الإثنين 2015/11/23

آخر تحديث: 13:07 (بيروت)

ميقاتي يبادر..وقد يصل الى السعودية!

الإثنين 2015/11/23
ميقاتي يبادر..وقد يصل الى السعودية!
ونجح في اعادة التواصل مع السعودية (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

بدا لافتاً الأسبوع الماضي الدعوة التي قدمها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إلى الأطراف السنية في لبنان الى الحوار والتلاقي والتفاهم والتعاون، خلال حفل تكريم الدكتور محمد بركات، وفي حضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وشخصيات رفيعة.

حضور ميقاتي وحشد من المشايخ والمفتين والشخصيات السياسية، ساهم في تأمين غطاء سني لمبادرة ميقاتي، كما تأمين غطاء سياسي له شخصياً، بعد المعركة الأخيرة المستمرة بينه وبين تيار "المستقبل"، منذ الإطاحة بحكومة الرئيس سعد الحريري الأخيرة.

في شكل المبادرة، بدا ميقاتي في موقع القوة، بعد شبه حصار مارسه "المستقبل" ضده، على الرغم من أن هذه المبادرة لم تلق بعد أي اذان صاغية لرأب الصدع على طريقة الحوار المسيحي - المسيحي.

استند ميقاتي في مبادرته هذه، بحسب ما تقول مصادر "المدن" إلى نجاحه في بناء حاضنة شعبية له عبر الخدمات الشخصية التي قدمها، مستنداً الى الأزمة المالية التي تعصف بتيار "المستقبل"، والتي مكنته من العودة بقوة الى الساحة الطرابلسية من بوابة الخدمات.

وما يعزز منطق القوة هذا، أن ميقاتي نجح مؤخراً في نسج تحالفاته الطرابلسية، استعداداً للحوار أو اكمال المعركة مع "المستقبل"، وذلك بعد أن نجح في كسر الجليد مع النائب محمد الصفدي، والوزير السابق فيصل كرامي. ما عد حينها رسالة حازمة لـ"المستقبل"، خصوصاً أن الحلف هذا قادر على مواجهة الشعبية الكبيرة لـ"المستقبل"، والتي تتعرض لضربات متتالية مؤخراً، وقد ظهر ذلك في انتخابات نقابة المحامين حيث تمكن حلف ميقاتي من انتزاع مقعد في الانتخابات الفرعية على حساب تيار "المستقبل".

ويؤكد مصدر مقرب من ميقاتي لـ"المدن" ان ميقاتي يهدف عبر تفعيل شبكة العلاقات الطرابلسية إلى جعلها أمراً واقعاً بمواجهة التيار، وتحصين وضعه في اي محطة او مناسبة قد تطرأ على الساحة السياسية في البلد. ويضيف ان ميقاتي والصفدي - مع الوزيرين احمد وفيصل كرامي - يسعيان لتثبيت حضورهما والدفاع عن قناعتهما وتحقيق امرين اساسيين، الاول ان طرابلس لا يحكمها سوى ابنائها، والثاني أن ثمة قوة فعلية  سنية طرابلسية تستطيع ان تلعب دورا ريادياً في لبنان وفي انماء المدينة واتخاذ القرارات الملائمة لمصلحة ابنائها، من دون وصاية احد.

لم تقتصر العوامل التي أمنت عودة ميقاتي هذه، ومد يده، على الأمور المحلية الطرابلسية. ثمة أكثر من عامل أقليمي دفعت ميقاتي الى مد اليد، أهمها عودة خطوط التواصل مع المملكة العربية السعودية. وتؤكد مصادر ميقاتي لـ"المدن" أن الأخير تمكن من تحسين العلاقة مع السعودية، وباتت اليوم جيدة، وثمة قنوات عدة مفتوحة، ومن الممكن الاعلان عن حدث قريب يترجم هذا الانفتاح، في إشارة الى أمكانية زيارة ميقاتي الى الرياض.

ويشرح المصدر خلفيات الإنفتاح المستجد، بالإشارة إلى ان "المملكة تعاملت في السابق مع فئة واحدة في لبنان، مما أوجد شرخاً على صعيد الطائفة، وعلى صعيد العلاقة معها، مما اضطرها مؤخراً الى التراجع عن خطواتها وفتح ابوابها امام الجميع، مع الحفاظ على خصوصية الحريري، وحفظ موقعه المتقدم في اللعبة السياسية اللبنانية بالنسبة اليهم، اخذين بالاعتبار ان  كل القيادات السنية في لبنان تتمنى ان تكون لها علاقات متينة وجيدة مع القيادة السياسية في المملكة، لتتمكن من تكريس موقعها في العمل السياسي داخل الطائفة السنية".

في الجانب الاخر، تؤكد أحدى الشخصيات المتحالفة مع الحريري لـ"المدن" ان "السعودية بدأت فعليا بالانفتاح على القيادات السنية"، مشيراً، في الوقت عينه، الى ان "اي مرجعية سنية تريد ان توطد العلاقة مع المملكة عليها اولا ان تأخذ بالاعتبار ان ارتباطها العضوي بالمحور السوري الايراني يجب ان يفك، قبل ان تفتح المملكة ابوابها"، ويؤكد المصدر ان "الشارع الطرابلسي وان كان تقبل خدمات ميقاتي وحلفائه، سيبقى متأثرا بنسبة كبيرة بخياره السياسي ازاء المحور السوري الايراني".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها