كثّف قادة "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام) لقاءاتهم مع الفعاليات الشعبية في منطقة إدلب، والتي بدأها زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني منذ مطلع شهر رمضان الفائت، بهدف تبييض صفحة الجبهة، بالتزامن مع النجاح الذي يحظى به اتفاق وقف اطلاق النار، الموقع في آذار/مارس 2020، في المنطقة.
وانضم جمال زينية (أبو مالك التلي)، عضو مجلس قيادة "جبهة النصرة" إلى هذه الحملة، والتقى يوم الاثنين بممثلين عن مهجري منطقة القلمون إلى إدلب، حيث نشرت وكالة "إباء" التابعة للجبهة صوراً تظهر التلي وأحد مساعديه في اجتماع مع العشرات من بلدات التل والزبداني ومضايا من الذين اجبروا على الانتقال إلى إدلب بناء على توقيع اتفاقية المدن الأربع بين المعارضة والنظام عام 2016.
ولم تكشف الوكالة عن تفاصيل اللقاء، لكن الكثيرين من المتابعين أكدوا أنه يأتي في إطار تكثيف قيادة جبهة النصرة نشاطها في استغلال الهدوء العسكري من أجل كسب تأييد الحاضنة الشعبية استعداداً لأي تحولات فكرية أو سياسية يمكن أن يعلن عنها التنظيم لاحقاً.
وبينما اعتبر البعض أن عقد أبو مالك التلي لقاءً مفتوحاً مع المهجرين من أبناء منطقته ربما يندرج في إطار التنافس مع الجولاني، بعد الخلاف الذي وقع بينهما قبل أسابيع، أكد آخرون أن نشر "وكالة إباء" صور اجتماع التلي يؤكد أنه عُقد بموافقة ورضى الجولاني.
وكان الأخير قد أجرى سلسلة لقاءات مع العديد من الفعاليات الشعبية والمجتمعية في ريف إدلب خلال الفترة الماضية، شملت ناشطين ووجهاء وشيوخ عشائر، وكان آخرها الاجتماع الذي عقده مع ممثلين عن بعض قرى جبل الزاوية.
مصادر إعلامية نقلت عن الجولاني كشفه في اللقاء الاخير عن هويته بشكل كامل للمرة الأولى، حيث أكد أنه من آل الشرع المنحدرين من "فيق" إحدى قرى منطقة الجولان، وأنه قاتل في العراق منذ عام 2003 حتى عام 2011 تاريخ عودته إلى سوريا قائداً ل"جبهة النصرة".
وحسب هذه المصادر، فإن الجولاني قال إن اسمه الكامل "أحمد حسين الشرع" وهو من مواليد 1981 في دمشق، المدينة التي عمل فيها والده موظفاً في الدولة، وشغل مناصب متقدمة في مؤسسة مجلس الوزراء، كما ألف كتباً وأبحاثاً في مجال النفط.
المعلومات أضافت أن للجولاني 3 أخوة ذكور، و2 إناث، وأنه اختار قسم الاعلام-التعليم المفتوح في جامعة دمشق، كمجال دراسة قبل أن تشتعل الحرب بالعراق عام 2003، فاختار التوجه إلى هناك عام 2004.
وتعقيباً على المعلومات التي تحدثت عن أن أسرة الجولاني كانت مؤيدة للثورة منذ عام 2011، نفى صالح الحموي، القيادي السابق في "جبهة النصرة" وأحد مؤسسيها، صحة هذه المعلومات. وأشار في تعليق على قناته في موقع "تليغرام"، أنه هو من أقنع الجولاني بزيارة والديه في دمشق عام 2012 قبل أن تغادر أسرته وأسرة زوجته الأولى سوريا في وقت لاحق.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها