الإثنين 2014/12/15

آخر تحديث: 14:52 (بيروت)

طلاب "العربية".. "ألوان" ولغات ولهجات

الإثنين 2014/12/15
طلاب "العربية".. "ألوان" ولغات ولهجات
الحضور المصري لا يزال وازناً في الجامعة (فايسبوك: Beirut Arab University)
increase حجم الخط decrease
تستقطب "جامعة بيروت العربية" طلاباً من مختلف الجنسيات والثقافات، وتنمو بشكل ملحوظ، في السنوات الأخيرة، معدلات انتسابهم رغم تدهور الوضع الأمني في لبنان. وهذا ما يترك أثراً على سلوكيات الطلاب وثقافاتهم نتيجة التنوع الذي يحيط بهم. وإذا كانت أسباب هذا الانتساب متعددة، فإنها جميعها تطرح على المجتمع المُضيف، والمحيط بالجامعة تحديداً، إشكاليات مُعاملة هؤلاء، وتكييفهم مع تعقيدات المجتمع نفسه.



"مرونة" أكاديمية
الحال أن متطلبات التسجيل في جامعات الأردن، مثلاً، صعبة ومعقدة، "حيث يُشترط الحصول في الثانوية العامة على معدل يتجاوز السبعين في المئة حتى نقبل في كلية الحقوق وهذا ما يدفع العديد من الطلاب الى الدراسة خارج الأردن في المجالات التي يريدونها"، وفق عبد الرحمن وهو طالب سنة رابعة في كلية حقوق. أما سبب اختياره لـ"العربية"، فـ"لأنها جامعة عريقة، خاصة كلية الحقوق، وهي تهتم بالانشطة المختصة بالجانب القانوني، وتتوفر فيها مكتبة قانونية خاصة، بالاضافة الى مركز حقوق الانسان". لكن عبد الرحمن يواجه صعوبات تتعلق بـ"الغلاء المعيشي والعنصرية الموجودة خارج الجامعة. اذ أُسأل دائماً عن جنسيتي وديني، وهذا ما لست معتاداً عليه".

اما حسن، وهو كويتي الجنسية، ويدرس في كلية طب الاسنان فيشير الى أن سبب اختياره "العربية" كان بناءاً على "نصيحة وتجربة أحد أقربائي، فسمعتها جيدة في هذا المجال. على أن السبب الرئيسي يعود الى عدم توفر هذا المجال في الكويت الا في جامعة حكومية وليس من السهل دخولها". على أنه في لبنان واجه صعوبة في اللغة الانكليزية المعتمدة في هذا الاختصاص، "فخضعت أولاً إلى سنة تأهيلية كاملة حتى تمكنت جيداً من الانكليزية".


صعوبات لغوية.. و"تمييز"

يبدو ان مرتضى، وهو ايراني الجنسية، يعاني عكس ما يعانيه حسن، اذ أنه لا يتقن اللغة العربية، مما يجعل تواصله مع زملائه مسألة صعبة، بالاضافة الى تعرضه لـ"التمييز" في بعض الأحيان. وهذا أيضاً ما يشكو منه محمود، وهو طالب سنة رابعة في قسم علم الاجتماع، وهو عراقي-كردي، اذ يقول "أجد صعوبة كبيرة في فهم اللهجتين اللبنانية والمصرية المعتمدتين من قبل الأساتذة في الشرح، بدلاً من استعمالهم الفصحى". وهو يؤكد ان اختياره "العربية" يرجع الى الحالة غير المستقرة في العراق.

لا تختلف مشكلة عباس (سوداني الجنسية) كثيراً عن زميليه، وهو طالب في كلية التجارة. اذ يشكو من "تمييز عنصري" متكرر. "اتعرض في الجامعة وخارجها الى الكثير من الهمسات والسخرية والاهانة، فقط لأن لون بشرتي يدل على انني من بلد افريقي، وهذا يرتبط في عقول بعض الطلاب بالفقر أو بعامل النظافة، لكنني أعيش هنا لأن أمي لبنانية وتعيش هنا". على أنه لاحظ أن "الفرق في العادات والثقافة بين البلدين شاسع، اذ يُمنع "عندنا ارتداء السروال القصير أو اللباس الصيفي وهناك احترام كبير للوالدين".

كما أن الحضور المصري لا يزال وازناً في الجامعة، لجهة الأساتذة كما الطلاب. اذ أن والدة محمد، وهو طالب في كلية الهندسة، تُدرّس في كلية التجارة. وهو انجذب إلى "جو المجتمع اللبناني الذي يحب الحياة"، على ما يقول. لكنه عانى من "فهم اللهجة اللبنانية، لكني حالياً اتقنها جيداً واستخدمها كثيراً في كلامي".


"الأجانب" يحبون العربية
عبر برنامج لتبادل الطلاب بين الجامعات لمدة فصل دراسي واحد، تشترك فيه "العربية" مع احدى الجامعات الالمانية، جاءت جوزفين، وهي المانية، لتعلم اللغة العربية. ويبدو حماسها واضحاً لتعلمها كتابة وقراءة، اذ تقول: "أحببت اللغة كثيراً، لكني أجدها صعبة". وتضيف: "لقد أحببت بيروت كثيراً، وكذلك الطلاب، فهم لطفاء ويساعدونني كثيراً، وأحببت المدرسين أيضاً. وشاركت جوزفين، أيضاً، بالأنشطة الجامعية مثل السباحة والدبكة لكي أتعرف أكثر على ثقافة المجتمع اللبناني".

ويبرز أيضاً الحضور السوري والعراقي، على ما يلفت لـ"المدن" أيمن علي حسن منسق "مركز حقوق الانسان" في "العربية". ويشير إلى "وجود نسبة كبيرة من العراقيين الأكراد الذين يعانون من ضعف شديد في اللغة العربية، فيواجهون مشكلة في التعامل مع أساتذتهم خصوصا في مرحلتي الماستر والدكتوراه". ويضيف: "كمركز نعمل على تتظيم دورة صيفية اقليمية كل عام تجمع طلاباً من تسعة بلدان عربية (لبنان، سوريا، فلسطين، الاردن، العراق، مصر، المغرب، الجزائر وتونس) لتأمين التواصل والتعايش بينهم في مجال اللغة واللهجات والآراء والمشاركة، ولمنع قيام خلافات بينهم على أساس ثقافي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها