الخميس 2015/12/31

آخر تحديث: 15:12 (بيروت)

طرابلس: عام عودة الأمن والحذر!

الخميس 2015/12/31
طرابلس: عام عودة الأمن والحذر!
مخاوف من الحالة الإقتصادية واستغلال البعض لجذب الشباب (المدن)
increase حجم الخط decrease

على عكس كل لبنان والمنطقة، قد يصح أن يوصف عام 2015، بأنه الأفضل في طرابلس. المدينة التي تحولت في الأعوام السابقة منذ الأزمة السورية الى ساحة حرب مفتوحة، نجحت قوى الأمنية والعسكرية في فرض الأمن فيها، بغطاء سياسي من حوار تيار "المستقبل" و"حزب الله".

الاستباب الأمني الذي رسخ في العام 2015، تخلله أكثر من إنجاز للأجهزة الأمنية، عبر تفكيك الشبكات الإرهابية، أبرزها الشبكة المرتبطة بتفجير برج البراجنة الأخير، اضافة الى القاء القبض على الشيخ خالد حبلص، ومقتل اسامة منصور، في كمين، على الرغم من ان العام افتتح بتفجير ارهابي هز جبل محسن.

التغيرات الاقليمية التي بدأت ملامحها بالظهور ساهمت بانجاح الخطة الامنية وتكريسها، وتراجع نفوذ ودور المجموعات الاسلامية المتشددة في الساحة الطرابلسية، اضافة الى  توقيف قادة المحاور في التبانة وجبل محسن، وملاحقة المطلوبين والمخلين بالامن.

حتى الشخصيات الإسلامية، التي توضع في خانة "المعتدلة، بالمقارنة مع "داعش" و"النصرة"، توارت، فيما يدور في الكواليس حديث عن نية رئيس هيئة "علماء المسلمين" السابق الشيخ سالم الرافعي مغادرة الاراضي اللبنانية باتجاه تركيا، خصوصاً بعد ما اشيع عن تلقيه تهديدات أمنية  متعلقة بحياته.

وبعد هذه التطورات نجحت المدينة في نفض غبار التوترات والمعارك العبثية عن كاهلها، واستعادت حيويتها ونشاطها نوعا ما، خصوصاً في زمن الأعياد، اذ شهدت أسواقها وساحاتها العامة حركة مقبولة ولافتة، على الرغم من انعدام المشاريع الحيوية، وتقاعس السياسيين عن الوفاء بوعودهم لتحريك العجلة الاقتصادية، وانقاذ المدينة من كبوتها العميقة، والحد من سلوك شبابها طرق الموت السريع عبر الهجرة غير الشرعية الى بلاد الاغتراب.

ويقول متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الكاثوليك ادوار ضاهر لـ"المدن" إن "طرابلس تعرضت لظروف صعبة، على الرغم من ان سكانها مسالمون، ويؤمنون بالدولة والمؤسسات"، ويلفت إلى أن "المدينة ظلمت بسب الحرمان المزمن الذي، فضلا عن دخول الغرباء اليها، والسعي لتحويلها الى ساحة قتال، تحت شعارات زائفة جلبت الخراب والدمار والويلات، الا انها استطاعت التصدي لهذه الهجمة بفضل ارادة النهوض من جديد، للقول انه لا مكان للارهاب في صفوف ابناء المدينة، الذين يؤمنون بلبنان، كبلد للتنوع والعيش المشترك". كما يشير إلى أن "إلقاء القبض على المخلين بالامن والارهابيين شكل نقلة نوعية في تثيب الامن، والاستقرار الاقتصادي و الاجتماعي، كما ادى الى تحصين الساحة الداخلية".

وعلى الرغم من هذه الأجواء الإيجابية التي تخيم على المدينة، إلا أن البعض في المدينة يتخوف من الحالة الإقتصادية، والإجتماعية، التي تشكل ظروفاً يسعى البعض الى الإستفادة منها، واستغلالها لجذب بعض شباب المدينة، سيما وان غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر، وهم مهمشون وعاطلون عن العمل.

وتلفت مصادر ميدانية إلى أن هذه المخاوف تستند إلى أن كثراً في المدينة يشعرون بالظلم والغبن من الدولة، ويعتبرون أنها تكيل بمكيالين بين ابنائها، سياسياً، واقتصادياً، وأجتماعياً، كما أن الواقع في المدينة يتحمل مسؤوليته الطبقة السياسية، ومن يمثل المدينة سياسياً، خصوصاً انهم أخلوا بكل وعودهم السابقة، وتعهداتهم، والتزاماتهم، ومن بينها الحديث عن خطط انمائية واقتصادية، ومشاريع استثمارية، لتخفيف الوضع الصعب، والمساهمة في ايجاد فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل قبل فوات الاوان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها