أما في منطقة الكفاءات، فوُضعت في شارع واحد فقط 10 لوحات عملاقة تتكرر عليها صور نصرلله. وقد وزعت هذه اللوحات بطريقة دائرية في منتصف الطريق. وإلى جانب كل لوحة رفع علم حزب الله على الأعمدة. وتكرر هذا المشهد في أغلب مناطق الضاحية الجنوبية. أما الشوارع الضيقة التي لا تتسع للوحات ضخمة، فنُصبت لافتات ورقية صغيرة للحزب.
أعمال اجتماعية
قبل أسابيع من الانتخابات النيابية، بدأ حزب الله بصيانة بعض الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية. وتضمنت الورش تعبيد طرقات وتغطية حفر فيها. ولكنها توقفت فجأة قبل اكتمالها. وعاود الحزب استكمال هذه الإصلاحات الأسبوع الماضي، فقامت ورش بالتعاون مع بلدية الغبيري بإصلاح بعض الطرق المهترئة، كالرحاب وحي السلم والمريجة. وأزيلت بعض مطبات الشوارع والحواجز الإسمنتية بهدف توسيع الطرق. لكن هذا العمل توقف ليستكمل في وقت آخر.
وجدد حزب الله توزيع صناديق الإعاشة لبعض العائلات. وكان توقف عن توزيعها بعد انتهاء الانتخابات النيابية. وهي صناديق تحمل شعار التكافل الاجتماعي وتضم مجموعة من المعلبات الإيرانية والسورية والتركية.
تمدد مؤسسات وتوزيع جوائز
يرى حزب الله أنه بات اليوم مؤسسات وصروحاً تربوية وصحية وبرلمانية. لذا عمد خلال العقود الماضية الى تأسيس مجتمع خاص به وبجمهوره. وذلك في محاولة منه لخلق بيئة صلبة تساعد على تمدد نهجه وتضمن استمراره. فأنشأ مراكز صحية في مناطق لبنانية، ومنها "دار الحوراء الصحي"، وحدد مساعدات رمزية للمنتسبين لحزب الله وعائلاتهم. وعمد الى تشجيع جمهوره لزيارة هذه المراكز الصحية في يوم مجاني للمعاينات في المناسبات الدينية. وأنشأ مؤسسة تعنى بعائلات جرحى وشهداء المقاومة، إضافة إلى مؤسسات مصرفية مالية كالقرض الحسن. كما أسس محاكم خاصة به ومنفصلة عن المحكمة الجعفرية والمحاكم المدنية.
ولأن مبادئ هذه المؤسسات التشجيع والحث على التشبث بالعقيدة من خلال التكريمات والاحتفالات المستمرة، أقامت التعبئة التربوية التابعة لحزب الله، بالتعاون مع الشيخ نعيم قاسم، يوم الخميس 23 حزيران، حفل تكريم للفائزين بجائزة أطلق عليها "جائزة سيد الشهداء والمقاومة الإسلامية" لحفظة القرآن الكريم الجامعيين.
جثث حية لمدمني مخدرات
وفي ظل تفشي ظاهرة إنتشار المخدرات في الضاحية الجنوبية، ورغم مداهمات الجيش اللبناني اليومية لم ينحسر ترويج المخدرات. ولا يزال حزب الله ملتزماً بقراره في عدم التدخل بين الجيش اللبناني ومروجي المخدرات. لذا، قام يوم الجمعة 24 حزيران بعرض تمثيلي فجائي مع أفراد من الهيئة الصحية الإسلامية في منطقة الكفاءات. وضم العرض مجموعة من السيارات المفيمة التي لا تحمل لوحات مسجلة، قطعت الطريق وخرجت منها عصابة من تجار المخدرات تمثلت بمجموعة من شباب مقنّعين. ورموا 4 جثث وهمية في أكفان بيضاء وسط الطريق. وطُبع على الأكفان أن سبب الوفاة إدمان المخدرات.
وأخرجت الهيئة الصحية (على نحو تمثيلي) جثة شاب من تابوت خشبي، وبدأ الشاب- الجثة يروي قصته مع تجار المخدرات الذين أدخلوه في عالم الترويج ثم قتلوه. لم يتعد هذا المشهد التمثيلي نصف ساعة، لكنه أدى إلى أزمة سير خانقة. كما أرعب المارة الذين فروا، لاعتقادهم أن المشاهد حقيقية. ولم يدركوا أنها حملة توعية ضد إدمان المخدرات، إلا في نهاية العرض.
يؤكد حزب الله دوماً ويطمئن جمهوره أنه في العقود الأربعة المقبلة، سيحقق أهدافه كلها: تحرير القدس وإقامة الصلاة فيها، وإزالة اسرائيل من الوجود. ولكن يبقى السؤال: في ظل التسويات والانقسامات، وتضعضع البيئة الشيعية، كيف سيكون مصير حزب الله في العقود المقبلة؟
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها