الإثنين 2014/09/22

آخر تحديث: 14:02 (بيروت)

طلاب "بيروت العربية" يطالبون جامعتهم بحوافز رياضية؟

الإثنين 2014/09/22
increase حجم الخط decrease

شهدت السنوات القليلة الماضية تركيزاً متصاعداً من "جامعة بيروت العربية" على الأنشطة الطلابية الرياضية والفنية والاجتماعية والثقافية وغيرها، حيث تسعى الجامعة من خلالها إلى مساعدة الطلاب على بناء علاقات متعددة وتنمية مهاراتهم ومواهبهم، ليندمجوا بشكل أكبر في حياتهم الجامعية مما ينعكس ايجاباً على تحصيلهم الدراسي.

تحديات كبيرة تبرز أمام الجامعة في سعيها لتأمين استمرارية النشاطات الطلابية وتطورها. فمثلاً ما الذي يجذب الطلاب للمشاركة في هذه النشاطات والاستمرار بها والتفاعل الدائم معها؟ وهل تقدم الجامعة أي تحفيزات لتشجيع الطلاب على التميز في النشاطات والتفوق على الجامعات الأخرى؟ وهل هناك أي تمويل من الجامعة لدعم المواهب المتميزة وتطويرها؟ والحال أن الأجوبة على هذه التساؤلات قد تساهم في تقييم تكيّف الجامعة مع توسع الحياة الأكاديمية، بما يتجاوز التفاعل الصفي والدراسي.

يقول طالب قسم الهندسة وحارس مرمى فريق كرة قدم الصالات ركان إن "الجامعة لا توفر أي شيء للاعب". ويؤكد أن "99 في المئة من الجامعات تقدم منحاً للطلاب تتراوح بين 40 إلى 70 في المئة، لمشاركتهم في النشاطات الرياضية. كما تعمل على تنظيم معسكرات رياضية خارج لبنان لتطوير أداء اللاعبين".

وتجربة ركان تبدو مفارقة قليلاً. ذلك أن مهارته في كرة القدم لفتت نظر مدرب فريق كرة القدم في "الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST"، فطلب منه توقيع عقد مع الجامعة للانضمام إلى فريقها، "مقابل حصولي على عرضٍ مغرٍ يتمثل بمنحة دراسية كاملة في الجامعة. فلم أستطع رفض العرض الذي كان بمثابة حلم، فانسحبت من فريق الجامعة العربية وانضممت الى فريق الـAUST وتسجلت في اختصاص آخر، للاستفادة من المنحة، مع متابعتي لدراستي في العربية". على أن راكان كان يتمنى أن يحصل على الدعم والاهتمام اللازمين من "العربية" كي لا يضطر الى قبول عرض جامعة أخرى.

أما روان طالبة قسم علم الاجتماع، في السنة الرابعة، وأحد أعضاء فريقي السباحة وكرة القدم والناشطة في الصليب الاحمر بالجامعة منذ أكثر من سنة، فتقول "برغم تعدد نشاطاتي ومشاركاتي لم أحصل على حسومات من الجامعة، الا مرة واحدة وكانت لا تتجاوز 10 في المئة وذلك بعد جهد وصعوبة كبيرين ومتابعة دائمة للموضوع".

وهذه حالات متكررة من الشعور بالغبن وتجاهل الإدارة. فمثلا نور، وهي طالبة في السنة الثالثة في كلية الصيدلة ولاعبة في فريق كرة السلة، تقول: "لم أحصل على أي حسم طيلة دراستي. بالإضافة الى ذلك لم تهتم الجامعة بفريق السلة فلم تموله للسفر واللعب في الخارج مع فرق أخرى والمشاركة في البطولات التي تقام سنوياً، على الرغم من اقتراح الفريق المساهمة في تغطية نصف تكاليف الرحلة، إلا أنّ الإدارة لم توافق أيضاً". وهي ترى أن هذا التجاهل يعود إلى أنّ "الجامعة تهتم بإعطاء منح كاملة للمتوفقين علمياً فحسب. ولكن اعتقد بأنه ليس هناك تفوق علمي فحسب، انما تفوق في جميع المجالات. وهذا لا يمنع إعطاء الفرص للجميع".

ولا تختلف حال مصعب، وهو طالب هندسة في السنة الخامسة ولاعب كرة القدم، عن زميله راكان. "رافقني عشق هذه اللعبة منذ طفولتي إلى أن صارت تحتل جزءاً كبيراً من حياتي اليومية. ألعب في عدة فرق، بالاضافة الى فريق الجامعة في الدبية وبيروت، بالرغم من أنها لا توفر لي أي تحفيزات وحسومات كبقية الجامعات. الا أن سبب بقائي محبتي لهذه اللعبة واستفادتي من التدريبات. ولكن يجب على الجامعة دعم الطلاب ومساعدتهم، وان كانت لا تستطيع تغطية هذه التكاليف بسبب عدم وجود اي تمويل لقسم الرياضة، فعليها المحاولة قدر الإمكان لتأمين ميزانية محددة لللاعبين الموهوبين فحسب. لأن الإبقاء على الوضع الراهن يعني خسارة الجامعة للعديد من المواهب التي لا تستطيع الاستمرار في النشاطات بسبب الأوضاع المالية".

وتحتج لميا، وهي طالبة في السنة الثالثة في كلية التجارة ولاعبة في فريق كرة الطائرة، على القواعد التي تضعها الجامعة و"منها عدم السماح للاعبين باستخدام الملعب في أي وقت غير ساعات التدريب، وافتقار المجمع الرياضي إلى أبسط التجهيزات الضرورية للنشاطات مثل الخزائن، وأماكن الاستحمام وغرف تبديل الملابس والتهوئة". هذا عدا إقفال الجامعة لأبوابها عند السادسة مساءاً، وهو وقت مبكر يبعد الجامعة عن حياة طلابها اليومية. وهي تؤكد "على ضرورة تأمين حسم في الأقساط بشكل مباشر لمن يشاركون ويلتزمون بالنشاطات الطلابية من دون أي شروط".

وفي رد الجامعة على ما قاله الطلاب تقول رئيسة قسم النشاطات الرياضية في الجامعة نادين عبلة لـ"المدن" إن "الحسم المادي موجود، أما نسبته فهي تختلف من كلية الى أخرى. ولكن على الطالب أولاً تطبيق ثلاثة شروط قبل التقدم للاستفادة من الحسم. وهي إنهاء 30 وحدة دراسية، الحصول على معدل لا يقل عن 2.5 وأن لا يكون مستفيداً من أي مساعدات أخرى من الجامعة". أما عن عدم مشاركة "العربية" في بطولات خارجية فتقول عبلة إن "سفر الفرق يتطلب أموالاً طائلة، وليس لدينا التمويل الكافي لذلك". تضيف: "الجامعة تعمل تدريجاً على اضافة التحسينات على المجمعات الرياضية، لكن المشكلة في التمويل".

وتتمنى عبلة على الطلاب التعاون مع قسم النشاطات و"أن يكون عندهم حسن مبادرة وعدم التفكير بالحصول على المقابل المادي فحسب، بل التفكير في ما تقدمه وتوفره لهم هذه النشاطات من مهارات اتصالية وعمل جماعي وتنمية لشخصياتهم وثقتهم بأنفسهم".

increase حجم الخط decrease