حققت قوات عشائرية تابعة للمعارضة السورية تقدماً برياً على حساب قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في جبهات شمال وغرب منطقة منبج، وتشهد المنطقة اشتباكات مستمرة وقصفاً متبادلاً حيث يحشد الطرفان مزيداً من التعزيزات العسكرية.
وهاجم مقاتلو العشائر فجر الجمعة، مواقع "قسد" في 5 محاور في المنطقة الواقعة بين منبج وجرابلس والباب، وتمكنوا من السيطرة على مواقع وتلال استراتيجية في المنطقة، أهمها تلة عرب حسن وقرية المحسنلي والتلال المحيطة بها، بالإضافة إلى قرية البو هيج وعدداً آخر من النقاط العسكرية، بينها نقاط عسكرية كانت تتمركز فيها قوات النظام السوري.
وقال محمد العكيدي (قائد ميداني من قوات العشائر) ل"المدن" إن "العمليات العسكرية التي أطلقها مقاتلو العشائر هي مساندة لأبناء العشائر في ريف دير الزور بمواجهة قسد" وأضاف: "الفزعة العشائرية من خلال إشغال الجبهات ضد قسد أقل ما يمكن أن يقدمه أبناء العشائر الأحرار شمال سوريا لإخوانهم في دير الزور في محنتهم".
وأوضح العكيدي أن "القوات العشائرية التي هاجمت قسد انطلاقاً من مناطق سيطرة الفصائل المعارضة تضم متطوعين من مختلف العشائر والقبائل العربية، بينهم مقاتلون عشائريون تابعون للفصائل المعارضة (الجيش الوطني)" وأشار إلى أن " المعارك والاشتباكات ما تزال مستمرة في جبهات شمال وغرب منبج، وتم الانسحاب من بعض المواقع التي تقدمت نحوها قوات العشائر بعدما قصفت الطائرات الحربية الروسية عدداً من المواقع".
وأغارت الطائرات الروسية على قرية المحسنلي ومواقع أخرى تقدمت نحوها قوات العشائر في محيط منطقة منبج، وتسبب القصف الجوي الروسي، والقصف البري ل"قسد" بمقتل 5 مدنيين على الأقل في المحسنلي، وخسر طرفا القتال عدداً من العناصر خلال المعارك والقصف المتبادل.
ودفعت "قسد" بمزيد من التعزيزات العسكرية من الرقة والطبقة (شرق الفرات) نحو الجبهات مع المعارضة في منطقة منبج غربي الفرات، واستنفر مجلس منبج العسكري التابع ل"قسد" كامل مجموعاته ليعزز من خلالها خطوط التماس، ويحاول استعادة المواقع التي خسرها مؤخراً، ويمنع تقدم مقاتلي العشائر.
في المقابل، تتوعد العشائر العربية في مناطق المعارضة بحشد المزيد من المقاتلين وتوسيع عملياتها الهجومية ضد قسد للتخفيف عن أِشقائهم من أبناء العشائر في دير الزور، وبالفعل سمحت الفصائل المعارضة بمرور أرتال عسكرية تابعة للمقاومة الشعبية في إدلب بالمرور من منطقة عفرين وصولاً إلى الجبهات بمحيط منبج للمشاركة في العمليات الهجومية.
ويركز الإعلام الرسمي والرديف لفصائل المعارضة على القول بأن الهجمات التي شهدتها الجبهات مع "قسد" في محيط منطقة منبج هي هجمات نفذتها مجموعات عشائرية بداعي "الفزعة"، ولا علاقة للفصائل بها، ويبدو أن تحاشي الفصائل المشاركة بشكل رسمي في المعركة يأتي تلبية لرغبة تركية لا تريد التصعيد مع روسيا في مناطق تعتبرها الأخيرة تقع ضمن نطاق نفوذها.
وتوقع الباحث في مركز جسور للدراسات، بسام أبو عدنان، أن تبقى هجمات قوات العشائر انطلاقاً من مناطق المعارضة شمال سوريا، هجمات محدودة، ورمزية، وأن تبقى في إطار المناوشات العسكرية التي لن يكون لها تأثير على الخارطة العسكرية في المنطقة.
ويضيف ل"المدن": "القصف الروسي إبان تقدم قوات العشائر على حساب (قسد) في منطقة منبج قصف متوقع، روسيا لا تريد تمدداً للفصائل على حساب (قسد) في مناطق سيطرتها، فالمنطقة تتميز بالانتشار المشترك ل(قسد) وقوات النظام، والأخيرة لديها تواجد فعلي في العريمة وغيرها من المواقع في محيط منطقة منبج".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها