ورغم أن موازنات المدارس توضع بعد انقضاء الفصل الأول من العام الدراسي، لم يبق إلا بعض المدارس لم تبلغ الأهالي بالأقساط الجديدة التي وصلت إلى أكثر من 28 مليون ليرة يضاف إليها مبلغ بالدولار النقدي يصل إلى نحو 3900 دولار، نزولاً إلى نحو عشرة ملايين ليرة يضاف إليها نحو 450 دولاراً نقدياً. لذا وتزامناً مع تحديد المدارس أقساطها والمساهمة بالدولار النقدي الذي يفرض عن كل طالب، بدأ لبنان يشهد نزوحاً للطلاب من المدارس المرتفعة الأقساط إلى المدارس الأخرى. وبالفعل بدأ ينزح الطلاب من المدارس المرتفعة الأقساط مثل لويس فاغمن (القسط السنوي نحو 28 مليون ليرة يضاف إليها نحو 3900 دولار نقدي) إلى البعثات الفرنسية، ومن البعثات الفرنسية إلى الراهبات مثل العازرية، ومن الراهبات إلى الأقل كلفة، وهكذا دواليك.
وضع كارثي
وتصف رئيسة اتحاد لجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة، لمى الطويل، الوضع العام للمدارس بالكارثي، فيما لم تتحرك مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية أسوة بما فعلت العام الفائت. وهذا ما أطلق يد المدارس في بدء مرحلة تصفية الطلاب، ما قد يؤدي ليس إلا النزوح نحو المدارس الخاصة ذات الأقساط المتدنية أو إلى المدارس الرسمية، بل إلى تسرب الطلاب ولا سيما في مرحلة الثانوي للعمل ومساعدة أهلهم في تأمين مصاريف العائلة.
وتضيف الطويل أن اتحاد لجان الأهل يتلقى عشرات الشكاوى يومياً عن تمنع المدارس عن إعطاء إفادات أو حتى العلامات التي حصل عليها الطلاب للأهل لنقل أولادهم إلى مدارس أخرى. وتشترط عليهم تسديد المبالغ بالدولار النقدي الذي فرضته العام الفائت. وتقول: موظفون كبار، قضاة وضباط بالجيش برتب عليا، يشكون للاتحاد تصرفات المدارس، بعدما تمنعت عن تسليم الإفادات لنقل أولادهم إلى مدارس أخرى أقساطها أخف وطأة عليهم.
وتحذر الطويل من أن المسؤولين لا يعلمون حجم الانهيار الذي تعاني منه العائلات، وباتت غير قادرة على تحمل الأقساط، وهذا قبل البحث في تأمين كلفة وسائل النقل التي ستصبح فلكية العام المقبل.
وطالبت الطويل بوضع خطة طوارئ تربوية ودعت وزير التربية عباس الحلبي إلى التدخل لوضع حد للمدارس، وتكليف خبير محلف حيادي لدراسة الموازنات بطريقة علمية. فالأهالي لا يريدون أن تقفل المدارس أبوابها جراء الأزمة الحالية، وإنما يطالبون الإدارات اعتماد الشفافية في وضع الموازنة. فكل مدرسة باتت تعرف حجم مصروفها السنوي من المازوت وغيرها من المصاريف، ولا يمكنها أن تأخذ المحروقات ذريعة لجني الأرباح.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها