الأربعاء 2015/11/18

آخر تحديث: 15:28 (بيروت)

طرابلس قلقة: توقيفات ومداهمات

الأربعاء 2015/11/18
طرابلس قلقة: توقيفات ومداهمات
تسابق الأجهزة الأمنية المتورطين في عاصمة الشمال لتوقيفهم قبل تنفيذ مخططاتهم
increase حجم الخط decrease

تعيش عاصمة الشمال طرابلس، وجوارها، حالة من الخوف منذ تفكيك عناصر الجيش اللبناني عبوة ناسفة في جبل محسن، ثم توقيف الانتحاري ابراهيم الجمل المرتبط بالارهابيين اللذين نفذا العملية الانتحارية التي استهدفت برج البراجنة، وصولا إلى توقيف خمسة اشخاص في محلة القبة بطرابلس متهمين بارتباطهم بخلية الجمل الارهابية.
 

على وقع هذه التطورات تراجعت حركة السير في المدينة بشكل ملحوظ، وخيّم الركود على اسواقها التجارية. وفيما تبدو المقاهي شبه خالية من الرواد، تشهد المساجد ودور العبادة حضورا خجولا، وإنتشاراً للشائعات من بينها وجود سيارات مشبوهة في عدد من الشوارع، قبل أن يتبيّن لاحقا، بعد كشف الأجهزة العسكرية عليها، خلوها من المواد المتفجرة.
 

أبناء المدينة معظمهم يلازمون منازلهم بشكل ملحوظ، ولا يغادروها إلا لضرورات العمل و شراء الحاجيات، ويتجنب البعض منهم المناطق المكتظة، بالتزامن مع رفع منسوب التدابير الأمنية المشددة التي تنفذها عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي في احياء المدينة، لا سيما أمام المراكز الحكومية ودور العبادة والشوارع الرئيسية.
 
قلق المدينة هذا يبدو واقعياً، خصوصاً أن العمل على تفكيك الشبكات الإرهابية، لم ينته، بعد أن تبين لـ"المدن"، وفق معلومات أمنية خاصة، أن عدداً من الشبان قد تم تجنيدهم في المدينة، وجوارها، ليقوموا بأعمال ارهابية، والدليل على ذلك العثور على اعداد كبيرة من الصواعق والمتفجرات والاحزمة الناسفة في شقة المدعو احمد م.
 

وعلمت "المدن" أن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، اضافة الى سائر الاجهزة الامنية والعسكرية، تحاول الكشف عن اماكن وجودهم لتوقيفهم، قبل ان ينفذوا مهماتهم الانتحارية، كما تعمل على مطاردة الاخوين بلال وحمزة البقارن المتورطين في اعمال ارهابية، على الرغم من أن الأخير، ووفق معلومات "المدن"، تمكن من الفرار إلى تركيا على متن قارب، في حين لا يزال شقيقه، الذي أوقف سابقاً على خلفية ملف أحمد الأسير، متواريا عن الانظار.
 
وتؤكد مصادر امنية في المدينة لـ"المدن" أن "جميع الأجهزة في حالة استنفار على درجة عالية"، داعية الجميع الى المساعدة لـ"تثبيت الأمن"، ولكي يجتاز لبنان هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها، خصوصاً أن المعركة تتطلب جهداً من الجميع.
 
 
وأكد عضو هيئة علماء المسلمين الشيخ نبيل رحيم لـ"المدن"، أن "الوضع الامني في المدينة جيد نسبياً، لأن الجيش والقوى الأمنية يحافظان على الأمن، والناس متجاوبة إلى أقصى درجة، للحفاظ على الاستقرار"، ولفت إلى أن ما يحصل "لا يعني إنتقال التوتر الأمني الى طرابلس، أو إنّها مدينة حاضنة للإرهاب، بل على العكس من ذلك، فالأشخاص الذين تم توقيفهم عددهم لم يتجاوز الخمسة في الوقت الذي يبلغ عدد سكان طرابلس نحو 700 ألف نسمة، وهي نسبة ضئيلة جداً، وهذا يؤكد ان طرابلس ليست البيئة الحاضنة للإرهاب، وهذا يحصل في  كل الدول، وطرابلس على العكس من ذلك، تريد السلام والأمن والاستقرار".


وعلى الرغم من أن رحيم يرفض الحديث بوصفه عضواً في هيئة "العلماء المسلمين" إلا أنه يؤكد أن الهيئة "مع الاستقرار والأمن، وأي شخص يرغب في استهداف أمن الناس هي ضدّه"، مثنياً على "جهود الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجبها، وتعتقل أي شخص متورط بهدف احلال الأمن". لكنه في المقابل دعا الى "معالجة الأسباب، وأولى هذه المعالجات وقف التدخل في سوريا من كلّ الأطراف اللبنانية التي عليها ان تنأى بنفسها عمّا يجري في سوريا و المنطقة".
 
صدفة توقيف الجمل!
 
في السياق، علمت "المدن" أن توقيف إبراهيم الجمل أتى عن طريق الصدفة، حيث اشتبه عناصر فرع المعلومات في طرابلس بشخص يركب دراجة نارية في منطقة القبة في طرابلس، يحمل مسدساً حربياً، واثناء ملاحقته هدد بتفجير الحزام الذي كان يحمله، الا ان العناصر اقتربوا منه ومنعوه من تفجير نفسه، وألقوا القبض عليه، وبعد التحقيق معه تبين، أنه صيد ثمين وبنك معلومات لعدد كبير من الخلايا النائمة، وتم على الفور القيام بمداهمات عدة، سيما منزل المدعو احمد م. الملقب بـ"ابي عثمان" حيث ضبطت فيه كمية كبيرة من الاحزمة الناسفة والمتفجرات والصواعق، اضافة الى توقيف شخصين كانا ينسقان معه ومع الجمل وهما شوقي س. وخالد ش.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها