أما داخل العدليّة، فقد اجتمع محامو حركة أمل في وقفة داخل قصر العدل، ولم يسمحوا لأحد الاقتراب من المدخل الرئيسي. ومن محيط قصر العدل حتى الطيونة انتشرت عناصر للجيش اللبناني بشكل مكثف. ووزعّت عبوات المياه البلاستيكية على حب الرئيس بريّ!
صوت جوليا بطرس يصدح في العدلية!
في محيط مدخل قصر العدل، انتشرت مكبرّات الصوت التي جمعت خطاب الرئيس برّي والسيد نصرلله وأغاني جوليا بطرس الثورية معاً. فقد وضع شبان حركة أمل خطاباً قديماً للرئيس برّي يهاجم به القاضي بيطار، ويهدد من أي عمل يمسّ بالحركة. أما خطاب السيد حسن نصرالله الذي يدعو أنصاره إلى "ضبط النفس فإن هذا الغضب قد يحتاجونه يوماً"، فقد أُعيد مرّات عبر هذه المكبّرات.. بينما أغاني الثورة تفردت بها جوليا بطرس: "يا ثوار الأرض، نحنا الثورة والغضب.." إضافة طبعاً إلى أناشيد حزب الله.
وعند الحادية عشر تماماً دخل عدد كبير من الشبّان عبر دراجاتهم الناريّة، بعضهم يحمل علماً لبنانياً والبعض الآخر يحمل أعلام الحركة. وقد غابت أعلام حزب الله عن الساحة تماماً. ومن ثمّ بدأوا بترديد هتافات عديدة، كان من أهمها: "الموت لأمريكا، صهيوني صهيوني.. سمير جعجع صهيوني، بالروح بالدم نفديك يا نبيه، شو ما صار وشو ما يصير برّي داعسك يا بيطار".
لا نساء
الملفت في هذه الوقفة الاحتجاجية أنها شبه خالية من عنصر النساء. فقد كانت الجموع كلها للرجال. أتوا على دراجاتهم النارية غير المرخصة من الضاحية الجنوبية، وخصوصاً من منطقة الشياح والغبيري والخندق الغميق. وقد توحدوا باللون الأسود تقريباً. والبعض منهم ارتدوا أقنعة سوداء تغطي كل تفاصيل الوجوه، ولكنها مفتوحة العينين. وشارك في هذه الوقفة "قادة" لحركة أمل من الخندق الغميق، يرتدون ثياباً رسمية سوداء اللون ويحملون بأيديهم عصا رفيعة. وما أن وصلوا حتى اجتمع حولهم عدد من الشبان طويلي القامة لحمايتهم!
استعمل بعض المحتجين ألفاظ نابية، متهمين قوى 14 اذار بالعمالة لإسرائيل وأميركا، مشددّين على قدرتهم على أخذ كامل حقوقهم بالقوة، حتى لو كلفهم الأمر إباحة الدماء، ومؤكدين أنهم على خطى نهج موسى الصدر ومشدّدين على أنهم رهن إشارة الرئيس برّي .
مطالب للتنفيذ أو حرب أهلية
وتعدّدت المطالب، وجميعها تحت عنوان واحد: "كف يد القاضي البيطار عن التحقيق بقضية المرفأ". وطالب المحتجّون بسحب التحقيق من بيطار، بسبب الاتهامات التي طالت الثنائي الشيعي، إضافة إلى مطالبتهم بتكليف قاض آخر "يتمتع بالنزاهة لإتمام التحقيق والوصول للحقيقة". وطالب قسم آخر بترك لبنان وشأنه وابتعاد دمى أميركا عن التدخل فيه. وهددّوا بضرورة تنفيذ هذه المطالب حتى لا يُجر البلد إلى فتنة وحرب شوارع من أجل الدفاع عن الطائفة الشيعيّة.
وعبّروا عن تضامنهم الكامل مع النائب علي حسن خليل، وحملوا صوراً للقاضي بيطار تحمل عبارات متعددة، ومنها "هيدا مش قاضي تحقيق، هيدا قاضي على التحقيق"، و"لماذا الاستنسابيّة؟ لماذا التسييس؟". وهناك صورة للسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتحتها عبارة "القاضي بيطار خط أحمر". ومن ثمّ قاموا بحرق هذه الصور ووضعها تحت أقدامهم.
وشاركت في هذه الوقفة مسنّة في العقد السابع من عمرها، وهي من منطقة صور وقصدت بيروت منذ البارحة للمشاركة اليوم باكراً. ووضعت علم حركة أمل على أكتافها وعبّرت عن مطلبها الوحيد، وهو إبعاد الاتهامات عن النائب علي حسن خليل، فهو نظيف الكف ولا ذنب له!
ونحو الحادية عشر ونصف، سمعت أصوات الرصاص المتفرّق من جهات غير معروفة، من جهة منطقة الطيونة وعين الرمانة، مما أدى إلى انسحاب بعض الصحافيين من المنطقة. وذلك بعد توجه المتظاهرين نحو دوار الطيونة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها