السبت 2014/09/13

آخر تحديث: 14:43 (بيروت)

التضامن الإلكتروني لا يحمي سمعان خوام: سأرحل

السبت 2014/09/13
التضامن الإلكتروني لا يحمي سمعان خوام: سأرحل
increase حجم الخط decrease

"أكثر ما يزعجني انني ضربت داخل حديقة، حديقة صغيرة، مسالمة، ضربت داخل اللون الأخضر وحولي شجرة لا تستطيع مساعدتي بشيء". كانت هذه الكلمات القليلة التي كتبها الفنان التشكيلي سمعان خوام في صفحته في "فايسبوك"، كفيلة بإشعال موجة تضامن معه. أكثر من ألف رسالة إلكترونية تلقاها، لم توفر له الإستقرار حيث يقيم في منطقة الدورة. تبقى الرسائل إفتراضية. غير ملموسة. غير قادرة على توفير حماية له، بعدما تعرض للضرب في الأشرفية، تنفيذاً لموجة تحريض إلكتروني وإعلامي وسياسي لبناني ضد السوريين.

يأس خوام، ينطلق من غياب تضامن عملي معه، ومع كل السوريين. الكلمة، ليست درعاً.. والصورة ليست خوذة... والهاشتاغ التضامني، لا يحمي من همجية عنصريين أثقلوا بمشاعر الضغينة العبثية بحق السوريين، نتيجة للتحشيد الإلكتروني.

يقول لـ"المدن" بعد تعرضه للضرب: "لا يوجد من يحميني لأني حرّ". وفي ردّ له على المنشورات المنسوبة الى ما سمي بـ"شباب منطقة برج حمود"، التي تدعو السوريين القاطنين في المنطقة الى اخلائها ومغادرتها، يقول: "أنا ما رح فلّ من الدورة (منطقة في بيروت). أنا رح فلّ من البلد لاني فقدت الامل.. ولا يوجد من يحميني لانني حر.. ولا اتبع لاي حزب.. ولم أعد قادراً على التحمل أكثر".

وكان خوام، تعرض للضرب في منطقة الجعيتاوي في الاشرفية قبل أيام، بعدما علم الشبان المعتدون أنه غريب عن المنطقة، من غير أن يحصّل له أحداً حقه، على غرار عشرات السوريين الذين تعرضوا للضرب في حملة عنصرية، هي الأسوأ، تضاعفت إرتداداً لذبح "داعش" جنود في الجيش اللبناني. يشرح خوام لـ"المدن": "لدى مغادرتي من منزل احد اصدقائي، حوالي الساعة 11 مساء، دخلت حديقة اليسوعية لأشعل سيجارة، فاقترب مني ثمانية شبان مدعين صفة أمن الدولة. لم يظهر ذلك عليهم، شككت في الأمر، فطلبت منهم أوراقهم الأمنية. قبل أن أنهي عبارتي، حتى بدأت اللكمات والضربات تنهال علي من كل حدب وصوب".

ويتابع: "حاولت طلب القوى الامنية وأنا أتعرض للضرب، فأبعدوا هاتفي عني وبحثوا في محفظتي مدعين انهم يعتقدون انني أملك مخدرات، كما تعرضت لتفتيش ليتأكدوا من أنني لا أحمل السلاح". واضاف: "عندها وقع اشكال ثانٍ عند بوابة الحديقة، فتركني الشبان وتوجهوا الى هناك، لحقت بهم، وطلبت أن تأتي القوى الأمنية، فمسك بي أحدهم وقال "اذا مرت هذه القوى من هنا فلن تنام في بيتك اليوم"، مشيرا الى انه بقي تحت المراقبة الى حين صعوده في سيارة الأجرة ومغادرته المنطقة".

فور تعرضه للضرب، كتب في حسابه في "فايسبوك": "أكثر ما يزعجني انني ضربت داخل حديقة، حديقة صغيرة، مسالمة، ضربت داخل اللون الأخضر وحولي شجرة لا تستطيع مساعدتي بشيء". كلمات أشعلت مواقع التواصل الإجتماعي بأكثر من ألف رسالة تضامنية معه. كتبت مروى كريدية: "لا مكان للحكماء في بلد البلطجة"، فيما كتب مشارك آخر: "يبدو أن الريشة توجع، وأن الألوان تُصيبهم بالعمى! الف سلامة لك...".

والحملة الإلكترونية ضد السوريين، لا تزال مستمرة. تطالعنا عبارة "إحذروا من التجول خارج منطقتكم". هذه الجملة بدأ بها بعض الناشطين وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضاي، ووُجّهت للسوريين. هي حملة "داعشية" بلغة لبنانية. لعب أصحابها دور الخفير الأمني في بلد فشلت الدولة ببسط سلطتها. ويحملون نازحين سوريين مسؤولية ما تقوم به الجماعات المتطرفة في جرود عرسال بحق الاسرى العسكريين.

الأمور تنذر بالاسوأ، في حال اقبلت "داعش" او "النصرة" على قتل جندي آخر من المخطوفين لديها. واذا لم يتم تدارك هذه الظاهرة التي تعكس داعشية في التشفي، فسيدخل لبنان في دوامة خطيرة من العنف. 

increase حجم الخط decrease