قانون التجنيد الإسرائيلي:الحريديم يفضلون العيش مع الخنازير على الجيش

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2024/03/25
قررت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية غالي بهاراف ميارا أن الحكومة لا يمكنها المصادقة على قرار يقضي بإعفاء الحريديين من التجنيد، بموجب خطة بادر إليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتشكّل بديلاً ل"قانون التجنيد" الذي يسعى وزير الدفاع يولآف غالانت والجيش الإسرائيلي إلى تقديمه.

فارغة من المضمون
وجاء تحذير المستشارة في رسالة بعثتها إلى نتنياهو الأحد، وجاء فيها أن خطة نتنياهو "فارغة من مضمون وتتضمن تصريحاً فقط" بشأن تجنيد الحريديين، وأن "أي قرار سيصادق عليه ينبغي أن يشمل خطوات جوهرية يتم التعبير عنها على أرض الواقع".
ويتعين على الحكومة تقديم موقفها من تجنيد الحريديين حتى نهاية الأسبوع الحالي، وإلا فإن عليها فرض التجنيد الإلزامي على الشبان الحريديين بدءاً من الإثنين.
وتنص مسودة القانون الذي يطرحه نتنياهو رفع سن إعفاء الحريديين من التجنيد من 26 عاماً إلى 35 عاماً. ولا تحدد المسودة عدد المجندين الحريديين وتقضي بأن إنفاذ القانون بشأن تجنيد الحريديين سيبدأ بعد ثلاث سنوات.
وفي ظل المعارضة الواسعة لمقترح نتنياهو، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول حريدي قوله إن الأحزاب الحريدية قررت التنازل عن البند الذي يعفي تجنيد الحريديين حتى سن 35 عاماً.
وقرر نتنياهو طرح المسودة للتصويت في الحكومة الثلاثاء، من أجل المصادقة عليها، من دون توافق بين جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة، خلافاً لموقف غالانت، ثم تقديم مبادئ عامة في المسودة إلى المستشارة القضائية للحكومة، وبذلك يتم تأجيل سن "قانون تجنيد" إلى شهر حزيران/يونيو.
وفي حال قررت المستشارة القضائية معارضة مقترح نتنياهو لتجنيد الحريديين، فإنه سيكون من الصعب أن توافق المحكمة العليا على هذا المقترح، خلال نظرها في التماسات ضد قرار الحكومة بإعفاء الحريديين من التجنيد.

جيش علماني

وقال الحاخام تسفي يهودا فريدمان، من قادة "الجناح الأورشاليمي" الحريدي المتشدد: "لأن الجيش هو بوتقة صهر للثقافة الإسرائيلية، وهي علمانية، فإننا لن نُقدم على القيام بأمر هو أسوأ من الموت".
وقال: "التواجد في جيش علماني هو بالنسبة لنا أخطر من تدنيس قدسية السبت ومن التخلي عن الطعام الكوشير (الطعام الحلال بموجب الشريعة اليهودية) ومن جميع الأمور. والأفضل أن نكون مع خنازير من التواجد في مكان واحد مع العلمانيين".
وقبله، أثار كبير الحاخامات السفارديم في إسرائيل إسحاق يوسف ضجة كبيرة حينما أعلن أن المتدينين المعروفين باسم "الحريديم"، "قد يغادرون البلاد" إذا تم تجنيدهم في الجيش.
ويعود القرار الذي يعفي شباب "الحريديم" من التجنيد الإجباري إذا التحقوا بمدرسة دينية، إلى تسوية تم التوصل إليها في عهد مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون عام 1948، والتي أعفت 400 شاب متدين من الخدمة العسكرية.
وعلى مر السنين، أصبحت التسوية مثيرة للجدل بشكل متزايد مع توسيع إعفاءات "الحريديم" بفضل قرار صدر عام 1977، بالرغم من نمو السكان المتدينين، الذين لدى الأسرة الواحد منهم في المتوسط 7 أطفال، حسبما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز".

عالم الحريديم
وفي عام 2017، وجدت المحكمة العليا في إسرائيل أن هذا القرار غير دستوري. وبعد سنوات من المحاولات الفاشلة لإيجاد حل، أمرت المحكمة الحكومة بأن تشرح بحلول 27 آذار/مارس، دوافعها في عدم إلغاء الإعفاء، مما يزيد من احتمال تجنيد طلاب المدارس الدينية اعتباراً من 1 نيسان/أبريل.
وبالنسبة للعديد من الحريديم، يمثل هذا الاحتمال تهديداً أساسيا لأسلوب حياتهم، حيث على مدى السنوات ال75 الماضية، بنوا عالماً بعيداً عن التيار الرئيسي في إسرائيل، والتزموا بقواعد صارمة ضد الاختلاط بين الرجال والنساء، ومتطلبات الأكل "الحلال" الأكثر صرامة من تلك التي تفرضها إسرائيل.
ويقول محللون للصحيفة البريطانية: "في حين أن الجيش سيحتاج إلى الحريديم على المدى الطويل، فإنه على المدى القصير، لن يكون لتجنيدهم تأثير يذكر على القدرات العسكرية الإسرائيلية".
وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين "العلمانيين"، فإن الإعفاء العسكري يمثل سبباً لاستياء أوسع بشأن الوضع الذي يتمتع به "الحريديم"، في ظل الإعانات السخية التي تسمح لنحو نصف رجالهم بتكريس حياتهم للدراسة الدينية بدلاً من الانضمام إلى القوى العاملة، وفق "فايننشال تايمز".