الخميس 2014/08/28

آخر تحديث: 16:47 (بيروت)

العالم يُراسل آلاء

الخميس 2014/08/28
العالم يُراسل آلاء
رسالة إلى آلاء الغزاوية
increase حجم الخط decrease

منذ بدء الحرب على غزة، وبعد استشهاد أربعة أطفال كانوا يلعبون على شاطئ الميناء، لم يغب المشهد الإنساني عن القضية الفلسطينية للحظة عبر مواقع التواصل الإجتماعي. هو الوسيلة الأكثر تأثيراً لنقل الحقائق بالتفاصيل الى العالم، وإثارة رأي عام متضامن مع شعب غزة ومعاناتهم جراء المجازر الوحشية والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء. فكانت الطفلة آلاء، واحدة من هؤلاء، فيما تحول الخطاب باتجاهها أنجع وسيلة تختصر معاناة جديدة  لطفلة فقدت امها الحامل وشقيقها وثمانية من عائلتها. وتتالت الرسالة في حملة "رسالتي إلى آلاء".

من أرض الشهداء، قصة تلامس ما نشاهده في الافلام. فبعد الغارات التي شنها العدو على رفح، لم تدرك الطفلة آلاء أن والدتها الحامل وشقيقها، ضربا موعداً مع الموت. ترقد الطفلة الآن في مستشفى مار يوسف الفرنسي في القدس برفقة زوجة عمها، بعد استشهاد ثمانية افراد من عائلتها.

يقول مطلق حملة " رسالتي إلى آلاء" طارق البكري لـ"المدن": "ابنة الأحد عشر عاماً، صدقّت ان والدتها نقلت الى مصر للعلاج. كذبة اضطر معالجوها للجوء اليها حرصاً منهم على استجابتها للعلاج، خصوصاً أنها تعرضت لاعتداء على حاجز تابع للاسرائيليين عندما نقلت من غزة الى القدس للمعالجة".

وفي خطوة داعمة لها، قرر المصور الشاب، طارق البكري، من فلسطين، والذي اعتاد زيارة الجرحى في مشافي القدس، اطلاق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، و"تويتر" و"يوتيوب" لجمع رسائل الحب لها، بهدف تخفيف واقعها المأساوي، مستخدما هاشتاغ #رسالتي_الى_آلاء  وبالإنجليزية #speak2alaa.

"المصائب تأتي تباعاً". بعدما أصيبت "الشهيدة الحية" آلاء في رجلها، وبعد عمليات جراحية حرجة، قرر الطبيب النفسي وبالتنسيق مع طبيبها المختص، ان يخبرها بان امها الحامل وشقيقها التي كانت تنتظره منذ أكثر من سبعة أشهر استشهدا. ولم تجد آلاء وسيلة للتعبير عن مأساتها سوى البكاء، يقول البكري: "أغمضت عينيها وانفجرت بالبكاء لأكثر من ساعة، وشدّت قبضة كفيّها على ذراعي سريرها الصغير في المستشفى، لأنها تفقد القدرة على التعبير"، مضيفاً: "عندما ارتاحت قليلاً خرجنا بها بعض الوقت خارج المستشفى فنظرت الى الشمس وتأملت في الدنيا أكثر من ساعة".

"انا اشتقت لغزة واشتقت أكتر حاجة لأبوي وأمي وإخواتي، ولما كانوا يضربوا القذائف كنت أشرد لحضن إمي". بدأت آلاء الفيديو من المستشفى الذي أطلق فيه البكري حملته عبر "فايسبوك". وتضيف: "كنت نايمة بمكاني لقيت حالي في نص الغرفة، فارتبكت قليلا وذهبت للبحث عن اخوتي في الغرفة الثانية، وجدت أختي، قلت لها هيا نهرب، وبدأنا في البكاء ومن ثم نقلونا إلى المستشفى". وختمت الفيديو بالقول: "اريد من اطفال العالم ان يبقوا سعداء حتى ولو حصل نفس الشيء معهم".

وما ان انهت آلاء حديثها في الشريط، حتى غصت مواقع التواصل الاجتماعي، باكثر من ستة آلاف رسالة مواساة من شتى بقاع الارض. شارك فيها أطفال ونساء ورجال، ومن كل الأعمار. حمل الاطفال الاوراق التي كتب عليها "خلي ضحكتك دائما منورة وجهك ونحنا كلنا منحبك". ومن الرسائل إلى آلاء، ما كتبته المشاركة نسرين فايز: "احنا كلنا بنحبك.. ويا ريت فينا نخفف عنك ألمك، والله يكون معك وعائلتك كبرت الان كتير"، فيما كتبت امينة بركات: "آلاء حبيبتي أنت أقوى طفلة رأيتها في حياتي. إبقي قوية كلنا معك".

تتوسع الحملة التي حققت صدى كبيراً لدى عدد كبير من المغردين والناشطين، بعدما ترجمت التعليقات الى الفرنسية والانجليزية والاسبانية. وشارك فنانون كثيرون في مواساة آلاء، فنشرت الفنانة سميرة خروبي في "يوتيوب" اغنية اهدتها الى الطفلة المنكوبة تحمل اسم "نامي يا الاء يا زغيري".. فيما تفاعل الكثير من الناشطين في أوروبا فنشروا صوراً لأطفالهم حاملين أوراقاً كتب عليها "We support Alaa".

"لا شيء سيعوض آلاء عن فقدان أهلها، فهي بدأت بقراءة رسائل المواساة التي وردتها بلغات شتى"، يقول طارق. ولأن قصتها واحدة من مئات القصص التي نتجت عن العدوان، "ولأن شهداءنا ليسوا أرقاماً، بل لكل واحد منهم قصة إنسانية تخصه وتؤثر بشكل مباشر على من حوله، سيتم إطلاق حملة أكبر، وستقوم بتوثيق قصص جميع الضحايا في غزة، من خلال مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة".

increase حجم الخط decrease