداً من الطرفين. وشهدت المنطقة اشتباكات متقطعة بين المعارضة والوحدات، في دير سمعان، اندلعت على خلفية الاستهداف المتكرر من قبل قناصي "وحدات الحماية" الكردية للمدنيين والمزارعين في المناطق الفاصلة بين المناطق المحررة وتلك الخاضعة لسيطرة حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي.

وأضاف حاج بكري، أن مساعي تحرير بعض المحتجزين لدى الطرفين تكللت بالنجاح مؤخراً، حيث تمكنت "حركة أحرار الشام الإسلامية" من تحرير 14 أسيراً وأسيرة، كانوا محتجزين لدى "وحدات حماية الشعب" الكردية. وجاء ذلك بعد إطلاق "حركة أحرار الشام" سراح 6 أسرى من مقاتلي الوحدات، كانت قد ألقت القبض عليهم، في وقت سابق، في محيط مدينة عفرين في ريف حلب.

وكانت "غرفة عمليات مارع" قد أصدرت بياناً، أمهلت فيه الوحدات الكردية، مدة 48 ساعة، لتنسحب من مطحنة الفيصل، والمواقع المحيطة بطريق حلب-أعزاز في ريف حلب الشمالي، وإلا سيتم اتخاذ الإجراء العسكري اللازم بحقها. وفعلاً تم الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها الوحدات الكردية، لكن الأجواء لا تزال مشحونة حتى اللحظة، حيث يمنع دخول أو خروج المدنيين، من وإلى عفرين.

في سياق آخر، شهدت جبهات مطار كويرس العسكري معارك عنيفة على مدى اليومين الماضيين بين قوات النظام والمليشيات، وتنظيم "الدولة الإسلامية". وتمكنت قوات النظام من إحراز تقدم جديد إلى الشرق من المطار، وسيطرت على مزارع الجبيلة القريبة من أسوار المطار، بعدما قصفت المنطقة بالمدفعية والصواريخ، بالإضافة إلى أكثر من عشرين غارة نفذتها المقاتلات الحربية والمروحية، طالت مواقع التنظيم في محيط المطار وفي مدينتي الباب ومنبج.