الإثنين 2014/11/24

آخر تحديث: 14:54 (بيروت)

خط بعلبك - بيروت.. تنافس السائقين "غير شرعي"

الإثنين 2014/11/24
خط بعلبك - بيروت.. تنافس السائقين "غير شرعي"
"في لبنان 20000 فان تحمل لوحات مزورة" (مازن مجوز)
increase حجم الخط decrease
شتورا، زحلة، بعلبك- اللبوة، العين، الهرمل.. "ماشي دغري".


عبارات مسموعة تُحول -ومنذ أكثر من عشر سنوات- الركاب الموزعين على الطرق بين بيروت وشتورة، والمتوجهين إلى البقاع الاوسط أو الشمالي، إلى "عصافير" يصطادهم سائقو الـ"ميني باص" المعروف بـ"الفان"، ومساعدوهم الذين باتوا يتفنون في جذبهم إلى "فان" معين ليكسبوا قوت يومهم من سائقه.

محطات "الإصطياد" كثيرة. وهي تبدأ من موقف الكولا وصولا إلى السفارة الكويتية مرورا بموقف "المشرفية" وليس إنتهاءاً بموقفي تقاطع كنيسة مار مخايل ومستديرة الصياد، لتنطلق بعدها في رحلة تفصلك عن مدينة بعلبك مدة ساعتين، وعن بلدات وقرى البقاع الشمالي ساعتين ونصف، وعن مدينة الهرمل وقراها ثلاث ساعات، وبأسعار خاصة بكل منطقة.


ليرتان إلى بيروت
فارق شاسع بين حاضر هذا الخط وماضيه، وتحديداً قبل إندلاع الحرب الأهلية في العام 1975. يتذكر أيمن مرتضى، أحد مخاتير مدينة بعلبك: "كنا نقصد الموقف وسط سوق المدينة. وكانت قوانين تنظيم مهنة النقل العمومي، التي وضعت منذ العام 1957، تعنى أيضاً بمظهر السائق اذ كانوا يعتبرونه واجهة للبلد. فسيارات النقل العمومي كانت تقف في السوق بإنتظام منتظرة دورها، مع مراعاة الوضع الصحي أو الحالات الخاصة للركاب حيث يقصدهم السائق إلى منازلهم ليقلهم بسيارات أميركية الصنع كالشيفروليه، الكاديلاك، البلايموس والديسوتو. فيما كانت المرسيدس مخصصة لزحلة وضواحيها فحسب".

وكانت أجرة الوصول إلى زحلة، في حينها، لا تتجاوز ليرة واحدة. أما إلى بيروت، وتحديدا إلى مواقف ساحة البرج، فكانت تبلغ ليرتين. وكانت بعض هذه السيارات، وفق مرتضى، تصل إلى مناطق داخل العاصمة وإلى المناطق اللبنانية كلها. وكما سيارات "السرفيس" كان هناك موقف مخصص لـ"بوسطة" تعمل على خط زحلة وبيروت "ومن أشهر سائقيها كان جميل الموسوي، ومحمد طبيخ وشقيقه حسين، ورجل من آل مظلوم وغيرهم".

ويؤكد مرتضى بأنه كان لكل موقف إدارة تعنى بشؤونه. "وكان يمنع على السائق التوقف على الطريق كي يقل ركاباً اضافيين، أو أن يبيع الراكب إلى سيارة أجرة أخرى كما تفعل الفانات اليوم، أو يوصله إلى شتورة مثلاً ويقول له إنه لن يكمل الطريق". وكان لكل منطقة موقفها وسائقوها. لكن بعلبك "كانت مركزا رئيسياً لكل سيارات الأجرة. والنقابة كانت حازمة في معالجة المخالفات، ونادرا ما كنت أرى مشكلة حول الركاب".

فوضى "النمر"
لكن التنظيم في المرحلة السابقة لا ينسحب بالضرورة على المرحلة الحالية. اذ يوضح محمد فوعاني، وهو رئيس نقابة سائقي الفانات والسيارات العمومية في بعلبك- الهرمل، أن "نحو 200 فان شرعي تعمل على خط رقم 18، المخصص للمنطقة الشمالية من بعلبك وصولا إلى الهرمل، تقابلها نحو 200 فان غير شرعي تعمل على الخط نفسه. فيما يوجد على خط بعلبك – بيروت 250 فانا شرعيا يقابلها العدد نفسه من الفانات غير الشرعية. وهذه من أبرز المشاكل التي تواجهنا".

ويضيف: "لا نكف عن المطالبة بتنفيذ القانون الموجود أصلا، لكن الحكومات السابقة، للأسف، هي من أوجدت هذه الفوضى، إذ لا نجد آذاناً صاغية لمشاكلنا".

لكن فوعاني، في تأكيده عدم اهتمام السلطات الرسمية بهذه المشكلة، يتساءل: "لماذا لا تزال الدولة تسمح بإستيراد الفانات فيما عدد اللوحات العمومية المخصصة لها 4700 نمرة، يقابلها 20000 فان تحمل لوحات مزورة؟". بمعنى أن كل 3 أو 4 فانات تستعمل اليوم لوحة شرعية، "عدا الفانات التي لا تحمل لوحات أو تستخدم لوحات أنقاض. ويقع يومياً ضحايا، بين قتلى وجرحى، جراء حوادث سير، حيث غالباً لا تأمين ولا رخصة قيادة مع سائق فان يقل 14 راكباً. وهذا ما تُحمَّل مسؤوليته الحكومة مجتمعة وخصوصا وزيري النقل والداخلية". وهذا ما دفع بالسائقين المنتسبين إلى النقابة إلى "المطالبة بالمحافظة على حقوقهم، بعد أن باشروا بدفع ضريبة على بلاكات رسمية من قبل وزارتي الداخلية والنقل".


مشاريع مستقبلية
أما رئيس محطة النقل المشترك في البقاع نزار حسن فيشير إلى أن "حافلاتنا باتت تصل إلى الشرق والغرب والشمال والجنوب في البقاع بعد إطلاق وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر، ثلاثة خطوط للنقل المشترك في البقاع من خلال تسيير 4 حافلات في 28 من حزيران الماضي".


وعن خطة إقامة خط بيروت – شتورة، التي أعلن عنها سابقاً، قال حسن "من أجل تنفيذها نحن بحاجة أولا إلى عدد إضافي من الموظفين البالغ عددهم راهنا 24 موظفاً. وثانيا إلى تأهيل الأوتوبيسات، وثالثا إلى آليات إضافية. فهذه الطريق تتطلب نوعية جيدة ومختلفة من الأوتوبيسات كي تتحمل ضغط الطريق صعودا ونزولا".


فيما يكشف فوعاني أنهم، وخلال أيام قليلة، سيطلقون "فاناً يحمل الرقم 11 ليغطي بلدات الحدث طاريا القليلة - شمسطار – بدنايل- ابلح – بيروت"، يقول حسن أنهم قريباً سيعلنون "عن إفتتاح خط جديد وهو خط النبي شيت -رياق -زحلة – شتورة. حيث سندخل مسافة كيلومتر واحد داخل بلدة النبي شيت، بعد الإقبال الكبير الذي لاحظناه على هذا الخط".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها