الجمعة 2016/12/23

آخر تحديث: 01:16 (بيروت)

هل انتهى زمن الرياضي × الحكمة؟

الجمعة 2016/12/23
هل انتهى زمن الرياضي × الحكمة؟
تخلى الناديان عن عدد من نجومهما (Getty)
increase حجم الخط decrease

كما في بداية كل موسم لكرة السلة اللبنانية، تتجه الأنظار نحو الفريقين الأعرق والأكثر جماهيرية: الحكمة والرياضي. لكن مع انطلاق بطولة الدوري هذا العام، يبدو أن قطبي العاصمة يعانيان من مشاكل قد تحول دون تتويج أحدهما باللقب. فهل يشكل هذا الموسم نهايةً لحقبة سيطر فيها الثنائي على كرة السلة اللبنانية؟

تلقى الحكمة نهاية الأسبوع الماضي خسارة مدوية أمام الهومنتمن بنتيجة 129-85، في مباراة تعتبر من الأسوأ في تاريخه. فاحتل المركز ما قبل الأخير في الترتيب. ما يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها. بوادر هذه الأزمة بدأت بالظهور في بطولة الأندية العربية في تونس، حيث لم يفز سوى في لقاء واحد، وودّع البطولة من الدور الأول. واكتملت فصول الأزمة مع رحيل عدد من نجوم النادي على رأسهم القائد رودريغ عقل، إيلي رستم، وهايك غيوقجيان، إضافة إلى عدم قدرة النادي على التجديد للثنائي الأجنبي ديماريوس بولدز وأيكيني إيبكوي.

هجرة النجوم هذه، وعدم تعويضهم بالطريقة المناسبة، أثر سلبياً على الأداء، فظهر الفريق بصورة باهتة، إذ قدم أداءً فنياً هزيلاً في أغلب مبارياته هذا الموسم. وحده الأميركي تيريل ستوغلين حاول صنع الفارق، لكن لم يجد مساندةً كافية من زملائه، لتكون الحصيلة فوزاً واحداً من أصل أربع مباريات.

لكن، رغم هذه البداية المتعثرة، يبدو عضو اللجنة الإدارية في الحكمة باتريك عون واثقاً من أن النادي يسير على السكة الصحيحة. فبالنسبة إليه "الشطارة تكمن في إيجاد حل للأزمة المادية التي نعاني منها قبل التفكير في تحقيق الألقاب. في الرياضة اللبنانية، الاستقرار المادي يرتبط بشكل مباشر بتحقيق الانتصارات. وهمّنا هو تسوية أمورنا المالية لتجنب الغرق أكثر في الديون قبل التفكير بالتتويج".

يضيف: "الإدارة الجديدة بقيادة مارون غالب ورثت ديوناً تتعدى المليون دولار، والرعاة المنتظرون للفريق لم يوفوا بوعودهم بسداد الديون وتغطية تكاليف الموسم"، مؤكداً أن مفاجآت إيجابية ستحصل قريباً ستتحلحل معها الأمور. وإذ يرفض عون التسليم بأن الموسم سيكون سلبياً وفاشلاً، يطلب من جمهور القلعة الخضراء أن يتحلى بالصبر. فـ"منذ العام 2004 لم يحقق الحكمة اللقب، ومع كل إدارة جديدة كانت تتراكم المشاكل المالية. على الجمهور أن يعرف أن التضحية ببعض المباريات أو ربما بموسم كامل في سبيل تسوية وضعنا المادي ستسهم في بناء فريق قوي ومنافس في المستقبل".

خطة الإدارة تلقّاها قسم من الحكماويين بحذر، فيما لاقت صدىً إيجابياً لدى القسم الآخر. "إدارة مارون غالب وباتريك عون تعمل ليلاً ونهاراً، خصوصاً أنها ورثت ديون الإدارات المتعاقبة وتدفع من جيبها الخاص"، يقول نديم صعب عضو رابطة مشجعي النادي الأخضر. يضيف: "نحتاج إلى بعض الوقت لقطف ثمار العمل والمجهود الذي نقوم به". صعب يرى أن الجماهير ستبقى وفية وستدعم النادي وتقف إلى جانبه في هذه الفترة الصعبة. وهو ما يفسّر الإقبال الكثيف على شراء البطاقات،. ففي رأيه "الحكمة هي ملك لجمهورها والمتنفس الوحيد لهم، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان".

على المقلب الآخر، يعيش النادي الرياضي أزمته أيضاً. فريق المنارة فشل في إحراز لقب بطولتي آسيا وحسام الدين الحريري، وخسر مبارتين من مباراياته الـ4 الأولى محلياً. ما دفع مدربه الصربي سلوبودان سوبوتيتش إلى تقديم استقالته. إدارة النادي البيروتي حاولت استدراك المشكلة، فعهدت القيادة الفنية إلى أحمد فرّان، الذي قاد الفريق نهاية الأسبوع الماضي إلى الفوز على فريق بيبلوس، كما فاز في مباراته الثانية، في 22 كانون الأول، على التضامن.

تعيين فرّان لاقى ترحيباً لدى الجمهور. فـ"كوتش أحمد هو ابن النادي الرياضي، ووجوده أعاد الروح ووضعنا على سكة الانتصارات عبر التوظيف المناسب للّاعبين على عكس سلفه. دعمنا له وللفريق ليس له حدود بغض النظر عن النتائج. ففي النهاية هو يقود مجموعة من اللاعبين الذين اختارهم سوبوتيتش"، وفق طلال محمد عضو رابطة مشجعي النادي الأصفر. فوز أبناء المنارة جاء في الوقت المناسب، لكن بالتأكيد لم يصرف النظر عن الأزمة المادية التي يعيشها الفريق.

وهذه الأزمة التي سبّبها تأخر داعم النادي في ضخ الأموال، دفعت الإدارة إلى تخفيض الأجور والتخلي عن عدد من النجوم في مقدمهم فادي الخطيب، علي محمود، والنجم الأميركي ديواريك سبنسر. لكنها حافظت على نجومها الآخرين، كقائد الفريق جان عبدالنور والنجم إسماعيل أحمد، وغيرهما، بهدف البقاء في جوّ المنافسة. هذه القرارت لاقت تفهّماً من الجمهور "الذي يثق بشخص مازن طبارة وتمام الجارودي لمعرفتهما بمصلحة الفريق"، وفق محمد.

هذه الثقة انسحبت إلى المدرب فرّان، الذي يعتبر أن "الإدارة لن تبخل بتلبية أيّ طلب". وهو يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فمهمة الإشراف على بطل لبنان ليست أمراً سهلاً، خصوصاً أنه "يعاني من مشاكل فنيّة ومن فقدان الانسجام والتفاهم بسبب كثرة التعديلات منذ بداية الموسم". ويرى فرّان أن عودة الرياضي إلى السكة الصحيحة تحتاج إلى بعض الوقت، لكنها لن تكتمل من دون دعم الجمهور ومساندته.

طموحات قطبي كرة السلة اللبنانية بالمنافسة هذا الموسم ستصطدم برغبة أندية منافسة تبدو أكثر استقراراً من الناحية المادية والفنية وفي مقدمتها الهومنتمن. ما يجعل مشاهدة نهائي بين الغريمين التقليديين للموسم الثاني على التوالي أمراً شبه مستحيل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها