الثلاثاء 2016/09/27

آخر تحديث: 19:47 (بيروت)

إبراهيم في طرابلس: زيارة بأسئلة كثيرة

الثلاثاء 2016/09/27
إبراهيم في طرابلس: زيارة بأسئلة كثيرة
لم يفلح إبراهيم في إبعاد زيارته عن السياسة
increase حجم الخط decrease
في العموم، بدا الاهتمام الطرابلسي بزيارة المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم غريباً، خصوصاً في تحضير بعضهم لها منذ أيام. لكن المفارق في الزيارة تصدر لائحة مستقبلي إبراهين، كلٌّ من زياد علوكي الذي خرج من حارة البرانية على رأس وفد من شبابه رافعين صور الضيف، وسعد المصري ومجموعته، في إنتظارهم له في ساحة الأسمر، بعدما جهزوا الخراف للذبح. ما دفع الناس، وهم يرون الطرقات المؤدية إلى دوار نهر أبو علي وباب التبانة تُقفل، إلى التساؤل: لماذا كل هذه الاحتفالية؟

على أن هذا السؤال يمكن أن يرفق بأسئلة أخرى عن معنى خروج علوكي والمصري، نفسيهما، إلى إستقبال إبراهيم، الذي يترأس جهازاً أمنياً كان حتى الأمس القريب محط إنتقاد "فعاليات المدينة الجدد" لتجاوزات عناصره في ملف التوقيفات المعقد، والهوية الطائفية لمديره.

لم يفلح إبراهيم في إبعاد زيارته عن السياسة، كما في قوله: "أنا رجل أمن وأزور كل المناطق اللبنانية". مثالية كلام كهذا، لا تخفي جانباً بدا واضحاً عند من رأوا في زيارته والاحتفاء بها رسالة من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، الرسمي الوحيد الذي إلتقاه إبراهيم، بعد مروره على نقابة المحامين لتوقيع إتفاقية معها، مفادها "أنا الأقوى في طرابلس، والأكثر قدرة على الحشد. وبلا خطاب سياسي تصعيدي جعلت أهالي المدينة يستقبلون من كان خصمهم ويرمونه بالورود".

وهذه الورود، مع رش النساء الأرز، والمفرقعات، وإرتفاع صور ميقاتي في ساحات الإستقبال، لم تجنب إبراهيم سماع شكاوى مستقبليه، من ظلم الدولة وضيق عيشهم. فأبو عمر عبود، وهو من أهالي الموقوفين قال له إن "أولادنا في السجون لا يحاكمون. نريد الدولة، لكن لماذا لا تريدنا هي؟". ثم سلمه لائحة بمطالب لجنة أهالي الموقوفين. وبعده بادرت امرأة ستينية إلى مخاطبته بعبارة: "نحن معك يا حضرة القاضي. لكن نريد أن يخرج أولادنا من السجن".

وإذا كان إبراهيم، في سيرته، قادراً أن يكون لواءً وقاضياً، في الآن معاً، فإن السؤال عن سبب هذه الزيارة، وتحضيراتها، يبقى مطروحاً. كما السؤال عن سبب تقديم الفعاليات الجدد، الذين أنتجتهم محاور القتال، والإعتراف بأدوارهم رسمياً، خصوصاً من قبل جهاز أمني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها