نتنياهو يشبّه حماس بداعش.. وواشنطن تتحفظ

أحمد خليل
الثلاثاء   2014/09/30
مشير المصري لـ"المدن": ربط نتنياهو بين الحركة و"داعش" محاولة لخلط الأمور ببعضها (أ ف ب)

بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في 26 أغسطس/آب الماضي، ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتنظيم "داعش، قبل أن يعيد الكرة على منبر الأمم المتحدة، مستغلاً حالة التجييش ضد "داعش" والحرب المفتوحة التي يشنها التحالف الغربي-العربي ضدها.

بدا نتنياهو محاولاً الاستفادة -كعادة الإسرائيليين- من كل حرب على ما يوصف بالإرهاب، لوضع حركة "حماس" الفلسطينية في صدارتها.  وهو يدرك تماماً أن الغرب، والأميركيين بشكل خاص يفرقون بين الحركة و"داعش". صحيح أن حماس توصف بالإرهاب في واشنطن وعموم أوروبا، لكنها ليست "داعش".


ويحاول الإسرائيليون منذ بدأت الحرب رسمياً على "داعش" تسويق التطابق بينها وبين "حماس" الفلسطينية في المحافل الدولية ووسائل الإعلام الغربية. واستغل متنفذون إسرائيليون صفحات الجرائد الكبرى في أميركا وبريطانيا لنشر إعلانات ممولة على صفحات كاملة تربط بين "داعش" و"حماس"، سواء خلال العدوان على غزة، أو بعد توقفه.


وتحدث نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة عن حركة "حماس" و"داعش" وطابق بينهما. وقال إن "حماس هي داعش وداعش هي حماس". وواصل نتنياهو الكذب في خطابه بتحميل المؤسسات الدولية، وخاصة الحقوقية منها، التي انتقدت جرائم جيشه في غزة، بأنها تغطي على ما أسماه "جرائم حماس".


وفي غزة، أكدّ القيادي في حركة "حماس"، مشير المصري، لـ"المدن"، أن ربط نتنياهو بين الحركة و"داعش" محاولة لخلط الأمور ببعضها، وتسويق أنها حركة إرهابية لتحريض العالم ضدها بعدما فشل في كسرها خلال القتال الشرس على مدار أكثر من خمسين يوماً خلال العدوان.


وبينّ المصري، أن "حماس" حركة تحرر وطني فلسطينية، لا علاقة لها بداعش ولا تقوم بأي أعمال مقاومة إلا على الأرض الفلسطينية وانطلاقاً منها، مؤكداً في الوقت ذاته أن الربط بين حركته و"داعش" كذبة كبيرة لا تنطلي على العالم، حتى ولو وصل نتنياهو الليل بالنهار للترويج لذلك الأمر.


وشدد القيادي في حركة "حماس"، على أن "العدو الإسرائيلي" هو مصدر الإرهاب في العالم، وأن نتنياهو هو قائد الإرهاب الذي يجب أن يساق إلى محكمة الجنايات الدولية. داعياً السلطة الفلسطينية إلى الاسراع في توقيع اتفاقية روما الممهدة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام محكمة الجنايات.


في الأثناء، أكدت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، في بيان، أن نتانياهو "يتلاعب بالوقائع" في الخطاب الذي ألقاه في الامم المتحدة وساوى فيه بين حركة حماس وتنظيم "داعش" المتطرف وايران. واعتبرت عشراوي ان نتانياهو "حاول عبر خطابه ان يخدع الجمهور عبر توسل لغة الكراهية والافتراء والأعذار".


وذكرت عشراوي أن نتانياهو "فقد الاحساس بالواقع حين رفض الاعتراف بالاحتلال ومجازره وجرائم الحرب التي ارتكبها"، في وقت بدأ الفلسطينيون حملة دبلوماسية في الامم المتحدة لاصدار قرار دولي يضع حدا للاحتلال الاسرائيلي، وينص على قيام دولة فلسطين ضمن حدود 1967، وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال ما بين سنتين إلى ثلاثة سنوات.


في المقابل، قوبل تشبيه نتنياهو، حماس وإيران بـ"داعش" برفض أميركي سريع، إذ قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي "نعتقد أن حماس وداعش منظمتان إرهابيتان، لكن من الواضح أننا نعتقد أن داعش تشكل خطراً مختلفاً على الولايات المتحدة طبقاً للعمل العسكري وفعاليات أخرى يتم تنفيذها". وأضافت "لا أعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أو أي أحد آخر في إسرائيل يقترح أن تطلق الولايات المتحدة حملة عسكرية ضد حماس". وتابعت "رغم أن المنظمتين مصنفتان في القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، لكننا نرى أن هناك فروقاً في ما يتعلق بالتهديد وما شابه".