استراليا:الكاهن الآشوري الأبرز والداعم للفلسطينيين طُعن في كنيسته

رين قزي
الإثنين   2024/04/15
الأسقف الآشوري مار ماري عمانوئيل يوسف طُعن أمام الكاميرات خلال إلقاء عظته
يرسم رد الفعل الشعبي في سيدني-أستراليا، بعد طعن الأسقف الآشوري مار ماري عمانوئيل يوسف أمام الكاميرا خلال تلاوته عظة دينية، مشهداً جديداً في استراليا حيث تحركت السلطات مطالبة المعتصمين بـ"الحفاظ على التحرك السلمي"، وسط ضبابية الدوافع، ومن دون أن يُعرف ما إذا كان الاعتداء ناتجاً عن "عنف ديني"، أو "عنف سياسي" بحق كاهن لم يخفِ دفاعه عن الفلسطينيين.


الواضح حتى الآن من مقاطع الفيديو، أن الجريمة ارتُكبت بخلفيات دينية، ونفذها عربي ضد أسقف آشوري في استراليا، متهجماً عليه بالسكين وطعنه أثناء تلاوة الصلاة، مما أدى الى اصابته بجروح. 


لكن الكاهن، الذي يعد الأشهر بين الكهنة الآشوريين، ويتبعه عشرات الآلاف في مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت فيديوهاته مجتمعة أكثر من 1.3 مليار مشاهدة، يؤيد حق الفلسطينيين في العيش ويدعمهم، وانتشر مقطع فيديو له يؤكد دعمه للأطفال الفلسطينيين، بدعوته: "توقفوا عن قتل الملائكة"، كما يظهر متعاطفاً معهم ويحاول قدر الامكان التخفيف من معاناتهم. 


وبشكل مفاجئ، أظهر مقطع فيديو تناقله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، طعن الأسقف الآشوري مار ماري عمانوئيل يوسف، خلال عظة كان يلقيها في كنيسة "المسيح الراعي الصالح" في مدينة ويكلي في سيدني. وتحدثت معلومات من استراليا عن أن الأسقف ما زال على قيد الحياة، ونُقل الى احدى مستشفيات سيدني لتلقي العلاج.

وتوجه الجاني نحو الأسقف مار ماري، أثناء إلقاءه للعظة، وطعنه مرات عديدة، الأمر الذي أصاب الحاضرين بالهلع، فهرعوا لإنقاذ الأسقف. وظهر الأسقف عمانوئيل وهو ينظر بذهول، بينما ينهال المهاجم فجأة على وجهه ورأسه، بينما سارع المصلون في الكنيسة لتوقيف الجاني الذي ظهر مبتسماً في الفيديو أثناء القبض عليه. 

وتضاربت المعلومات حول هوية الجاني، ففي حين ذكر البعض أنه يتحدث اللهجة العراقية، قال آخرون إنه يتحدث لهجة سورية، ورأى آخرون أن لهجته تشبه لهجة سكان شمال لبنان. لكن الأكيد أنه مسلم، ويبدو حتى الآن أنه ارتكب الجريمة على أساس طائفي، كونه وجه تهماً للأسقف متصلة بالدين الاسلامي والرسول محمد، حسبما قال أثناء القاء القبض عليه. وقالت السلطات إن الجاني يبدو أنه يعاني من اضطرابات عقلية ونفسية. 

وبمجرد انتشار الفيديو، تجمع العشرات امام الكنيسة في سيدني، وتظاهروا احتجاجاً على عملية الطعن، وسط وخاوف من أن تعيد هذه الحادثة رسم العلاقة بين المكونات العربية في استراليا.

فالجريمة إذا كانت على أساس ديني، كما ظهر في فيديو إلقاء القبض على الجاني، فإن ذلك سيغير من نظرة العرب المسيحيين تجاه العرب المسلمين في استراليا، وستخسر فلسطين تعاطفاً كبيراً حملته الجالية المشرقية الآشورية بشكل خاص، والمسيحية بشكل عام، الى استراليا.

وينطلق ذلك من كون الأسقف المغدور شخصية معروفة في الكنيسة الشرقية، ويخدم حاليًا كراعٍ لكنيسة المسيح الراعي الصالح في ويكلي، واكتسب شعبية من دعمه ورعاية العائلات. ويظهر مقطع فيديو له يدعو فيه لانجاب المزيد من الأطفال. 


لكن لا شيء محسوماً حتى الآن. فنتائج التحقيق لم تعلنها السلطات بعد، وتتعامل مع الغضب كما مع وقائع التحقيق لخفض مستوى السخط. 


والجريمة التي وُثقت بالفيديو، تعد آخر فصول العنف في استراليا التي شهدت يوم السبت الماضي، حادثة طعن لأربعة اشخاص في مطعم يهودي في مركز تجاري يقع ضمن منطقة ذات غالبية يهودية في مدينة سيدني. وحدثت عمليات طعن لعدد من الأشخاص، ما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص، وعدد من المصابين. وظهرت حالة من الرعب داخل مركز التسوق اليهودي في سيدني، وأظهر الفيديو أناساً يتراكضون داخل مركز التسوق في بوندي في أستراليا حيث وقع الهجوم.