الجمعة 2016/08/26

آخر تحديث: 00:40 (بيروت)

"أبطال" الدفاع المدني يقتربون من العدو

الجمعة 2016/08/26
"أبطال" الدفاع المدني يقتربون من العدو
قرب المعتصمين من الحدود إستدعى إستنفار قوات الطوارىء الدولية (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
أنهى متطوعو الدفاع المدني، الجمعة في 26 آب، اعتصامهم قرب الحدود بعد وعود تلقوها لحل قضيتهم. وكانت "المدن" قد إلتقت بهم قبل يوم واحد من ذلك.


على مسافة قريبة من الحدود اللبنانية يجتمع خمسة من متطوعي الدفاع المدني مع عدد من عناصر قوى الأمن الداخلي، في خيمة مكشوفة بمحاذاة خيمة مقفلة تشبه منزلاً كاملاً، لما تحتويه من أسرة وغاز للطبخ وغيرها، فـ"لا ينقصها سوى غسالة"، على حد قول أحد المتطوعين، الذين بدأوا اعتصامهم منذ 12 يوماً. 


ينشغل المعتصمون بشرب القهوة أو الشاي، بينما يحمل واحد منهم منظاراً، ينتقل لاحقاً من يد إلى أخرى، لمراقبة تحركات عناصر الجيش الإسرائيلي. وخلال النهار، ينضم بعض المتطوعين إلى زملائهم في الخيمة، وهم الذين لم يسمح لهم ضيق المساحة بالبقاء مع زملائهم خلال ساعات الليل. ويمكن، كما جرى في الأيام السابقة، أن ينضم إلى المعتصمين بعض أهالي القرى المجاورة والقيمين على البلديات، الذين يساهمون في تقديم بعض المساعدات العينية من مأكل ومشرب للمعتصمين ومساهمات أخرى كغسل ملابسهم.

واذا كان اللجوء إلى الحدود مستغرباً فإنه يبدو الخيار الأخير المتاح، في ما يعتقد المعتصمون أنه انتقال من ضغط محلي في قضيتهم إلى ضغط دولي. هكذا، نصبوا خيمة صغيرة يفترشها واحد منهم ليلاً لصغر مساحتها، لا تبعد سوى أمتار قليلة من الشريط الشائك، غرسوا بجانبها العلم اللبناني الذي لم يسبق أن وضع على مسافة مماثلة من الحدود. داخل الخيمة سلم طويل ومقص زراعي، يبررون وجوده بالمزاح أنه "للإستعمال الزراعي، لا لتسلق السياج الفاصل وقطع الشريط"، رغم أنهم يقولون إن نصب هذه الخيمة ليس سوى البداية، في إشارة إلى نيتهم الإقتراب على نحو يومي من الشريط الفاصل إلى حين تحقيق مطالبهم.

وفي روايتهم، اختاروا هذه النقطة تحديداً لحساسيتها، وبسبب بعدها عن مراكز عمل وتجمع المواطنين لتجنب عرقلة سير حياتهم. فـ"المشكلة الأساسية ليست مع المواطنين، طالما أن هدف الدفاع المدني هو خدمة الناس ومساعدتهم"، وفق مصطفى دمج، أحد المعتصمين.

لكن قرب المعتصمين من الحدود إستدعى إستنفار قوات الطوارىء الدولية، التي أرسلت دورية من الناقورة في محاولة منها لإبعاد الإعتصام عن الحدود. وإستنفر الجيش الإسرائيلي، الذي كثف نشاطه على طول الحدود، وفق دمج. أما من الجانب اللبناني، فتم إستحداث نقطة للجيش على مقربة من خيمة الإعتصام لضمان حفظ الأمن في المحيط، بالإضافة إلى الوجود الدائم لعناصر قوى الأمن الداخلي مع المعتصمين بـ"هدف حفظ النظام والتأكد من سلمية الإعتصام وعدم إعاقة السير"، على ما قال أحد عناصر قوى الأمن.

في المقابل، لا ينفي أحد المعتصمين تهافت الأقطاب السياسية على الإتصال بهم وزيارتهم، بعضهم ليشدّ على أيديهم ويؤكد تضامنه التام معهم، والبعض الآخر لحثهم على فك الإعتصام.

وفي حين إستدعت المديرية العامة للدفاع المدني بعضاً من المتطوعين المعتصمين، حيث تم البحث بتهديد هذا التحرك لأمن المعتصمين والبلد، وتم تخييرهم بين تسليم بطاقاتهم أو فك الإعتصام، فقرروا تسليم بطاقاتهم، فإن المعتصمين يرون أن "من صارع الموت في حرب تموز وحرب نهر البارد ويقابل النار يومياً لا يمكن إختصار مسيرته بورقة"، كما يقول دمج. يضيف أن هذا الإعتصام هو رسالة إلى العميد ريمون خطار، "الذي نثق به، لحث المعنيين بالمضي بإقرار قانون التثبيت ومقاومة الضغوط السياسية التي تسعى إلى تأجيل وإلغاء مشروع هذا القانون".

يشارك خالد البرهان، وهو من عكار، في الإعتصام مع نحو خمسة عشر شخصاً من المتطوعين الذين يتناوبون على الحضور في الخيمة، رافضاً أن تضيع ستة عشر عاماً من عمره أمضاها في خدمة الدفاع المدني. وإنضم ربيع حسين، من كفيفان، إلى خيمة المعتصمين ليقول لأصحاب القرار إنه بعد سبعة عشر عاماً من عمله في الدفاع المدني، هو اليوم أربعيني ينتظر إقرار قانون التثبيت "عالوعد يا كمون".

ورداً على ما جاء في محضر الاجتماع الذي حصل في المديرية العامة في الدفاع المدني، أكد المعتصمون أنهم لم يستعملوا أياً من آليات الدفاع المدني ومعداته في تحركاتهم، مشيرين إلى أن الألقاب التي يتم إطلاقها على بعضهم ليست جديدة ليتم رفضها اليوم. أما عن قانونيتها، فيقول أحد المعتصمين إن "البلد كله ليس قانونياً والقصة لا تقف على الألقاب، خصوصاً أن عناصر الدفاع المدني هم الأكثر إستحقاقاً لألقاب بطولية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها