بكركي تحمل ملف النزوح السوري.. و"التيار" يحتج أمام الأسكوا

المدن
الخميس   2024/05/09
ستواصل بكركي حمل ملف النزوح وستطرحه مع السفراء والمسؤوليين الأوروبيين (مصطفى جمال الدين)
وسط تصاعد الحملات على النزوح السوري، وقبيل الجلسة النيابية لمناقشة المساعدة الأوروبية (المليار يورو) التي اعتبرها كثيرون "رشوة" لبقاء النازحين، عقد في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء لمناقشة ملف النازحين السوريين في لبنان، بدعوة من المركز الماروني للأبحاث والتوثيق، برئاسة البطريرك بشارة الراعي.

تزامن اللقاء مع دعوة التيار الوطني الحرّ إلى تجمع احتجاجي أمام الأسكوا تحت عنوان "لبنان مش للبيع"، للضغط من أجل الإسراع في إيجاد حلول لقضية النزوح وأعبائها.

كاجتماع وزاري
بدا اللقاء في بكركي وكأنه اجتماع وزاري مصغر، شارك فيه وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي، ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار، وزير المهجرين عصام شرف الدين، وزير العدل هنري الخوري، وزير التربية عباس الحلبي، إضافة إلى قائد قائد الجيش العماد جوزاف عون، والنائب نعمة افرام، إضافة إلى ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية وأعضاء لجان استشارية وقانونية ودستورية في الصرح، ومحافظي البقاع والشمال.

هذا الاجتماع لن يكون يتيماً. فقد ذكرت مصادر متابعة أن بكركي تجمع ملفاً متكاملاً حول الموضوع وهي "سترفعه وتناقشه مع سفراء ومسؤولي عدد من الدول المعنيّة مباشرة بملف النزوح، خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم فرنسا".

قافلة العودة الأولى
وأكد مولوي قبل الاجتماع "سندافع عن لبنان ونطبق الإجراءات اللازمة"، مشيراً إلى أن "التعاميم نُفّذت بنسب متفاوتة بين البلديات، ولن نقبل ببقاء السوريين غير الشرعيين". قائلًا: "ستسمعون قريباً بقافلة عودة طوعية للسوريين إلى بلدهم نعمل عليها".

وكشف الوزير شرف الدين الموعد "القريب" مؤكداً "أن أول قافلة عودة ستكون الثلاثاء المقبل، وتضم ألفي نازح، على أن تتبعها قافلة ثانية بعد أسبوع". مبدياً استعداده "لزيارة سوريا إذا كلفت رسمياً بذلك، لبحث موضوع عودة النازحين واللاجئين السوريين".

ورداً على سؤال، اعتبر النائب افرام أن "علينا أن نعرف المزيد في شأن الهبة الأوروبية. وهذا ما سنتأكد منه في الجلسة النيابية المقبلة. ولكن كما علمنا، أن جزءاً من هذه الهبة ليس بجديد والأموال غير كافية للتعاطي مع ملف النزوح. وعلينا اتخاذ الإجراءات اللازمة وضبط الحدود".

وعلق الوزير حجار على كل ما يقال في موضوع النزوح والهبة الأوروبية، قائلاً "اسمع تفرح جرّب تحزن . هذا كلام نسمعه منذ سنتين، وعلينا اليوم في ظل هذا الغليان أن نعرف من يقول لنا هذا الكلام".

وعمّا إذا كان يحمّل المسؤولية لرئيس الحكومة قال: "سنسمع لنعرف على من المسؤولية". مؤكدًا أن "التضعضع في التصريحات حول الهبة ليس موقف دولة".

يُذكر أن البطريرك الراعي كان قد طالب في عظته الأخيرة يوم الأحد "بتوحيد الكلمة في قضية تأمين عودة النازحين السوريين إلى وطنهم، وعدم الرضوخ للضغوط الأوروبية والدولية وأساليبها المغرية، بهدف تجنّب عودتهم وإبقائهم في لبنان، لأهداف سياسية ليست لصالحهم ولا لصالح لبنان". وقد كرر الراعي كلاماً مشابهاً في افتتاح اللقاء، مشدداً على وجوب إعادة النازحين السوريين، خصوصاً من لا يملك أوراقاً رسمية، "رغم كل تعاطفنا الإنساني".

احتجاج التيار
إلى ذلك، وتحت العنوان نفسه، نظّم "التيار الوطني الحرّ" وقفة احتجاجية أمام الأسكوا، شارك فيها حشد من المناصرين، يتقدمهم عدد من النواب الذين شددوا في تصريحاتهم على اعتبار النزوح السوري أزمة وجودية. مؤكدين على أهمية القرار السياسي في حل مشكلة النزوح. وذكّروا بأن التيار كان السبّاق في الإشارة إلى مخاطر النزوح، مطالبين البلديات والأجهزة الامنية تحمّل مسؤولياتها والقيام بدورها.

وحمل المحتجون أعلاماً لبنانية وأعلام التيار، ولافتات كتبوا عليها "لبنان للبناني مش لحدا تاني" و"صوتنا لكل الكون ، اللبناني رح يبقى هون" و"عاملوني متل السوري لأبقى بلبنان".