الثلاثاء 2014/09/16

آخر تحديث: 18:16 (بيروت)

التلفزيون ينافس "تويتر" بالخبر الإنساني السعودي

الثلاثاء 2014/09/16
التلفزيون ينافس "تويتر" بالخبر الإنساني السعودي
رسم كاريكاتير نشرته صحيفة "مكة" في متابعتها الخبرية لقضية الطفل المعنّف
increase حجم الخط decrease

لم تعد الأحداث ذات الطابع الإنساني، حكراً على مواقع التواصل الإجتماعي. فتأثير الحدث، يفرض على القنوات الخليجية اعتمادها كخبر ينافس، ويخلق مساحة للنقاش والتفاعل، كونه جزءاً من لحم المجتمع ودمه. لكن التجربة التي تمثلت في عرض فيديو لطفل يتعرض للضرب على يد مدرّس في إحدى حلقات القرآن، أثبتت أن وسائل الإعلام التقليدي، أكثر تأثيراً، وهو ما يُشار اليه بحجم التفاعل الذي خلقه عرض قناة "أم بي سي" لمقطع الفيديو.

ولولا العرض التلفزيوني للقناة الأوسع انتشاراً في السعودية، لما حقق مقطع الفيديو الإنتشار الكافي. فقد انتشر مقطعا فيديو خلال اليومين الماضيين في مواقع التواصل الاجتماعي، أثارا غضب الكثيرين من الناشطين السعوديين، أولهما يعود لرجل سعودي يمثل، على سبيل المزاح، دور طهي طفل رضيع داخل قدر طعام. وآخر، يظهر فيه معلم قرآن وهو يضرب طفلا صغيرا بسوط للخيول خلال إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم في مدينة جدة السعودية.

ويأتي عرض الشريطين في قناة "أم بي سي" ضمن إستراتيجية منح الأولوية للاخبار الإنسانية التي يتفاعل معها الناس، ضمن نشرات الاخبار والبرامج مثل برنامج "إم بي سي في اسبوع" الذي يتسم بالطابع الانساني، ويركز في موضوعاته على القضايا والحالات الإنسانية. وتحت عنوان "المعلم الجلاد"، عرضت "أم بي سي" مقطع فيديو انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه معلم قرآن وهو يضرب طفلا صغيرا بسوط للخيول ضربا عنيفا غير مكترث لتوسل الطلاب، خلال إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم في جدة. الحدث، تناولته المحطة من كافة جوانبه. فقد أجرت مقابلة مع استاذ القانون في جامعة الملك عبد العزيز، أعرب عن امتعاضه لهذا التصرف، قائلاً "يجب تأهيل المعلمين كي لا يتجاوزوا حق التأديب"، على الرغم من تأكيده بأن "حالات الترهيب والتعنيف التي تمارس بحق الطلاب هي فردية".

وتشير المعالجة الإعلامية الى حجم الإمتعاض من سلوك لا-إنساني، ما كان ليصل الى الشاشة لولا مواقع التواصل.. وما كان ليلقى المعالجة المحترفة، لولا اهتمام الشاشة به. لم يقتصر العرض على البرنامج الإنساني الذي تبثه المحطة، فقد تم بثه ضمن نشرة الأخبار المسائية، لإضفاء المزيد من الإهتمام، والتأكيد بأن الخبر الإنساني المحلي له أولوية كبيرة، موفقة بمعالجة أكثر اختصاصاً عبر استضافة مستشارة إجتماعية. وما لم تتبنّه "أم بي سي"، عبّر عنه مستخدمو مواقع التواصل الإجتماعي الذين طالبوا السلطات المختصة برفع سقف العقوبات على المعلمين المتجاوزين. وتحت هاشتاغ #ضرب_عنيف_لطفل_في_المسجد في  "تويتر"، غرد مذيع "ام بي سي" قائلاً: "حقوق الإنسان تتعرف على معلم القرآن المتوحش وعقوبته الفصل والترحيل". وقال الكاتب السعودي سلطان الزايدي: "ضرب طفل في حلقة تحفيظ وداخل مسجد بهذه الوحشية فعل داعشي لا احد يختلف عليه ..!!".

الحملة التلفزيونية، قادت الى اهتمام مضاعف، خصوصاً من قنوات أخرى.. ولم تهدأ الحملة قبل إيقاف المعلم بشكل نهائي عن التدريس، فيما طُلب أن يخضع الطالب لفحص نفسي من قبل المختص في الجمعية، لعلاج الآثار النفسية المترتبة على الحادثة.

وجاء عرض المقطع، الذي مضى على حدوثه 4 أشهر، بعد عرض فيديو لرجل سعودي يمثل أنه يطهي طفلاً، على سبيل المزاح. الطفل لا يتجاوز عمره الاشهر، وصور داخل قدر للطعام، مع بعض الخضار، في مشهد أثار حالة من الاستنكار لدى الناشطين وجمعيات حقوق الانسان، مع مطالبات بتقصّي حقيقة هذا المقطع، وتحديد المتورطين في هذا العمل اللا-إنساني غير المسؤول.

الفيديو انتشر بشكل سريع عبر "تويتر"، فطالب الناشطون  بحذف الفيديو والقاء القبض على "طاهي الطفل". وتحت هاشتاغ #شخص_يطهو_رضيع_داخل_قدر  غرد عبدالله العتيبي: "على وزارة الداخلية تكثيف البحث وسرعة القبض عليه لمحاسبته وردعه"، فيما غرد آخر: "حتى لو كان استهبال.. ايش ذنب هذا الطفل يكون داخل قدر وهو بهذا العمر.!!؟"

increase حجم الخط decrease