الخميس 2016/05/05

آخر تحديث: 14:12 (بيروت)

المال السياسي يحرّك انتخابات الفاكهة

الخميس 2016/05/05
المال السياسي يحرّك انتخابات الفاكهة
صغر حجم البلدة لم يمنع وصول "المال السياسي" إليها
increase حجم الخط decrease
توقف عدد المرشحين في بلدة الفاكهة، في محافظ بعلبك- الهرمل، التي تضم نحو 7 آلاف ناخب ينقسمون بين 4500 ناخب مسلم، و2500 ناخب مسيحي، يتوزعون بين الفاكهة الضيعة والجديدة ومشاريع القاع، عند 78 مرشحاً يتنافسون على 18 مقعداً بلدياً. وهو رقم قياسي في تاريخ الفاكهة، التي اعتادت معارك انتخابية، في الدورات السابقة، بين لائحتين، في حين تتنافس في هذه الدورة 5 لوائح.

لكن صغر حجم البلدة لم يمنع وصول "المال السياسي" إليها كما يكشف أحد أبناء الفاكهة، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية الانتخابات. ويقدر عدد الأصوات التي يمكن أن تتأثر بالمال السياسي بـ300 صوت، و"هي لمجنسين حديثاً، بالإضافة إلى أبناء الفاكهة الذين لا يسكنون فيها، أو من اللامبالين بنتيجة الانتخابات ويعتبرون أن الجميع سواسية في الفساد. ويرصد بعض المرشحين مبلغاً يتجاوز 200 مليون ليرة للانتخابات البلدية، وهو رقم هائل بالنسبة إلى معركة انتخابية في بلدة صغيرة".

والحال أن انتخابات الفاكهة تكتسب أهميتها من كونها بلدة النائب في "كتلة الوفاء للمقاومة" الوليد سكرية، وبالتالي هي معركة حول قدرة حزب الله على "خرق" المناطق السنية، بحسب بعض الآراء. ورغم الفارق في الأصوات بين المسلمين والمسيحيين، إلا أن العرف في الفاكهة يقضي بأن يكون المجلس مناصفة بين الطائفتين. وفي السنوات الماضية، كانت الفاكهة تشهد تنافساً تقليدياً بين أكبر عائلتين في الشارع السني، هما سكرية ومحي الدين، اللتين تتحالفان مع العائلات الإسلامية الأخرى، إضافة إلى التحالفات التي تشبكها مع العائلات المسيحية، التي تقودها أكبر عائلتين هما الخوري وعون، اللتين يشهد الشارع المسيحي تنافساً بينهما.

الأجواء في الفاكهة تشير إلى أن محمد ناصر سكرية يعمل على تشكيل لائحة، وهناك لائحة أخرى بقيادة نصري محي الدين، إضافة إلى لائحتين واحدة بقيادة مصطفى سكرية، المدعوم من النائب الوليد سكرية وسرايا المقاومة، ولائحة رابعة يعمل على تشكيلها مهند محي الدين، ابن شقيق الرئيس الحالي نبيل محي الدين، بالإضافة إلى لائحة خامسة تعمل على تشكيلها مجموعة ناشطين مدنيين وشباب. وبحسب آراء بعض الأهالي، الذين يعملون على خط الاتصالات الانتخابية وإنضاج بعض اللوائح، فإنه في الأغلب سيتم تشكيل ثلاث لوائح لخوض الانتخابات، بعد حسم الطرف المسيحي تحالفاته. لكن يبقى تحالف آل عون مع آل سكرية، وآل الخوري مع آل محي الدين، الأكثر ترجيحاً حتى الآن.

وفي الفاكهة تعتبر أصوات مسيحيي البلدة أصواتاً مرجحة، "رغم أن المسيحيين يتوزعون على أكثر من لائحة، إلا أنهم متفقون على بعض الثوابت، ومنها أن دخولهم في أي لائحة يجب أن يكون على أساس المناصفة مع المسلمين، على أن تكون السنوات الثلاث الأولى في رئاسة البلدية للمسيحيين، إضافة إلى تكفل الشريك المسلم بتمويل الحملة الانتخابية، وفي حال حدوث خروقات في اللوائح، يلتزم الأعضاء المسيحيون بعدم معارضة الرئيس المسيحي أو العمل على إسقاطه".


من دون نساء
يغيب العنصر النسائي بشكل واضح عن الترشيحات في الفاكهة، رغم نسبة المتعلمين المرتفعة بين أبنائها، ورغم ارتفاع نسبة الموظفين في الدولة والسلك الأمني. ويقول الناشط المدني عبد الجواد العيط لـ"المدن" إنه "من المخجل بالنسبة للفاكهة، التي لا يكاد يخلو بيت فيها من حامل إجازة جامعية، أن تكون نسبة حملة البكالوريا اللبنانية بين المرشحين 16 في المئة. أما المرشحون الأخرون فهم إما يجيدون القراءة أو شبه أميين".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها