الإثنين 2016/08/01

آخر تحديث: 20:01 (بيروت)

هونين: 100 % من الذكريات على 10% من الأرض

الإثنين 2016/08/01
هونين: 100 % من الذكريات على 10% من الأرض
الهدف فرز الأراضي الموجودة في القسم المحرر من هونين (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

ألف حكاية مازالت في ذاكرة أهالي هونين. السنوات، وتعاقب الأجيال، وفوقهما الاحتلال الإسرائيلي لم يقللوا من عيشهم فيها. وهم في بعدهم عن أرضهم، أو أرض أجدادهم، يتجمعون دورياً على نحو يبدو نظرياً ليشعروا أن لديهم ضيعة. هكذا، عاد حسن وهبي إلى هونين ليتذوق ثمار شجرة تين كان قد زرعها في طفولته ويتفيأ في ظلها مع عائلته، ويخبر أحفاده عن قرية لم ينجح الإحتلال في إخفاء معالمها من ذاكرته. عن دساكر وطرق زراعية مازال يتذكر تفاصيل تعرّجاتها. وألعاب صبيانية يعيد ذكرُها البسمةَ إلى وجهه، وتعيده حسن ابن الأعوام السبعة.

وفي تقليد سنوي كان قد بدأ قبل 7 سنوات، يزور أبناء هونين والقرى السبع، القسم المحرر من بلدتهم. وهم كانوا يوم الأحد الماضي 900 شخص، اجتمعوا في ذاكرة ضيعتهم، وعلى حدودها، بدعوة من "جمعية هونين الخيرية" و"تجمع شباب من هونين"، كما قال نائب رئيس "شباب من هونين" أسامة شحرور لـ"المدن". وهذه الزيارة الصيفية تهدف، وفقه، إلى تعريف الجيل الجديد إلى أرضهم وتاريخ بلدتهم، تحديداً من يعيش منهم خارج لبنان ولـ"توثيق الروابط الاجتماعية في ما بينهم".

أما الهدف الثاني فهو حث الدولة على فرز الأراضي الموجودة في القسم المحرر من هونين، التي تقدر بنحو 2200 دونم، أي ما يعادل 8 إلى 10 في المئة من مساحة البلدة الكاملة. ما سيسمح لأهالي البلدة بتشييد بيوت، خصوصاً أن هونين أعيد ادراجها على الخريطة العقارية في العام 2000. ويهدف النشاط إلى تسليط الضوء على ضرورة إقامة ملف نفوس جديد لأبنائها، بعدما ألغيت هوية هونين فسجل أبناؤها بحسب محل سكنهم الحالي، تحضيراً لانتخاب مجلس بلدي وإختياري في مرحلة لاحقة.

ويقول شحرور إنه "رغم التحرير ليس لدينا قرية". والسقف الوحيد في القرية هو منزل تم تشييده منذ نحو 35 سنة. ومنه أعلنت "جمعية هونين الخيرية" نيتها تشييد مشروع بنائي صغير، وهو عبارة عن نادٍ يجمع تحت سقفه أبناء البلدة، كخطوة أولى لـ"تشجيع أبناء البلدة على إعمار وتشييد هونين الجديدة".

مشاركة حسين حسون، أحد أبناء البلدة، في هذا النشاط كانت لمطالبة الدولة بتسهيل إعادة إعمار هونين، ولمطالبة المجتمع الدولي والمقاومة بإستكمال تحرير البلدة التي تحوي تاريخ أجداده. يضيف حسون: "قصة هونين، هي قصة واحدة من سبع قصص، مازال القسم الأكبر منها في الأسر". فالإحتلال الصهيوني رفض إعادة هونين إلى لبنان بعدما حولها في العام 1951 إلى مستعمرة "موشاف مرغليون"، وذلك بعد تقسيمها بين لبنان وفلسطين، أي بين مناطق الحكم البريطاني والفرنسي، بموجب إتفاقية "سايكس- بيكو" في العام 1916 وخسارتها نهائياً في العام 1923، بموجب إتفاقية حسن الجوار. فـ"تشتت أهلها في المناطق اللبنانية وغرقوا في أزمة إستعادة الهوية".

هي المرة الخامسة التي يشارك فيها حسن شاعر، أحد أبناء هونين، في الزيارة الصيفية التي يعتبرها "حدثاً لا يفوت" نسبة إلى الجو العائلي الذي يشعر به مع أبناء بلدته في نطاقها التاريخي. لكن هذه هي المرة الأولى التي يقترب شاعر من الشريط الفاصل لمسافة تقل عن 100 متر، محدقاً بقلعة لم تفارق تفاصيلها حكايات جده ومغامرات طفولته الكشفية، وليالي حراسة الضيعة الطوال في العام 1946 الممزوجة بالخوف.

وشاعر يوثق ويتفقد في كل زيارة تفاصيل معالم البلدة، التي مازالت موجودة في القسم المحرر منها. ويراقب إلكترونياً الحملات والوفود السياحية، التي تزور قلعة أجداده المحتلة والجامع والمدرسة المتبقين من هونين القديمة.

جبل عامل
يأسف رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين لعدم قدرة التحاد على لعب دور إيجابي في هذا الملف، بسبب غياب المجلس البلدي في هونين. لكنه يؤكد ضرورة تكوين ملف متكامل للمناطق الحدودية من قبل السلطات المختصة في الدولة اللبنانية، لحفظ حق المواطنين المالكين للأراضي. وبالتالي، إثبات حق الدولة في مواجهة التمدد الإسرائيلي في هذه القرى والعمل على استعادة الأراضي المحتلة. فـ"من حق المواطنين الذين يدفعون كل ما يتوجب عليهم من ضرائب ورسوم، أن تحفظ لهم الدولة حقهم في إستثمار عقاراتهم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها