الإثنين 2016/11/28

آخر تحديث: 00:29 (بيروت)

الطفل عبدالرحمن مات من عضة كلب؟

الإثنين 2016/11/28
الطفل عبدالرحمن مات من عضة كلب؟
تستمر الكلاب المسعورة في مهاجمة مخيم مرج الخوخ (المدن)
increase حجم الخط decrease
بعد نحو عشرين يوماً من تعرض الطفل السوري عبد الرحمن الخضر (13 سنة) لهجوم شرس من كلب مسعور، توفي، ليل 26 تشرين الثاني، بداء الكلب.

ويروي والده فايز الخضر، في حديث إلى "المدن"، أن كلباً شارداً كان قد هاجم ولديه عبدالرحمن ومحمد (10 سنوات) وهما يلعبان خارج المنزل، الواقع في مشتل يبعد أمتاراً قليلة عن مخيم مرج الخوخ في مرجعيون. ما سبب قطع أذن عبدالرحمن وإصبع محمد، بالإضافة إلى جروح بليغة في منطقة العينين. وكان للوالد حصته عند محاولته إبعاد الكلب عن ولديه، فتعرض لعضة في يده وجروح في الوجه.

في حينها، عولج الثلاثة باجراء عمليتين لكل منهم في مستشفى مرجعيون الحكومي، حيث مكثوا ليومين، وفق ما طلب الطبيب، لكن من دون أن يتلقوا اللقاح المضاد لداء السعار (داء الكلب). ومنذ ذلك الحين لم يشعر أي منهم بأي عوارض غير طبيعية، سوى عبدالرحمن الذي تعرض لضيق في النفس منذ يومين وتقيؤ مستمر، نقل على أثره مجدداً إلى مستشفى مرجعيون، حيث أعطي لقاح السعار قبل وفاته بساعات قليلة. ثم طُلب من المصابين التواصل مع مستشفى النبطية لتلقى اللقاح اللازم.

وفي حين يرجح الخضر أن موت ابنه يرجع إلى عدم تلقيه العلاج الكامل واللقاحات اللازمة، لم تتمكن "المدن" من التواصل مع مدير مستشفى مرجعيون الدكتور مؤنس كلاكش لاستيضاح الموقف الطبي. لكن رأياً طبياً يستبعد أن يكون سبب الوفاة هو داء الكلب، إذ إن المهلة الطبيعية للإصابة بداء الكلب تراوح بين أسبوع وأسبوعين. أما مدة 20 يوماً، التي فصلت بين يوم الحادثة والوفاة، فهي مهلة غير مألوفة. ومن الناحية الطبية، لا يمكن تبرير عدم إصابة الأب والأخ الثاني لعبدالرحمن بالكلب، إذا كان هذا هو سبب وفاة الأخير، إلا إذا كان تعرض لعضة كلب مسعور آخر خلال هذه الفترة.

والخضر، الذي كان يعمل وعائلته في مشتل زراعي، خسر وظيفته منذ نحو شهرين بسبب خلافات مع رب العمل. وهو غير قادر حتى اليوم على إيجاد عمل آخر ومأوى بديل، خصوصاً بعد إصابته في يده. ويتحدث الخضر عن الصعوبات المادية التي مرت بها الأسرة، التي رافقت دخولهم إلى المستشفى، حيث طلبت إدارة المستشفى منهم تأمين مليوني ليرة لبنانية كشرط لاستقبالهم قبل أن تتكفل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بمصاريف العلاج. وكان آخر هذه الصعوبات تأمين نحو مليون ونصف المليون ليرة لبنانية كشرط لإستلام جثة الطفل. ما دفع ببعض المؤسسات الإنسانية والأفراد إلى سداد قسم من المبلغ والتوسط لدى إدارة المستشفى لتأجيل دفع القسم المتبقي منه.

ويؤكد الخضر أن الكلاب الشاردة مازالت تهاجم خيم اللاجئين السوريين، وكان آخر الهجمات منذ نحو 5 أيام، إذ تعرضت طفلة لا يتجاوز عمرها 7 سنوات إلى عضة في يدها. وفي هذا السياق، يشير رئيس بلدية إبل السقي سميح البقاعي، في حديث إلى "المدن"، إلى إهمال المؤسسات التى كانت قد وعدت بمتابعة موضوع الكلاب الشاردة في وقت سابق، مع تأكيد متابعته شخصياً المسألة مع الجهات المختصة ابتداءً من صباح الإثنين، في 28 تشرين الثاني.

وفي جولة على الحالات التي تعرضت لحوادث مماثلة في مخيم مرج الخوخ، أكد الأهالي عدم ظهور أي عوارض غريبة على أي منها حتى الساعة. لكن خطر الكلاب الشاردة مازال يهدد سلامة سكان المخيم، بالإضافة إلى الظروف الصعبة وغير الآمنة التي يعيش فيها الأولاد. إذ تعرض أحدهم، الأحد 27 تشرين الثاني، لصدمة كهربائية من أحد الأسلاك المتشابكة، التي تملأ أرض المخيم، ما أدى إلى نقله إلى المستشفى.

وكان الأولاد في مخيم مرج الخوخ، الذين يقدر عددهم بنحو 140، قد انقطعوا عن المدرسة منذ نحو 10 أيام لعدم قدرة أهلهم على تأمين كلفة المواصلات وغياب أي جهة تهتم بهذا الشأن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها