السبت 2014/11/22

آخر تحديث: 15:26 (بيروت)

التصوير يدخل مدارس الجنوب

السبت 2014/11/22
التصوير يدخل مدارس الجنوب
يزيد الاهتمام بتعلم التصوير نظرا لمجالات العمل التي يتيحها (مازن مجوز)
increase حجم الخط decrease
 

التجاوب مع صفوف تعليم فن التصوير، المستحدثة في بعض مدارس جنوب لبنان، يثبت حاجة الناس إلى صفوف تعليمية حرفية كهذه. وبدا لافتاً، أيضاً، اعلان عدة مدارس ومعاهد، في الوقت نفسه، عن فتح صفوف لتعليم هذا الفن مع بعض المواد التي تلائمه على الكمبيوتر.

"أحب التصوير منذ صغري، ولكني كنت أجهل كيف تعمل الكاميرا حتى، وبعد أسابيع عدة على التحاقي بصف فن التصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو في معهد المنار في النبطية، أصبحت أعرف كيفية اختيار العدسات، الواسعة والمتحركة والثابتة، وبدأت أفكر بشراء كاميرا احترافية"، يقول أحمد دعسيس (19 عاماً). ويضيف: "صرت الآن أجيد تصوير المشاهد الطبيعية، وأنا واثق من أنني في الأشهر القليلة المقبلة سأحقق طموحي بإفتتاح محل تصوير". 

أما ديالا نعيم (16 عاماً)، وهي طالبة في الصف نفسه، فأرادت أن  تتعلم التصوير في المعهد كي تنتقل من الهواية إلى الإحتراف، وكانت قد شاركت في إحدى الدورات التدريبية السريعة ولكنها لم تستفد كفاية. تقول نعيم: "علمت بأن صفاً لفن التصوير إستحدث في أحد معاهد النبطية فسارعت إلى تسجيل اسمي؛ واليوم إكتسبت المزيد من المعلومات التي تخولني إستخدام الكاميرا بشكل تقني بعدما تعلمت، مثلا، مثلث التعريض الذي يجمع بين حساسية الكاميرا وفتحة العدسة وسرعة الشطر، وهذه أسس تصويرية، تبين أن معظم الطلاب يجهلونها".


يشير مدير "معهد المنار"، الذي تأسس في العام 2013، محمد حبيب عطوي إلى أنّ "طالب التصوير، يدرس البرامج المعلوماتية المتعلقة بالتصوير، ومواداً متصلة بالإضاءة والمونتاج"، كما "يدرس مواداً تخص شخصية المصور أيضاً، اذ يتعرض المصورون اليوم لمضايقات نتيجة الظروف الأمنية، ما يحتم اطلاعهم على طبيعة هذه المشاكل وكيفية التعامل معها". وعن دوافع استحداث صف توصير في المعهد، يقول عطوي إن "السبب الأساسي هو رغبة الكثيرين بتعلم هذا الإختصاص وإتقانه كمهنة. فهذا الاختصاص يتيح مجالات عمل كثيرة. اذ أن الدعاية والتسويق الإعلاني والتجاري ومن ضمنها اللوحات الإعلانية تأخذ ومنذ خمس سنوات حيزاً كبيراً في سوق العمل".
ويقدم المعهد، في منهاج التصوير، 18 حصة اسبوعياً، وكل أسبوعين هناك نشاط عملي خارج المعهد. "نشهد إندفاعا إلى التسجيل منذ اليوم الأول، واليوم أصبح لديناً 38 طالبا، وهذا العدد ليس بقليل. جزء منهم يحمل إجازات، والآخر لديه استديو تصوير لكنه يعتبر أنه لا يزال بحاجة إلى خبرات اضافية"، يقول عطوي.

بدوره يؤكد محمد كفل، مدير "مدرسة الليسيه حانويه"، والتي اعتمدت أيضا تعليم فن التصوير لكن بشقه الفوتوغرافي فحسب، أن "الهدف الأساسي للمشروع هو تخريج طلاب رائدين في مجتمعهم، يتعاطون مع الحياة العملية بطريقة إيجابية، ويمتلكون لمسة فنية رفيعة في التصوير الفوتوغرافي".

في مدرسة حانويه نحو 250 طالباً. وقد خصصت هذا العام ولأول مرة حصة أسبوعية واحدة لكل صف في فن التصوير الفوتوغرافي وصياغة الخبر، "ونقوم بتقديمها بالتعاون مع مجموعة من محترفي التصوير والمحررين، وعدد من ناشطي المجتمع المدني". يضيف: "نطمح إلى أن نصبح نموذجا تحتذي به مدارس أخرى، ونتمنى أن تدعم وزارة التربية مثل هذه المبادرات".

ويرى المصور كامل جابر الذي يدرِس مادة التصوير الفوتوغرافي في المعهد والمدرسة المذكورين أن "انتشار الصورة عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، زاد من اهتمام الناس بها، ولا سيما الشباب، الذين راح بعضهم يقلد اللقطات التصويرية الاحترافية من حيث حركتها أو موقعها، وقد أصيب بالخيبة لأن عملية التقليد لم تأت على مستوى الأصل؛ من هنا بدأ الاهتمام بالبحث عن طرق تصوير تتمتع بمواصفات الحدث والرؤية والإغواء، وهذا لن يكون من دون خبرة".

ولا يبدي جابر إستغرابه لوجود 38 طالباً من الجنسين، يرغبون في تعلم مادة التصوير الفوتوغرافي على أصولها في الصف الأول في المعهد. "وإدخال هذه المادة، في المعاهد والمدارس، كمادة رديفة، مهم لجعل التلامذة يقفون عند أهمية الصورة في تسجيل الحدث والنشاط، ولإغناء الذاكرة الجماعية أو الحميمة بلقطات مليئة بالتفاصيل والمعاني"، وفقه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها