الإثنين 2016/08/22

آخر تحديث: 16:44 (بيروت)

"حماة الديار" تترنح في طرابلس: من يرمي القنابل؟

الإثنين 2016/08/22
"حماة الديار" تترنح في طرابلس: من يرمي القنابل؟
increase حجم الخط decrease

منذ نحو أسبوع يسجل يومياً إلقاء قنابل يدوية في طرابلس، خصوصاً في مجرى نهر أبو علي. وكان آخرها في شارع المئتين، الأحد 21 آب، في مشهد يعد خرقاً للخطة الأمنية التي بدأ تطبيقها في العام 2014 وأعادت الأمن والاستقرار إلى شوارع المدينة، بعد خمس سنوات من الاشتباكات والفوضى الأمنية.

عودة مسلسل القنابل في هذا التوقيت المتشنج سياسياً والمترافق مع خروج قادة المحاور من السجن، يدفع إلى طرح عدد من الأسئلة حول خلفياتها وأهدافها، وعما إذا كانت تؤشر إلى عودة الإخلال بالأمن وانتشار الفوضى، خصوصاً أن شائعات تدعي أن الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة ستعود وستكون أقوى مما كانت عليه سابقاً. فمن الذي يسعى إلى ذلك وما هي أهدافه؟

يؤكد مصدر أمني لـ"المدن" أن "الوضع الأمني في طرابلس مضبوط والمدينة تعيش مرحلة استقرار ممتازة، فلا عودة إلى ما قبل تنفيذ الخطة الأمنية اطلاقاً". وكانت مخابرات الجيش قد قبضت على المدعو م.ش. المتهم برمي القنابل في مجرى النهر وأحالته إلى القضاء المختص لاجراء التحقيقات معه.

ترافقت هذه الأجواء مع تزايد الحديث في طرابلس عن حركة "حماة الديار"، "المشبوهة" بالنسبة إلى رافضيها من مشايخ وسياسيين ومواطنين. فلا أحد يعلم ما هو دور هذه الحركة ولماذا تفتتح مكاتب لها في طرابلس والميناء. وكيف لها أن تتلقى الدعم والتدريب من الجيش اللبناني كما أعلن ذلك صراحة رئيسها في حديث سابق إلى "المدن"؟

وكانت الحركة قد شهدت في اليومين الماضيين انشقاقات عنها في مناطق باب الرمل والميناء والمنية بسبب "خروج قيادة الحركة عن الأهداف التي أسست من أجلها"، كما قالت بيانات المنشقين. وعلمت "المدن" أن اتصالات جرت بين مسؤولين في الحركة في الشمال وبين رئيسها رالف الشمالي قيّمت فيها ما اعتبرته "مضايقات يتعرض لها عناصرها في طرابلس"، وطرحت امكانية تقديم استقالات جماعية حرصاً على عدم إحداث خلل أمني أو اشتباك مع أي طرف. لكن حصول العناصر على ضمانات، أهمها الحماية، حالت دون ذلك.

ويؤكد الشيخ مازن شحود، إمام جامع حربا في التبانة في حديث إلى "المدن"، أن الوضع في باب التبانة جيد، لكن "على الأجهزة الأمنية أن تؤدي دورها بشكل كامل وتكشف هوية رامي القنابل الذي يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء". ويجزم شحود أن عودة الاشتباكات مع جبل محسن "غير واردة اطلاقاً ونهائياً، لأن السلم مطلبنا، ومن يرمي القنابل عنده أجندة مختلفة وليس منا ولا من بيئتنا".

لكن من هي الجهة التي تقف خلف رامي القنابل؟ يشارك الشيخ خالد السيد، أحد فعاليات التبانة، الشيخ شحود بالقول إن "حزب الله هو وراء هذه الانتكاسة الأمنية". فالحزب ومن يدور في فلكه هم من يريدون لحياة هذه المدينة أن لا تستمر. "في الماضي نكّلوا فيها ويريدون اليوم ضربها لأنها بدأت تستعيد عافيتها الإقتصادية وتنعم بالطمأنينة".

ويقول السيد: "صرح الوزير نهاد المشنوق رافضاً سرايا المقاومة وبارك ذلك سماحة المفتي، فرد حزب الله عليهما برمي القنابل".

موقف الشيخين من حزب الله لا يعتبرانه تجنياً، فهو من أزّم وافتعل المشكلات سابقاً، وهو يكرر فعلته اليوم.

أما "حماة الديار" فهي بالنسبة إليهما "حركة مشبوهة" عليها كثير من علامات الاستفهام، وقد ظهرت بشكل مفاجئ بيننا ولا "ندري ما مبتغاها وأهدافها". فهي "تقول إنها تابعة للجيش. لكن الجيش لم يصدر أي بيان يؤكد أو ينفي ذلك حتى الآن، فتبقى مشبوهة إلى أن تظهر حقيقتها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها