تعرضت مواقع عسكرية لمليشيات النظام في ريفي درعا والقنيطرة، فجر الاربعاء، لقصف اسرائيلي. وأبرز المواقع المستهدفة هي تل الحارة، في أول استهداف له منذ سيطرة قوات النظام ومليشياته عليه في تموز/يوليو 2018.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" أن "وسائط الدفاع الجوي تصدت حوالي الساعة الثانية فجراً لعدوان إسرائيلي بالصواريخ على تل الحارة في المنطقة الجنوبية وأسقطت عدداً منها"، مشيرة إلى أن "الأضرار اقتصرت على الماديات ولا يوجد أي خسائر بشرية في تل الحارة". وأضافت "سانا" أن "العدو الإسرائيلي بعد عدوانه بعدد من الصواريخ بدأ بحرب إلكترونية حيث تتعرض الرادارات للتشويش".
وبثت الوكالة، مقاطع مصورة تظهر لحظة تصدي المضادات الجوية للغارات الاسرائيلية.
مصادر محلية، أكدت لـ"المدن"، ان الغارات الاسرائيلية استمرت لاكثر من 20 دقيقة. وشاركت أغلب القطعات العسكرية الإسرائيلية في محيط تل الحارة والمنتشرة على طول الحدود، في عملية اطلاق الصواريخ.
وأضافت مصادر "المدن"، أن الغارات طالت موقعاً لقوات النظام أعلى تل الحارة، وهو مشترك بين قوات النظام ومليشيا "حزب الله" اللبنانية. وتل الحارة هو الحد الفاصل بين محافظتي القنيطرة ودرعا، واحد أهم حصون الجبهة الجنوبية السورية كأعلى نقطة في المنطقة ويرصد عمق الجولان.
وكانت تتمركز على قمة التل، قبل الثورة، محطات استطلاع للحرب الإلكترونية، ومقر قيادة للجيش في حال العمليات الحربية، ومرصد مجهز بشبكة من الخنادق والانفاق والدشم والملاجئ، وتقوم بحراسته كتيبة دبابات تتبع "اللواء 61"، كما كان مجهزاً برادارات للاستطلاع الجوي.
مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، أن مقر القيادة الموجود في تل الحارة تسلّم منذ أيام قليلة أجهزة حديثة للتجسس والاستطلاع، إيرانية الصنع.
واستهدف القصف الاسرائيلي أيضاً موقعين في مدينة البعث، أحدهما يتبع للمحافظة. واستهدفت الغارات ايضاً نقطة عسكرية تتبع لقوات النظام في قرية بريقة، ونقطة عسكرية شرقي القنيطرة في قرية تعرف باسم رسم الرواضي.
وأكدت مصادر "المدن"، أن سيارات الإسعاف نقلت مباشرة المصابين من حاجزي بريقة وشرق الرواضي إلى مشفى "ممدوح اباظة" في القنيطرة. ومنعت المخابرات صباحاً المدنيين من الاقتراب من الحاجزين.
مصادر "المدن" قالت إن من بين النقاط التي تم استهدافها "الفوج 89" دفاع جوي، في محيط بلدة جباب. وأطلقت قوات النظام عدداً من الصواريخ من محيط "الفرقة التاسعة" في الصنمين للتصدي للصواريخ الإسرائيلية، لكنها سقطت في محيط تل الحارة، ما خلف انفجارات عنيفة جداً هزت المنطقة الغربية من درعا.
ويأتي الاستهداف الإسرائيلي لمواقع قوات النظام في المنطقة الجنوبية بعد ازدياد التواجد الإيراني في المنطقة والنشاط الملحوظ لتلك المليشيات التي باتت تتمركز على بعد أمتار قليلة من الحدود مع الجولان المحتل.
ويهدف النشاط الإيراني في القنيطرة إلى رصد دوري للشريط الحدودي مع الجولان، وتنفيذ عمليات أمنية تستهدف رافضي التواجد الإيراني في المنطقة، واغتيال وتصفية رموز وقادة فصائل المعارضة السابقين، وكان آخرها الثلاثاء، عندما حالو مجهولون في بلدة ممتنة في ريف القنيطرة الأوسط، اغتيال القيادي الميداني "أبو هزاع" فيما كان يُعرف بـ"جبهة ثوار سوريا".
ومن المرجح أن الذين نفذوا محاولة الاغتيال، هم من الخلايا التابعة لإيران في المنطقة، والتي يزيد عدد عناصرها اليوم على 200 في ريف القنيطرة الأوسط، أغلبهم من أبناء المنطقة من عناصر "المصالحات" الذين انضموا مؤخرا لمليشيا "حزب الله" بعد اتفاق "التسوية" الأخير.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها