الجمعة 2014/09/05

آخر تحديث: 14:24 (بيروت)

"بيروت العربية": خوف الطلاب من الفصل يبقي تحركهم افتراضيا

الجمعة 2014/09/05
"بيروت العربية": خوف الطلاب من الفصل يبقي تحركهم افتراضيا
تبرر الجامعة زيادة الأقساط بتحسين المستوى التعليمي والخدمات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease


يتفاعل طلاب "جامعة بيروت العربية"، على مواقع التواصل الاجتماعي، في شأن ارتفاع الأقساط هذا العام. لكن الاعتصام، الذي نفذ الاثنين الماضي في أول يوم دراسي، لم يستقطب مشاركة كافية، اذ لم يتجاوز عدد الطلاب الخمسين طالباً. وهذا ما يمكن إرجاعه، أيضاً، للأجواء المخيمة على الجامعة، وخاصة حضور قوى الأمن وحرس الجامعة، الذين حالوا دون دخول الطلاب إلى الحرم الجامعي.

عدد الطلاب القليل لم يمنعهم من متابعة ما جاؤوا لأجله، حاملين لافتات ومرددين شعارات تعبر عن مطالبهم، مما استدعى حضورعميد شؤون الطلاب الدكتور صبحي أبو شاهين، الذي طلب منهم تشكيل لجنة طالبية تمثلهم. فاختاروا تسعة طلاب، من بينهم، بطريقة عشوائية للاجتماع به. وسعى العميد، في الاجتماع، إلى توضيح أسباب الزيادة، مؤكداً أن "أقساط جامعة بيروت العربية تبقى أقل من الجامعات الخاصة الأخرى من حيث كلفة الساعة الدراسية". وفي نهاية الاجتماع وعد أبو شاهين اللجنة بتقديم تسهيلات مالية، وتعزيزها من خلال مساعدات مالية للطلاب، والسماح بتسديد الرسوم الدراسية على عدة أقساط خلال العام الجامعي. ووعد كذلك بتحديد الحسومات الخاصة بالمسجلين في الجامعة لتبلغ 12,5% لكل طالب، على أن تراعي شروط تقديم طلبات المساعدة المالية ظروف الطالب الاجتماعية، وبزيادة المساهمة في صندوق مساعدات الطلاب وزيادة عدد الطلاب المستفدين منه.

نشر هذا التقرير على "فايسبوك" ليكون متاحاً للجميع. على أن الطلاب وبعد أن اطلعوا على هذه التسهيلات وجدوا أنها غير منطقية ومعظمها موجود أساسا. عدا أنها حق من حقوقهم الطبيعية. وبدا واضحا أن ما يهم الطلاب ليس أسباب الزيادة إنما تخفيض الأقساط. هكذا، اعتصموا مجدداً أمس، أمام المدخل الرئيسي للجامعة، للمطالبة بعدم رفع الأقساط. ويقول الطالب عبد الرحمن، وهو يدرس الهندسة في السنة الرابعة، "من حقنا أن يكون لنا اتحاد طالبي كبقية الجامعات، بحيث ينتخبه الطلاب ويكون جريئاً ويؤدي دور صلة الوصل بين الادارة وبيننا، وينقل مشاكلنا وهمومنا بشكل رسمي من دون خوف، لأن الادارة من الممكن أن تعتمد معنا الآن أسلوب الفصل والتهديد مما يجعلنا نتراجع خوفاً على مستقبلنا".

أما أنعام، الطالبة في علم الاجتماع في السنة الثالثة، فتبرر أسباب عدم حضور عدد كاف من الطلاب للمشاركة في الاعتصام، بالرغم من تفاعلهم الواضح على "فايسبوك"، بـ "الخوف من الفصل بناءاً على الاخلاقيات الموجودة في احد بنود الجامعة وهي أن أي تحريض، تنسيق أو مشاركة في اعتصامات ضد الجامعة تحرم الطالب من متابعة دروسه وتعرضه للفصل بشكل تام". ويعلق أحمد، طالب كلية التجارة في السنة الثالثة، أن "الطلاب أصبحوا يكتبون ويفكرون ويتحركون الكترونياً فحسب. ولا مجال للمطالبة بحقوقنا علناً خوفاً من العقاب والتهديدات التي سنواجهها لاحقاً".

وعن امكانية القيام بتحركات أخرى، تقول انعام "شخصياً لا أريد أن أتوقف عن المتابعة والصمت عما يحدث، ولكن لا يوجد أي تجاوب واقعي إلى الآن من جانب الطلاب، ويد واحدة لا تصفق".

وعدد أبو شاهين لـ"المدن" الأسباب الموجبة لزيادة الرسوم هذا العام. وهي تهدف لاستيفاء متطلبات الجودة والاعتماد التي تعزز فرص العمل للخريجين والاعتراف الدولي بشهاداتهم. وهذه المتطلبات تقوم على "تحديث المختبرات والمكتبات وتعزيز المرافق والخدمات، الرياضة والانترنت وأماكن استراحة الطلاب وغيرها. وتعزيز نسبة أعضاء هيئة التدريس بالنسبة لعدد الطلاب وكذلك زيادة عدد العاملين في الجامعة". هذا عدا "تأثير التضخم على زيادة الكلفة التشغيلية على جميع الأصعدة. كما أن زيادة الرسوم في بعض الكليات مثل كليات العلوم والآداب والعلوم الصحية يعود الى تخفيض عدد الأرصدة المطلوبة لنيل الدرجة وتخفيض مدة الدراسة لتصبح ستة فصول بدلاً من ثمانية، كما كانت في السنوات الماضية، مع الابقاء على الكلفة الاجمالية لنيل الدرجة من دون أي زيادة تذكر".

ولفت أبو شاهين إلى أن هذه المتطلبات "لا تتحقق على حساب الطلاب، بل إنها الطريقة الوحيدة لتحسين أوضاعهم. لان الجامعة لا تمويل لها الا الرسوم التي نتلقاها من الطلاب، والتي تشكل نسبة 95 في المئة من دخلنا. وذلك لتلبية المتطلبات التي ترفع مستوى الجامعة وتؤمن ما يحتاجه الطالب، فالزيادة منهم ولهم". وشدد أبو شاهين على أن "الجامعة لا تبغي الربح أبداً".

ولا تبدو إدارة الجامعة موافقة على اقتراح انتخاب مجلس طالبي يؤمن التواصل بين الطلاب وجامعتهم. إذ يقول أبو شاهين أن "السبب الرئيسي لعدم وجود مجلس تمثيلي للطلاب يرتبط بمنع تحول الجامعة إلى مسرح سياسي، فانتخاباته بالتأكيد ستنقل الجامعة إلى صراع نحن بغنى عنه، كما حدث سابقاً". يضيف: "لدينا بديل من هذا المجلس، وهم طلاب ممثلون في مجالس الأقسام والنشاطات الطلابية والنوادي، وصوتهم مسموع وأبوابنا مفتوحة لهم دائماً".

increase حجم الخط decrease