رونالدو.. صاروخ ماديرا الأفضل في العالم

منح الاتحاد الدولي لكرة القدم- الفيفا جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم للعام 2016 إلى كريستيانو رونالدو. وبذلك يكون الدون البرتغالي قد أنهى عاماً استثنائياً مليئاً بالنجاحات الفردية والجماعية، تضاف إلى مسيرته الحافلة بالانجازات.

بدأت قصة ابن ماديرا في السادس من آب 2003، مع سبورتينغ لشبونة في مواجهة مانشستر يونايتد. حينها كان الفريق الإنكليزي في قمة أدائه، وقد أنهى جولة انتصارات على سيلتك الاسكتلندي، يوفنتوس الإيطالي، وبرشلونة الإسباني. لكن، ما كان ينتظر الشياطين الحمر بعد سلسلة انتصاراتهم، لم يكن متوقعاً. شابٌ يافعٌ في 18 من عمره ألهب حماسة 55 ألف متفرج في ملعب أليداي وأثار إعجاب خصومه قبل زملائه.

في تلك الليلة أمتع الجناح الأيسر وصاحب الموهبة، كريستيانو رونالدو، بأدائه الموجودين في الملعب ودفع أسطورة اليونايتد رايان غيغز إلى الإشادة بقدرته البدنية الهائلة، والهزء من زميله في الفريق جون أوشي الذي "أصيب بالدوار ووجد صعوبة في التنفس في استراحة ما بين الشوطين"، لأن مهمته كانت في تلك الليلة رقابة رونالدو على أرض الملعب. وقد دفع هذا لاعبي الفريق الإنكليزي إلى الطلب من مدربهم السير أليكس فرغسون توقيع عقد معه. وهذا ما حدث بعد فترة وجيزة.

إنتقال رونالدو إلى أحد أهم دوريات كرة القدم العالمية شكّل نقطة تحوّل في مسيرته. أنضجت إدارة المدرب الاسكتلندي تجربة اللاعب، وأجبرته على التخلي تدريجاً عن استعراضيته في الملعب، ليتحول بعد وقت قصير إلى أحد أكثر لاعبي العالم حسماً وصناعة للفارق.

قاد رونالدو فريقه للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2007- 2008، وأحرز جائزة أفضل لاعب في العالم، ثم أضاف إليها الكرة الذهبية الخاصة بمجلة "فرانس فتبول" في العام نفسه، وذلك للمرة الأولى في تاريخه. هذا التألق جذب اهتمام ريال مدريد الإسباني الذي دفع مبلغ 90 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدماته، في صفقة كانت يومها من الأضخم في تاريخ كرة القدم. واستمرت رحلة نجاح رونالدو في العاصمة الإسبانية حيث دخل تاريخ الفريق الملكي في وقت قصير، وحطم أغلبية الأرقام القياسية المتعلقة بالنادي محلياً وقاريّاً.

يعتبر إحراز اللقب القاريّ الأول للبرتغال في عام 2016، أهم ما حققه في مسيرته. ما جعل توقعات فوزه بجائزة الفيفا هذا العام شبه أكيدة، خصوصاً أنه حقق لقب هداف دوري أبطال أوروبا برصيد 16 هدفاً، وفاز مع ريال مدريد بلقب البطولة للمرة 11 في تاريخه.