القوات تكتسح سيدة اللويزة

إنعكس التفاهم بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على الشارع المسيحي عموماً. وساهمت الأجواء الإيجابية المرافقة لهذا التحالف في إنتاج انتخابات طلابية في جامعة سيدة اللويزة بعد غياب دام خمس سنوات، وجرى الإتفاق على اعتماد نظام اللائحة المفتوحة مع الصوت التفضيلي.

شهدت الكليات السبع، التي تضم أكثر من 300 طالب، منافسة انتخابية حادّة بين ثلاث لوائح. الأولى مدعومة من القوات، وفازت بـ30 مقعداً من أصل 47؛ وأخرى من طلاب الوطني الحر، الحزب التقدمي الاشتراكي والوطنيين الأحرار وتجمع الطلاب الأرمن، وفازت بـ15 مقعداً؛ وثالثة من طلاب الكتائب، الذين فازوا بمقعد واحد، بالإضافة إلى المستقلين الذين حصدوا مقعداً واحداً.

لم تسجل الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (لادي) أي إشكال بين الطلاب الناخبين في هذا اليوم الانتخابي، الذي ترافق مع جو من الحماسة، وفق بيان الجمعية. رغم ذلك سجلت "لادي" بعض الملاحظات أبرزها "الإزدحام على مداخل الكليات والأقلام، مرافقة المرشحين وماكيناتهم الانتخابية للناخبين إلى أقلام الإقتراع"، بالإضافة إلى تشكيل تجمعات في مختلف الكليات التابعة للجامعة، ورفع الهتافات والشعارات التابعة للوائح التي تخوض الانتخابات. وسجلت بعض الخروق في ما يخص آلية التصويت، كوضع المعازل بطرق عشوائية ما يخرق سرية الإقتراع.

ويقول منسق مكتب طلاب الجامعات في التيار جورج بويري في حديث إلى "المدن"، إن الانتخابات جرت في جو من الهدوء والديمقراطية، بفضل التفاهم بين القوات والتيار، الذي خفف من الاحتقان في الشارع المسيحي، وبالتالي بين الطلاب في الجامعة. ما أدى إلى "الإتفاق على اعتماد قانون النسبية في الانتخابات الطلابية وعودة الحياة السياسية السليمة إلى الجامعة".

ويشير شربل شاهين، منسق مكتب طلاب الجامعات في القوات، إلى أهمية وجود القوات والتيار في لائحتين متنافستين لاختبار شعبية كل منهما، خصوصاً أن غالبية الطلاب من المسيحيين. ما يبرر غياب تمثيل عدد كبير من الأحزاب الأخرى. لكن شاهين يستغرب فك الكتائب التحالف مع القوات، وإنشاء لائحة منفردة وذلك قبل يومين من إعلان الترشيحات، مع العلم أنهما تشاركا التمثيل في الهيئة الطلابية منذ العام 2008.

ويعتبر رئيس مصلحة الطلاب في حزب الكتائب أنطوني لبكي، أن قرار تشكيل اللائحة المنفردة وعدم التحالف مع القوات، يرجع في الدرجة الأولى إلى عدم الإلتزام السياسي في الخيارات الوطنية بين الحزبين، بالإضافة إلى أن النظام النسبي يزيد من فرص الناخبين لتحقيق التمثيل الصحيح من دون الحاجة إلى التحالف مع أي من الأطراف الأخرى ويعطي قيمة لصوت الناخب. ويؤكد لبكي أن الدلالات السياسية لهذه الانتخابات الطلابية محدودة، فهي "ذات طابع أكاديمي".