عرسال: 3 مرشحات والشباب يسعون إلى دور

تبدو عرسال منذ الإعلان عن إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، في حساسيتها الأمنية، كأنها مدخل متوقع لتأجيل الانتخابات. لكن مع ذلك، فإن الإستعدادات للانتخابات في عرسال، تجري على نار حامية، والجميع مصمم على إجرائها في موعدها. وكانت الساعات الأخيرة شهدت تطورات مثيرة، من خلال حدثين مهمين. الأول هو إعلان النائب السابق منير الحجيري ترشحه، وهو قريب لرئيس البلدية الحالي علي الحجيري، المرشح بدوره. أما الحدث الثاني فهو إنسحاب الناشط المدني خالد الحجيري من السباق الانتخابي، بعدما كان يعمل على تشكيل لائحة "شبابية"، بسبب "التخاذل والحسابات الضيقة والعصبيات العمياء، وبعدما تبيّن أن هناك تواطؤاً سياسياً على تثبيت الوضع الحالي في عرسال لإبقائها ورقة ضغط ومساومة".

والحال أن الانتخابات في عرسال تأخذ طابعاً عائلياً. فبعض العائلات اجتمعت وسمت مرشحيها، في حين أن عائلات أخرى، بأصواتها الوازنة، لم تنتج مرشحيها بعد (الفليطي، رايد، عز الدين وغيرها). ولم تظهر حتى الآن تحالفات عائلية واضحة، إذ يعمل رئيس البلدية الحالي علي الحجيري على تشكيل لائحة برئاسته، وينافسه رئيس البلدية السابق باسل الحجيري في تشكيل لائحة منافسة، بينما يدعم النائب السابق مسعود الحجيري، وهو عم باسل، اللائحة التي يسعى منير الحجيري إلى تشكيلها.

نساء البلدية
إذا كان التنفاس العائلي معتاداً، في عرسال، فإن اللافت في الترشيحات، هو إقبال الشباب على الترشح إلى المقاعد الاختيارية، مع ارتفاع عددهم من 12 مرشحاً في الانتخابات الماضية إلى 16. وتقدمت ثلاث سيدات، للمرة الأولى في تاريخ عرسال، بطلبات ترشيح في الانتخابات البلدية.

الناشطة المدنية فطوم بحلق (28 سنة) هي واحدة منهن، ترجع سبب ترشحها، في حديث لـ"المدن"، إلى أن "المرأة نصف المجتمع، ولها شرعية تمثيل كل الإناث من مختلف الأعمار، إضافة إلى أن للمرأة لجنة في المجلس البلدي، ومن الضروري أن تكون هي مسؤولة هذه الهيئة كونها أعلم بمشاكلها وأدرى بالحلول التي يمكن وضعها. لذلك قررت خوض هذه التجربة بما يحفظ لي ولسيدات عرسال حرية المشاركة في بناء المجتمع العرسالي". على أن هذا الترشح يبقى، وفقها، "ضمن عادات البلدة وتقاليدها، إذ إن المرأة العرسالية متمسكة بطابع العائلة، وهي تسعى إلى أن تكون عائلتها نموذجاً مثالياً مصغراً عن المجتمع العرسالي".

تحاول بحلق من خلال ترشحها "كسر الصورة النمطية لعرسال"، داعية النساء في عرسال إلى الترشح لـ"تشكيل كوتا نسائية في المجلس المقبل". أما عن نظرتها إلى عرسال ومشاكلها القائمة، وأدوار البلدية المطلوبة، فإن بحلق تلفت إلى أن "بعض المشاكل في عرسال، كقضية اللاجئين، والحصار المفروض على الجرود، أصبحت معقدة إلى حد كبير، ومرتبطة بالحل في سوريا بشكل عام، والكلام عنها ليس مجرد شعارات للمزايدة بين المرشحين. لكن دور البلدية يبقى في تنظيم وجود اللاجئين، لتفادي المشاكل". ومن الأهداف التي ستعمل عليها في حال وصولها إلى المجلس البلدي، "تشجيع النشاطات الاجتماعية، كالاهتمام بالصناعات الحرفية النسائية، والمونة الريفية وتفعيل الجمعيات النسائية في عرسال".

مراكز أمنية
رغم أن العديد من التقارير الأمنية تحذر من حوادث أمنية في عرسال قبل الانتخابات أو خلالها، يصر العراسلة على إجراء الانتخابات في موعدها، وعدم تأجيلها في عرسال فقط، للتأكيد أن عرسال هي منطقة لبنانية، خاضعة للشرعية والقانون في لبنان. وقد اتخذ قرار بتعيين أربعة مراكز انتخابية في منطقة رأس السرج، التي تقع ضمن الدائرة الأمنية للجيش اللبناني، وهي معهد عرسال الفني، مدرسة جواهر الأدب، مدرسة المقاصد وأحد المساجد.

لكن الإجراءات الأمنية التي يمكن أن تفرضها القوى الأمنية، ومن بينها عدم امكانية الوصول إلى المراكز الانتخابية عبر السيارات، وبالتالي على الناخبين أن يجتازوا مسافة تصل إلى الكيلومتر سيراً على الأقدام، قد تؤدي إلى انخفاض نسبة الاقبال على الانتخابات. لكن هذه المشكلة، حسب بعض المعلومات، يتم العمل حالياً على حلها، من خلال تسيير حافلات لنقل الناخبين إلى هذه المراكز.