الجمعة 2014/10/17

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

هندسة البترول في "العربية": محاكاة سوق العمل

الجمعة 2014/10/17
هندسة البترول في "العربية": محاكاة سوق العمل
ستُتيح شركات في دول الخليج العربي مجالات عمل عدّة أمام طلاب هندسة البترول في "العربية" (أرشيف: علي علوش)
increase حجم الخط decrease

تحاول الجامعات التأقلم مع حاجات سوق العمل المستجدة. وهي، في سبيل ذلك، تسعى إلى إتاحة اختصاصات جديدة تواكب التقدم الأكاديمي وتنوع ميول الطلاب. ذلك أن اختصاصات سائدة ما عادت دراستها تساعد الطالب، بعد تخرجه، على ايجاد فرص عمل مناسبة. وهذا ما يحصل، مؤخراً، في "جامعة بيروت العربية"، وخاصة في ظل وجود "فائض من الطلاب المتخرجين في مجالات محددة أصبحت موجودة بكثافة. وهذا ما يعطي مؤشراً على أن سوق العمل تحتاج الى مجالات جديدة تحفز الطاقات الشابة التي تميل اليوم الى مهن تحاكي العصر والتطورات والتكنولوجيا الفكرية"، وفق سيرين حريري، مسؤولة مكتب التسجيل في كلية الهندسة.

وبعد أن كثر الجدل، في العام الماضي، حول اكتشاف نفط في المياه الإقليمية قبالة الساحل الشمالي للبنان وفي حوض البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب احتياطي من الغاز في المناطق المحيطة بشواطئ قبرص، سوريا ولبنان، استحدثت "العربية"، في العام الدراسي 2013-2014، اختصاصاً يكفل لطلابها دخول سوق العمل اللبنانية والخليجية من باب الهندسة البترولية. وهذا ما يشرحه عميد كلية الهندسة الدكتور عادل أحمد الكردي لـ"المدن". والحال أن الدراسات الجيولوجية كانت قد بدأت في العام 2002 من قبل شركات بريطانية، حيث عملت على مسح مساحة 1500 كيلومتر مربع من الساحل اللبناني. وبعدها بـأربع سنوات "سعت شركات أخرى إلى استكمال المسح في مساحة تصل إلى 3000 كيلومتر مربع، فأكدت وجود كميات من الهايدرو كاربون تثبت وجود بترول وغاز في هذه المنطقة"، وفقه.

لكن "العربية"، التي سبقت الجامعات الأخرى في ادراج هذا الاختصاص، وفق الكردي، كانت قد عملت قبل ذلك على التواصل مع الشركات اللبنانية المعنية في هذا المجال. "وقد أكدوا لنا أنهم سيعطون الأولوية في التوظيف وفرص العمل لمهندسي البترول الذين سيتخرجون من الجامعات اللبنانية. لذا نتوقع أننا سنوفر العديد من فرص العمل لأول دفعة ستتخرج في هذا الاختصاص العام 2018".

على أن موقف الطلاب من الاختصصات الجديدة ليس مريحاً دائماً. وهذا ما يرتبط بـ"الخوف من المناهج الجديدة وغياب الخبرة السابقة أو التجارب"، على ما يقول محمد، طالب السنة الأولى في هندسة البترول. لكن هذا القلق لا ينفي تفاؤلاً محلوظاً، عنده، بـ"مستقبل هذا الاختصاص وما سيوفره لي من فرص عمل". وهذا ما يوافقه فيه عمر، وهو طالب في السنة الثانية من الاختصاص نفسه. "هناك اختصاصات ذات مستقبل واعد من ناحية التوظيف في لبنان، بحيث يمكن أن يخفف اختيارها من عبء البطالة التي تدفع الشباب الى الهجرة. ومن هذه المجالات مجال النفط والطاقة".

ولا يبدو الهم المعيشي، والاستقرار المستقبلي، بعيدين من تفسير الطلاب لاختيارهم لهذا الاختصاص. وهذا ما يفهم من نصحية أحمد، وهو طالب في السنة الثانية، الشباب الآخرين بدراسته. فهو "اختصاص رائع ويوفر أموالاً طائلة لمن يرغب في تكوين عائلة والعيش في استقرار". في تعزيز هذه الفكرة تضيف زميلته لمى أنه "اختصاص جميل ومجالاته واسعة ولا سيما في الدول الخليجية".

وانجذاب رامي، طالب السنة الثانية، إلى هذا الاختصاص يرافقه نفور من "اختصاصات صارت تقليدية ومتداولة في مجال الهندسة تحديداً". وهو مرتاح لخياره طالما أن "التطورات والتغيرات في عالمنا الراهن تعتمد على الطاقة والنفط كموارد أساسية لأي مشروع".

وتتوزع مدة دراسة هذا الاختصاص، من ضمن كلية الهندسة، على خمس سنوات "على أمل ان تتوفر فرص عمل لهؤلاء الطلاب في الشركات التي ستتوجه الى لبنان خلال السنتين المقبلتين، وعبرها سيتدرب طلابنا أيضاً. أو من خلال حاجات الأسواق الخارجية، ولا سيما أننا درسنا حاجة سوق العمل في دول الخليج، والتي ستُتيح شركاتها مجالات عمل عدّة لطلابنا أيضاً"، كما يشير كردي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها