حملة "دلو الثلج".. بالنسخة الفلسطينية

لا يفوّت الفلسطينيون فرصة لتحشيد الرأي العام العالمي، وتوجيه أنظاره الى معاناتهم. فظاهرة تحدّي "دلو الثلج"، التي انتشرت عالمياً وشاركت فيها شخصيات معروفة، وصلت الى غزة، بعدما قصفت اسرائيل معظم مصادر شبكات المياه فيها. حاول شاب فلسطيني أن يعيد الحملة الى فلسطين، بعدما تحدّى مشاهير العالم بعضهم بعضاً بحملة "سكب الماء المثلج على رؤوسهم".

وافتتح الفلسطيني فادي، التحدي على طريقته، "بدلو فارغ"، للتأكيد بأن الفلسطينيين يعانون العطش. كشف للعالم ما يتعرض له الفلسطينيون من ظلم جراء العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة، وذلك في فيديو تناقله النشطاء عبر "فايسبوك" و"تويتر" وحقق أكثر من 900 ألف مشاهدة في "يوتيوب".

وجاءت المبادرة الفلسطينية، إستناداً الى حملة طبية إنتشرت خلال الأيام الماضية حول العالم لنشر الوعي حول مرض "التصلب العضلي الجانبي" وجمع تبرعات لمكافحته. وتتلخص الحملة في سكب  دلو ماء مثلّج على الرأس، ثم التبرع بمبلغ 100 دولار. ونشر المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة صديق للقيام بالأمر عينه، فشهدت اللعبة زخماً متنامياً بانضمام نجوم المجتمع ورجال الاعمال ومشاهير المجتمع الأميركي إليها. وإستفاد فادي من الحملة، بطرح مبادرة جديدة، مختلفة ومبتكرة. عرّف الشاب الفلسطيني عن نفسه بالانكليزية قائلاً: "انا فادي من فلسطين. سمعت عن تحدي مرض التصلب العضلي، وأود دعم الحملة والمشاركة في التحدي". وأضاف: "من النبيل جداً توعية العالم بمخاطر هذا المرض، لكن اسرائيل تعاقب أبناء غزة بعدما قصفت معظم شبكات المياه". وهمّ برفع الوعاء لسكب الماء المثلج على رأسه، لكن المفاجأة أنه فارغ. فمضى فادي قائلاً: "أعتذر عن عدم قدرتي على المشاركة في هذا التحدي الإنساني".

"منذ الشهر الماضي يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين من دون مياه". جملة أشعل بها فادي مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الصفحات الداعمة لغزة وللقضية الفلسطينية، فيما استقطب هاشتاغ #ajgaza الموجود على شريط الفيديو، الكثيرين لتوجيه رسالة الى العالم عن وضع غزة المأساوي. وانتشر الفيديو لحملة فادي، التي قال فيها "حان الوقت للوقوف ضد مجازر الاحتلال بحق المدنيين في فلسطين". وتفاعل أكثر من 2000 مغرد مع الفيديو. وكما سائر الحملات، إختلفت التعليقات المواكبة للحملة. منهم من نشر تعليقات وصوراً معارضة مثل: "نحن منحارب اسرائيل بالصواريخ والرصاص مش بدلو ثلج فاضي يا فادي"، كما غرد احدهم قائلاً: "غزة راحت وهيدا اللي شاطرين فيه".. ومنهم من يعتبر ان حملة فادي "فكرة ذكية وستصل الى عدد كبير من الناس في العالم العربي والغربي".

وكانت فكرة تحدّي "دلو الثلج" تنطلقت في الولايات المتحدة، بهدف جمع الأموال لصالح البحوث والدراسات اللازمة للقضاء على مرض "التصلب العضلي الجانبي" (Amyotrophic lateral sclerosis ALS). وهو يصيب حوالى 30 ألف شخص في الولايات المتّحدة وخمسة آلاف شخص في المملكة المتّحدة. وهذا العام، وقع الاختيار على لاعب كرة القدم الأميركية، بيتر فريتس، الذي يعاني هذا المرض، لإطلاق حملة التوعية والتبرع. فبدأ بهذا التحدّي بين اصدقائه وزملائه في الفريق، وانضمّ المشاهير من أنحاء العالم حتّى وصل أخيرا الى نجوم كرة القدم.

وشارك في التحدي مؤسس "فيسبوك" مارك زوكربرغ، ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس، والمصارعان العالميان "ذا روك" و"تريبل اتش"، بينما انتقم رونالدو بدوره من زميله في النادي الملكي البرازيلي مارسيلو، فسكب الماء البارد عليه، وطلب مارسيلو من زميله في المنتخب البرازيلي لاعب نادي برشلونة الاسباني، نيمار دا سيلفا، تجربته في الايام المقبلة.

وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما رفض المشاركة وتلبية دعوة إيثل كينيدي له، لكن الناطق باسم البيت الأبيض ايريك شولتز أوضح ان الرئيس سيساهم مادياً في الحملة. وعلى غرار النجوم العالميّين الذين قاموا بهذا التحدّي، نشر الاعلامي زافين قيومجيان شريط فيديو في "يوتيوب" وهو يقوم بالتحدّي، ورشّح بدوره زميله ميشال قزي، وهيثم يوسف ونورالدين يوسف.