مؤتمر الرياض:الائتلاف يحضر بعسكرييه وسياسييه.. والاسلاميين

ديالا منصور
الأربعاء   2015/11/25
مصادر دبلوماسية لـ"المدن": الفصائل التي التقاها دي ميستورا ستوجه إليها الدعوة لحضور مؤتمر الرياض (خالد الخطيب)

التقى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع عدد من ممثلي الفصائل العسكرية المعارضة، في مدينة اسطنبول التركية. وجاء اللقاء عقب اجتماع جمع المبعوث الدولي وعدد من أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وضم بشكل رئيسي الفصائل العاملة في الشمال السوري، وفي مقدمتها حركة "أحرار الشام الإسلامية"، و"جيش الإسلام"، و"فيلق الشام"، و"حركة نور الدين الزنكي"، و"جبهة الأصالة والتنمية".

وتشير مصادر دبلوماسية لـ"المدن"، إلى أن الفصائل التي التقاها دي ميستورا ستوجه إليها الدعوة لحضور مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية، إذ تشهد العلاقة بين السعودية والفصائل الإسلامية مرحلة جديدة، إيجابية، بعد الفتور الذي خيم على العلاقة بدءاً من العام الماضي. وأكدت المصادر أن المرحلة المقبلة ستشهد تحالفاً عسكرياً كبيراً بين الفصائل الإسلامية، يلاقي التحالف القائم حالياً بين السعودية وتركيا وقطر.


وكان دي ميستورا قد استبق لقاء ممثلي الفصائل العسكرية، بلقاء مع رئيس الائتلاف خالد خوجة، الاثنين الماضي. وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني هشام مروة لـ"المدن" إن دي ميستورا أكد للائتلاف على الالتزام ببيان "جنيف-1" ومرجعية قرارات مجلس الأمن الدولي، وخاصة القرار رقم 2118، والقرار رقم 2165. واعتبر مروة، أن "اللقاء مع دي ميستورا كان إيجابياً وواعداً"، في ظل الحديث عن "إمكان تشكيل هيئة حكم انتقالي، وصفت بالجامعة للمصداقية، بعد 6 أشهر من بدء المفاوضات".


ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات بين وفدي المعارضة والنظام السوريين في مطلع العام 2016، وذلك ما أشار إليه دي ميستورا في لقائه مع أعضاء الائتلاف، حيث أكّد أن مجموعات العمل الأربع، التي تقدّم بها دي ميستورا سابقاً في شهر تموز/يوليو الماضي، قد انتهت عملياً وسيتم استبدالها بـ"مشاورات سورية-سورية" في إطار التحضير لمفاوضات "جنيف-3".


وفي إطار التدخل العسكري الروسي في سوريا قال مروة، إن الائتلاف قدّم للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، ملفاً مفصلاً عن "العدوان الروسي" يذكر فيه "الأماكن التي استهدفها الطيران الروسي، وعدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة للغارات الروسية، تفصيلياً وبشكل يومي منذ بداية العدوان وحتى اليوم". وأشار مروة إلى وجود مخاوف من "سعي روسيا إلى إدراج أي تنظيم قادر على محاربة النظام في قوائم الإرهاب" في ظل الهدن المحلية التي تسعى روسيا للتوصل إليها في بعض المناطق السورية، معتبراً أن هذه الهدن تتناقض مع السعي للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل.


وكان دي ميستورا قد أوضح في اجتماعه مع الائتلاف، ارتباط سير العملية السياسية، في الورقة الصادرة عن اجتماع "فيينا-2"، مع التوصل لوقف إطلاق نار شامل. وبحسب مروة، فإن الائتلاف أكّد على ضرورة إدخال مساعدات إنسانية، مشيراً إلى اعتبار الائتلاف بأن "إجراءات بناء الثقة لا تقتصر على وقف إطلاق النار الشامل بل يجب أن تشمل إطلاق سراح المعتقلين وأدخال مساعدات إنسانية".


أما في سياق الاتفاق على وفد ممثل للمعارضة السورية تحضيراً لمفاوضات مع النظام، في الاجتماع المزمع عقده منتصف الشهر المقبل في العاصمة السعودية الرياض، أكّد مروة على ترحيب الائتلاف وسعيه نحو نجاح المؤتمر، نافياً أن يكون الائتلاف قد شكّل وفده بعد، موضحاً أنه "من الممكن تحديد وفد الائتلاف في أقرب وقت".


من جهة ثانية، برزت استقالة الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد طعمة، خلال الاجتماعات الأخيرة التي عقدها الائتلاف. وأدت تلك الاستقالة إلى احتجاج من قبل بعض أعضاء الائتلاف، كان أبرزهم ميشال كيلو، الذي تقدم باستقالته احتجاجاً على استقالة طعمة، إلا أن الائتلاف رفضها، فيما ينتظر طعمة أن تبت الهيئة العامة للائتلاف باستقالته. وكان طعمة قد قال في وقت سابق لـ"المدن" إنه تقدم باستقالته وينتظر إقرارها، رافضاً الخوض في تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع.


في السياق، اعتبر مروة أن استقالة طعمة، التي جاءت بعد خلافات مع بعض الفصائل العسكرية، لن تضعف موقف الائتلاف لأنها تلافت أي مشكلة كان من الممكن أن تحدث. وكشف مروة لـ"المدن"، بما يتقاطع مع معلومات حصلت عليها "المدن" من مصادر دبلوماسية، أن مساعٍ لتأسيس مجلس قيادة عسكري أصبحت في مراحلها الأخيرة، بعد موافقة معظم الفصائل العسكرية على هذا المسعى، وهو ما يقوي موقف الائتلاف في مؤتمر الرياض في ظل وجود وفدين، عسكري سياسي، متوحدين في الموقف.