ويلفت إلى أن ثمة "حالات كثيرة جرى خلالها استصدار جوازات سفر لمعارضين مباشرة من إدارات الهجرة والجوازات التابعة للنظام، عن طريق سماسرة لديهم علاقات مع موظفين في سلك الأمن الداخلي السوري المعروف بالفساد وقبوله للرشى". ومن خلال تقاطع بين المعلومات تبين أن بعض الحالات لإصدار جوازات سفر نظامية كلفت الساعين إليها ما يعادل 1500 دولار.
النظام يضيق على السوريين في الخارج
من جهته قام "النظام"، في سياق تضييقه على السوريين في الخارج، بإصدار تعميم عن "إدارة الهجرة والجوازات" في بداية شهر أيار الماضي، خاص بتجديد جوازات السفر بالنسبة للسوريين والفلسطينيين السوريين المقيمين خارج سورية. وذلك تمهيدا لإصدار قانون جوازات السفر الجديد الذي تحدث عنه وزير الداخلية في وقت سابق.
وقد جاء في التعميم أنه "استناداً للكتاب رقم 2184/أ تاريخ 3/ 5/ 2014 واعتباراً من تاريخه يجب العمل على تجديد جوازات سفر المواطنين السوريين ومن في حكمهم المقيمين خارج القطر لمدة ستة أشهر غير قابلة للتجديد". وأكد التعميم أنه بالنسبة "للراغبين بالحصول على جوازات سفر وفي حقهم إجراءات (توقيف أو منع مغادرة) لصالح احدى الجهات الأمنية القضائية فلا يتم تجديد جوازات سفرهم، إلا بعد عودتهم إلى القطر وتسوية أوضاعهم أصولا". وبناءاً على هذا التعميم فان الكثيرين من السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا سوريا لأسباب عدة، سيحرمون من الحصول على جوازات سفر سورية مما يعرضهم لخطر الترحيل أو السجن في البلدان التي هاجروا إليها هرباً من جحيم الحرب في سوريا.
وعلى غرار الكثير من المسائل التي تمرر في ظل الفساد في الإدارة السورية، يبقى أن من يملك المال هو من يستطيع الحصول على جواز سفر أو ينجز معاملاته الحكومية. أما الغالبية العظمى من المواطنين السوريين فستظل تعاني من عدم إمكانية الحصول على جواز سفر سواء كان مزورا أو "نظاميا"، ليكون مصيرها الركوب في قوارب الموت.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث