وقد أكد عون، أن لبنان دفع الثمن الغالي جراء الحروب والإرهاب. ويتحمل العبء الأكبر إقليمياً ودولياً، لنزوح الأشقاء السوريين، مضافاً إلى لجوء الأخوة الفلسطينيين المستمر منذ 70 عاما، على نحو أصبحت أعدادهم توازي نصف عدد الشعب اللبناني، وذلك على مساحة ضيقة، ومع بنى تحتية غير مؤهلة، وموارد محدودة وسوق عمل مثقلة". ولذلك دعا "المجتمع الدولي الى بذل كل الجهود الممكنة، وتوفير الشروط الملائمة، لعودة آمنة للنازحين السوريين إلى بلدهم، ولا سيما إلى المناطق المستقرة، أو تلك المنخفضة التوتر، من دون أن يتم ربط ذلك بالحل السياسي، وإلى تقديم حوافز للعودة، لكي يساهموا في إعادة إعمار بلادهم والاستقرار فيها". لأن أزمة اللجوء تؤثر على الأمن الاجتماعي لبعض الدول.
لغة ناعمة
وما وصفه لبنان بالمبادرة على صعيد ملف اللاجئين، قابلته مبادرة أخرى تتعلق بملف إعادة الاعمار، قائلاً:" في ظل التحديات التي تواجهنا، لا بد من اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية"، داعياً إلى "وضع آليات فعالة وفي مقدمها تأسيس مصرف عربي، لإعادة الإعمار والتنمية، يتولّى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضرّرة على تجاوز محنها، ويسهم في نموها الاقتصادي المستدام." كما دعا "جميع المؤسسات والصناديق التمويلية العربية للاجتماع في بيروت، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لمناقشة و بلورة آليات فعالة تتماشى مع هذه التحديات التي تواجهنا، ومتطلبات إعادة الإعمار".
لم يأت عون على المطالبة في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية بشكل مباشر. لكنّه مرر الرسالة بلغة ناعمة. إذ أبدى تمنّيه أن تكون القمة مناسبة لجمع كل العرب، فلا تكون هناك مقاعد شاغرة، وقد بذلنا كل جهد من أجل إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الشغور، إلا أن العراقيل كانت للأسف أقوى". دعوة عون إلى إنشاء صندوق تعاوني عربي، قابلتها مبادرة من دولة الكويت، التي أعلن ممثلها في القمة عن إنشاء صندوق للاستثمار التكنولوجي بقيمة 200 مليون دولار. تلك المبادرة، لقيت دعماً من دولة قطر، التي أكد وزير ماليتها المساهمة بخمسين مليون دولار، مخصصة لدعم هذا الصندوق.
سجّل لبنان إنجاز قمّة الحدّ الأدنى، أو قمّة "رفع العتب" كما يصفها البعض، لكنه أيضاً نجح في إثارة ملف عودة اللاجئين، وأثبت تأكيده التمسك بملف إعادة الإعمار، ودخول هذا المعترك، بمعزل عن الموقف الدولي. ولا يمكن التقليل من التدخلات التي أفشلت القمّة، أو أظهرتها باهتة، وإن كان هناك بعض النوايا الحسنة. لكن الوضع العربي المشتت والمنقسم على حاله، يعبّر عن الواقع القائم، الذي يفتقد لأي خطط عملية لتطبيق النقاط المطروحة.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها